ضرورة تحسين الصناعة.. بدل التخلص من الصنعة الرديئة

  • PDF

مراصد
إعداد: جـمال بوزيان

نظرا للارتفاع المحسوس والمخيف للجرائم 
ضرورة تحسين الصناعة.. بدل التخلص من الصنعة الرديئة

ترصد أخبار اليوم مقالات الكُتاب في مجالات الفكر والفلسفة والدِّين والتاريخ والاستشراف والقانون والنشر والإعلام والصحافة والتربية والتعليم والصحة والأدب والترجمة والنقد والثقافة والفن وغيرها وتنشرها تكريما لهم وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها ثانية بأدواتهم ولاطلاع القراء الكرام على ما تجود به العقول من فكر متوازن ذي متعة ومنفعة.

استفحال الجريمة في مدينتي
د. محمد بلقوت 

لا أبالغ حين أقول إن مدينتنا تعيش واحدة من أسوإ أزمنتها فيما يتًّصل بالشقِّ الأمني نظرا للارتفاع المحسوس والمخيف في معدل الجريمة بمختلف أشكالها وتلويناتها فقد أصبحنا اليوم لا نأمن على أنفسنا ولا على ممتلكاتنا من طوائف العصابات والمجرمين الذين انتشروا في المدينة وامتهنوا مهنة الترويع في حقِّ الساكنة. 
هؤلاء الضاّلون والمُغرَّرِ بهم لم ينشأوا فجأة من أرض السواد هم منّا. لست أتعاطف معهم ولكنًّني أقول إنهم ينتمون لنا جاؤوا من فشلنا الذريع من خيباتنا المتكرِّرة من تعليمنا الرديء من تديُّننا الزائف من عصبيتنا الزائدة من ازدواجيتنا ومزاجيتنا... وهذه هي الحقيقة التي يجب أن نعترف بها ومتى ما اعترفنا بمسؤوليتنا المشتركة في هذا الإخفاق كانت تلك نقطة الانطلاق نحو تغيير الوضع وتعديل أوتاره. 
إن ردع هؤلاء بقوّة القانون أمر ضروري لا فِكاكَ منه وعليه فإن استحداث فرقة للبحث والتدخّل في مدينتنا وتوسيع نطاق صلاحيات رجال الدرك الوطني وعدم تسييج نشاطاتهم بالشكل الذي يحدُّ من فاعليتها قد تكون من الحلول المتاحة في الوقت الراهن لكن هذه الحلول تبقى في تصوّري الخاصّ أشبه بالإمساك بالمشكلة من ذنبها عوض قطع رأسها لأنها عاجزة عن اجتثاث أصل هذه اللوثة التي أصابت مجتمعنا.
تسألونني. وما الحل؟ أقول لكم بكل بساطة ومن غير كثير تدبُّر وتفكير إن الحلَّ يكمن في تحسين الصناعة بدل التخلّص من الصنعة الرديئة والزجّ بها في السجن حتى إذا ما أُفرج عنها ارتكبت جُرمًا أعظم من سابقه. إننا مع شديد الحسرة والأسف أصبحنا لا نربيّ أبناءنا ولا نسمح بتربيتهم! فالطفل ينشأ في عائلة -مع وجود استثناءات طبعا- آخر اهتماماتها صناعة إنسان سليم وقويم وفق المبادئ والقيّم التي يقرّها ديننا الحنيف والفطرة الإنسانية السليمة بل إنَّني أذهب إلى أبعد من ذلك حين أقول لكم إن بعض الأولياء يتعمّدون التغافل عن سلوكات أبنائهم السيّئة ويشجعونها ظنًّا منهم بأن ذلك من شأنه أن يكسب أبناءهم الشخصية التي تسمح لهم بالاندماج في المجتمع من غير أن يتم دحرهم والحقيقة أن التواقح ليس له أيّ علاقة بالشخصية القويّة ونتائجه غالبا ما تكون عكسية على الأولياء الذين ينتهي بهم الأمر مَرميون في دار العجزة أو مُهانون من قبل فلذات أكبادهم الذين لم يحسنوا تربيتهم. 
وإذا ما انتقل الأبناء إلى المدرسة التي أعتبرها الورشة الثانية بعد الأسرة لصناعة الإنسان بالنظر إلى أهميتها القصوى في تكوين الطفل وصوغ شخصيته انتقل إليها بطابع على جبينه مكتوب عليه ممنوع اللمس فالمعلمّ (المُرَبِّي) ليس له الحقُّ في تقريع التلميذ ولا ضربه وإن حدث وأن صرخ على تلميذه أو ضربه ضربا خفيفا لغاية التأديب كان جزاؤه سَيلاً من الشتائم والسباب وربما تعدّاه إلى الضرب أو رفع قضيّة ضدّه من قبل الأولياء. وهل جزاء الإحسان إلّا الإحسان؟!. 
حتى الشارع اليوم أصابه الخرس والعمى فلا أحد يعنيه ما استجدَّ فيه من سلوكيات ومظاهر دخيلة على مجتمعنا لدرجة أن رجلا شهما نهى عن مُنكر صنع الحدث في أرجاء البلاد قاطبة وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي فعله بشيء من الدهشة والإكبار مع أن ما فعله هو عين الحقِّ الذي يمليه عليه واجبه ومسؤوليته تجاه مجتمعه لكننا استغربنا فعل هذا الرجل الغريب فينا غرابة صالح في قومه ثمود لأننا نحن اغتربنا عن ديننا وابتعدنا كثيرا عن الحدود التي تُؤطر وجودنا وتحدِّد سلوكاتنا بصفتنا مسلمين.
أكرّر وأقول تأكيدا وتشديدا إنه ما من سبيل إلى القضاء على هذه الظاهرة إلّا بإصلاح أنفسنا وذواتنا إذ لا مجال أمامنا هذه المرّة لتعليق إخفاقنا على مشجب الدولة وانتظار معجزة سماوية تنتشلنا ممّا نحن فيه. إن العيب فينا بالأساس. نحن المتسبِّب الرئيسي فيما آلت إليه مدينتنا ونحن من يتحمَّل النتائج ونحن من يملك مفاتيح تعديل أوضاع المدينة والعودة بها إلى سيرتها الأولى.


*****


الزوجة ليست مُجبرة..
أ‌. خالد السلامي 
الزوجة ليست مجبرة على إرضاع أولادها وهي غير ملزمة على الطبخ لزوجها وأولادها وكذلك لا يوجد ما يجبرها على تنظيف المنزل ولا غسل الملابس ولا الأواني وربما يأتي يوم نسمع فيه إنها حرة في تلبية حق الزوجية الشرعي وإنجاب الأولاد أو لا تلبيه وما علينا إلا أن نضعها في معرض زجاجي  كتحفة تزيين المنزل مع أنها فعلا أجمل ما يجعل البيت جميلا وسعيدا إذا عرفت مالها وما عليها أو تجعله جحيما لا يطاق إذا تمردت على واجباتها.     تلك العبارات صارت تتردد على ألسنة البعض ممن يُسَمّيْنَ  انفسهن بالنساء الناشطات اللواتي يدعين الدفاع عن حقوق المرأة وحريتها وإنقاذها من ظلم الرجال وطغيانهم حسب ادعاء تلك الناشطات.   إذا كانت المرأة غير مجبرة على القيام بكل تلك الأعمال المنزلية فلتخرج هي للعمل وتترك الرجل الذي كلفه الله بالقوامة عليها في المنزل ليقوم بكل ذلك فنحن نعيش في زمن انقلبت فيه كل الأمور فصارت المياعة والتعري والتبرج والتمرد حرية وهي القاعدة بينما الحشمة والحياء والطاعة والاحترام هما الظلم والشواذ فلم لا نقلب القوامة؟ فنجعلها للمرأة على الرجل فيقوم هو بالإنجاب والرضاعة وتربية الأولاد والطبخ وكل أمور المنزل والمطبخ وتخرج هي للعمل لتقوم بالصرف عليه وعلى أولاده.    ما هكذا تورد الإبل يا سيداتي الناشطات المحترمات فالحرية والحقوق التي تطالبن بها للمرأة ليست في إلغاء واجبات المرأة تجاه زوجها وأولادها وبيتها ولا في جعل المرأة ند وخصم لدود للرجل ولا في جعل البيت حلبة صراع بينها وبين زوجها تنتظر من الذي سينتصر ويسير على الآخر فهي خلقت لتكون ربة المنزل وملكته والمحافِظة عليه ولنتذكر قول رسول الله  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ) مثلما أوصانا خيرا بكن أيتها القوارير اللواتي لا غنى لنا عنكن كما لا تستطعن أنتن الاستغناء عنا فبنا معا تستمر الحياة وبفهمنا لواجباتنا المتبادلة تستقيم تلك الحياة.    نعم من حقكن أن تُحاربن العنف ضد النساء فهذا لا يستطيع أحد أن يعترض عليه إلا الجاهل فالمرأة إنسان لها كيانها و لها على الرجل حق الاحترام والتقدير والمحبة وتأمين كل حقوقها المشروعة من مسكن  وملبس ومأكل ومعيشة تحفظ كرامتها وعزتها  وكذلك المطالبة بحق التعليم والعمل لكن في المقابل فهي كما لها تلك الحقوق فعليها أيضا واجبات حدد الله لها عقوبات إن عصت زوجها في تنفيذها كما في قوله تعالى: ((وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ)) ونشوز  الزوجة هو عصيان زوجها وعدم طاعته.    إذن فطاعة الزوجة لزوجها واجبة بما ليس فيه لبس ومن ضمن طاعتها لزوجها تربية أولادهما وتهيئة طعامه وطعام أولادهما وملابسهم  ومن واجب الرجل تهيئة مستلزمات الحياة الكريمة التي تستحقها زوجته واحترامها واحترام أهلها ومساعدتها قدر المستطاع في أمور منزلهما وأن ما يشاع من إعفاء الزوجة من واجباتها ما هو إلا حلقة من حلقات تفتيت المجتمع العربي والإسلامي المبني على أسس وتقاليد يحق لنا أن نفتخر بها على عكس الكثير من المجتمعات التي تتميز بالتفكك الأسري وضياع الأولاد وبالتالي انهيار القيم والمبادئ الإنسانية وانتشار الشهوات الحيوانية التي لا تنظمها شرائع ولا قيم ولا قوانين ولا مبادئ.    فالحذر الحذر يا أيتها القوارير من الانجرار خلف تلك الأباطيل التي تروجها بعض الناشطات واللواتي لم يسعفهن كبرياؤهن البالغ الإفراط من تكوين أسرة أو النجاح في بناء أسرتها تلك الأباطيل التي لا تلتقي مطلقا مع قيمنا العربية والدينية وارجعن إلى تلك القيم الأصيلة التي تربينا عليها والتي تشهد حربا شعواء لإلغائها وجعل المرأة العربية والمسلمة بضاعة يتقاذفها الساقطون حاشاكن فأنتن نصف المجتمع بل المجتمع كله فأنت تلدن رجاله ونساءه وانتن من تُربِين الأجيال وتحفظن الأسرة  والمجتمع من التفكك والانهيار الأخلاقي والديني ولكن في مقابلة الناشطة الأنصارية أسماء بنت يزيد التي تعد أولى مدافعة عن حقوق  المرأة  المسلمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم  خير دليل على واجبات الزوجة تجاه زوجها وبيتها وكذلك مراعاة  الدين الإسلامي لحقوقها حيث جرى حوار عظيم بينها وبين  نبي الإنسانية صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهذا نصه: ((جاءت أسماء بنت يزيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأل في أمر يشغل النساء المسلمات فقالت بلسانها الذي يفيض فصاحة وبلاغة: يا رسول الله إنني رسول مَن ورائي من نساء المسلمين كلهن يقلن بقولي وهن على مثل رأيي إن الله بعثك إلى الرجال والنساء فآمنا بك واتبعناك ونحن معشر النساء مقصورات مخدرات قواعد بيوت ومواضع شهوات الرجال وحاملات أولادهم وإن الرجال فضلوا بالجمعات صلاة الجمعة وحضور الجنازات والجهاد في سبيل الله وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم وربينا أولادهم أنشاركهم في الأجر؟.    التفت الرسول صلى الله عليه وسلم إلى صحابته الكرام رضي الله عنهم وسألهم: هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالاً عن دينها من هذه ؟ قالوا: لا يا رسول الله قال الرسول: انصرفي يا أسماء وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها لمرضاته واتباعها لموافقته يعدل كل ما ذكرت للرجال . فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر فرحاً وبشراً بما قال النبي الكريم )).    فماجدات العرب والمسلمين أكبر من يخضعن لمثل هذه الأكاذيب والألاعيب المعروفة المنشأ والغاية.
*****


خنفشارية الشعرية من الأصل إلى اللا أصل
الطيب بن شيخة


كتبت الأستاذة سامية غشير في حسابها على فيسبوك على ما هو متداول على الساحة الأدبية الرقمية هاته الأيام من اتهامات بالسرقة في فن الشعر:
وأمام كل من تواطأ في هاته القضية ونعلم جيدا أن لكل شاعر جهبذ جوهره في استلهام قصيدته ومعزوفته حيث أن إيقاعها بوزن دقات قلبه حيث أوقفتنا فضيلة الدكتورة عند أهم نقطة التي لا يجب السكوت عنها أو محرمة في قاموس الشعري الإنساني وهي (السرقة وحدودها في الحداثة المزعومة) 
فكتب شاعر على هذا النحو داعما للشاعر ياسين بوذراع نوري:


أنا ما اختلستُ قصيدةً بالذّاتِ
كل القصائدِ في الجوار بناتي


وأقولُ للمستنكرين: تلذذوا
مثلي بطمسِ هويّةِ الأبياتِ


أدمنتُ فضَّ غشاءِ كلّ بكارة
فنُّ اغتصابِ الشعرِ معتقداتي


هو ليس ذنبي إن ضممتُ قصيدةً
وجعلتُ أخرى ضمنَ مقتنياتي.    


للمتضامن عادل سوالمية.


حيث صار ممن تسول له نفسه في التكوين الثقافي يأتينا بمصطلح جديد فيها يوازي مفهموم باختين وجوليا كرستيفا والتأثر الجديد في عصر التكنولوجيا يعني أن تقف شامخا طلليا وتضاهي امرئ القيس وليس لصا (......) الكاتبة لا نذكر اسمها احتراما لشخصها  
أمام كل هذه الخزعبلات القائمة صعودا ونزولا حول القصيدة المتوجة وصعود الرويبضة  التي تقدم نفسها على مذبح الشهرة لتطيح بصنّاع الإبداع الوهمي؟ .
صاحبة المقولة الأخيرة أ. آمنة بلعلى.