الفايسبوك.. ضالّة العرائس للظفر بمساعدات

  • PDF

لاستكمال جهازهن وتغطية نفقات العرس
الفايسبوك.. ضالّة العرائس للظفر بمساعدات

بعد أن طغت الشكليات على الأعراس الجزائرية وغزتها مظاهر التباهي والتفاخر لم تجد بعض المقبلات على الزواج مع اقتراب موسم الأعراس إلا الاستنجاد بالوسائط الاجتماعية للظفر بمساعدات كما اختارت أخريات الاتصال بجمعيات تتكفل في إطار مهامها بتجهيز العرائس بعد جمعها من تبرعات المحسنين.
نسيمة خباجة 

مع اقتراب موسم الصيف تختار العديد من العائلات إقامة أعراس أبنائها خلاله بحيث تبدأ التحضيرات مسبقا خاصة مع تراجع وباء كورونا الذي قلص مراسم الأعراس في العامين الأخيرين وعادت تلك الأخيرة إلى سابق عهدها من حيث القاعات والمواكب وغيرها من العادات الأخرى التي تتمسّك بها العائلات.
يُعتبر تحضير جهاز العروس من بين العادات التي لا تقبل نقاش ويتطلب ميزانية تقوى عليها بعض العرائس وتعجز أخريات عن توفيرها في ظل الشكليات التي طغت على الأعراس الجزائرية من كل جانب ما جعل بعض العرائس يتوجهن إلى الوسائط الاجتماعية على رأسها الفايسبوك للحصول على ملابس الجهاز والتصديرة أو حتى مبالغ مالية ومساعدات أخرى مهما تنوعت الغرض منها سد ولو جزء بسيط من نفقات العرس التي كثرت في الوقت الحالي وجعلت الكثيرون يعزفون عن هذا المشروع رغم أهميته.

عرائس يستنجدن بالفايسبوك 
يبدو ان استنجاد العرائس بالوسائط الاجتماعية عادة جديدة طغت في الفترة الأخيرة وكان الغرض منها الحصول على مساعدات لتغطية جزء من متطلبات ونفقات الجهاز وتكاليف التصديرة وهي في مجملها عادات تتطلب مصاريف إضافية فرضتها الشكليات التي باتت طاغية على الأعراس الجزائرية. م هي واحدة من هؤلاء قالت إنها مقبلة على الزواج في أواخر شهر جوان ولا تزال منزعجة من عدم استكمال بعض أغراض الجهاز وحتى التصديرة بسبب محدودية قدرتها المادية كما أن الصداق لم يكن مرتفعا مما أوجب عليها الاستنجاد ببعض الصفحات الفايسبوكية لطلب المساعدة خاصة أن أيدي الخير تتجند في مثل هذه الظروف وأضافت انها بالفعل استقبلت عدة ردود لإعانتها بمبالغ مالية وملابس متنوعة هي بحاجة إليها وشكرت المحسنين كثيرا لأنهم ادخلوا الفرحة إلى قلبها في أهم موعد في حياتها وكفكفوا دموعها. 

طغيان الشكليات
على الرغم من أن هؤلاء العرائس دفعهم العوز إلى الانترنت للحصول على اعانات في مشروع حياتهن إلا ان مظاهر التباهي والتفاخر وطغيان الشكليات لها دخل في ذلك فهدف المقبلات على الزواج هو تحقيق غايتهن والظهور بمظهر لائق امام اهل الزوج وكافة المدعوين إلى العرس مما دفعهن إلى طلب العون عبر الوسائط الاجتماعية وهو ما يعكس الوجه السلبي وطغيان الشكليات على الأعراس الجزائرية في السنوات الاخيرة ومن العائلات من رفضت مكرهة تزويج بناتها بسبب عدم القدرة على تجهيزهن وهو ما سردته سيدة عبر الفايسبوك طلبت اعانة لابنتها المقبلة على الزواج وقالت إنها رفضت خطيبين لابنتيها بسبب عدم القدرة على تجهيزهن في هذه الفترة فهي بالكاد تقوى على تجهيز ابنتها الكبرى التي ستزف بعد ايام.
هي كلها امور طرأت على الأعراس الجزائرية وأثرت على مغزاها الرئيسي الذي يتمحور في بناء اسرة وتحقيق الاستقرار بناء على ميثاق غليظ فالاهتمام الكبير بالشكليات ومظاهر التباهي والتفاخر كان على حساب غياب التأهيل للزواج بالنصح والارشاد والاستعداد لحمل المسؤولية مما ساهم في ارتفاع معدل الطلاق في الجزائر حتى بالنسبة للزيجات الجديدة بسبب تغليب الجوانب الشكلية ومظاهر التبذير والإسراف على الجوهر والغايات الأساسية من الرباط المقدس.