تعبئة عالمية بالمراكز الطبية والمشافي الصحية

  • PDF

مراصد
إعداد: جـمال بوزيان

في إطار التوعية بأخطار سرطان الثدي
تعبئة عالمية بالمراكز الطبية والمشافي الصحية

ترصد أخبار اليوم مقالات الكُتاب في مجالات الفكر والفلسفة والدِّين والتاريخ والاستشراف والقانون والنشر والإعلام والصحافة والتربية والتعليم والصحة والأدب والترجمة والنقد والثقافة والفن وغيرها وتنشرها تكريما لهم وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها ثانية بأدواتهم ولاطلاع القراء الكرام على ما تجود به العقول من فكر متوازن ذي متعة ومنفعة.

الشهر الوردي .. التوعية والتشخيص المبكر لتجنب الإصابة
د. رمزي بوشيش

مع حلول شهر أكتوبر من كل عام تتم التعبئة العالمية على مستوى القطاع الصحي الطبي وكذلك الجمعوي التوعوي حول مرض سرطان الثدي.. وقد تم اتخاذ شهر أكتوبر شهرا عالميا للتوعية حول سرطان الثدي وهي مبادرة عالمية بدأ العمل بها على المستوى الدولي في أكتوبر 2006 حيث تقوم مواقع حول العالم باتخاذ اللون الزهري أو الوردي شعارا لها من أجل التوعية من مخاطر سرطان الثدي وهي حملة عالمية تتم على مستوى القطاعات الصحية والقطاعات ذات النفوذ الجمعوي لإيصال التوعية بأعراض سرطان الثدي وضرورة التشخيص المبكر لاكتشاف هذا الورم الخبيث ومحاربته في مهده وبداياته.. أما سبب تخصيص هذا الشهر للتوعية حول سرطان الثدي فإن القصة تمتد جذورها لـ33 عاما  حيث أنه في عام 1985 أُسِّست مبادرة مشتركة بين جمعية السرطان الأمريكية وقسم الصيدلة في شركة امبريال للصناعات الكيميائية وحينذاك تبنت منظمة الصحة العالمية هذه المبادرة باعتبار سرطان الثدي أكثر السرطانات التي تصيب النساء.. وبتخصيص شهر أكتوبر ليكون الشهر الوردي الذي من خلاله نقوم برفع الوعي لدى السيدات حول طرق اكتشاف السرطان المبكر والذي تكون نسبة الشفاء فيه عالية جدًا في المراحل الأولى فنسبة الشفاء من سرطان الثدي في الحالات التي تم اكتشافها مبكرًا تصل إلى 98 وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية ولنتناول في هذا المقال ما تود النسوة معرفته حول سرطان الثدي.


الأسباب وعوامل الخطر للإصابة بسرطان الثدي 
سرطان الثدي يحدث عموما عند ما تبدأ بعض خلايا الثدي في النمو بطريقة غير طبيعية كالخلايا الموجودة في القنوات المنتجة للحليب ويسمى بالسرطان اللبني العنيف أو في أنسجة الغدد  التي يُطلق عليها اسم الفصيصات ويسمى بالسرطان الفصيصي أو في خلايا أو أنسجة أخرى داخل الثدي وتنقسم تلك الخلايا بسرعة أكبر من الخلايا السليمة ولتتراكم مشكلة كتلة وورما وسرطانا.
وتزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بسرطان الثدي وأولها الجنس إذ ينتشر المرض بين النساء بدرجة أكبر مقارنةً بالرجال أقل من 1 إضافة للسن فكلما تقدمت المرأة بالسن زادت احتمالية إصابتها بالمرض.. والبلوغ المبكر لدى الفتيات أي عند ما تبدأ الدورة الشهرية قبل عمر الثانية عشرة أو أن تنقطع في سن متأخرة وترتفع احتمالية الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللواتي يلدن طفلهن الأول بعد الثلاثين أو النساء اللواتي لم يحملن قط أو مَن أُصبن بإحدى مشكلات الثدي في وقت سابق كما أن وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي يزيد من احتمالية الإصابة إلى جانب الوراثة إذ يرتبط المرض بالطفرات الوراثية التي تنتقل عبر أجيال العائلة وهناك بعض الأسباب الخارجية المسببة لسرطان الثدي والتي يمكن  تلخيصها على النحو الآتي:
- التعرض إلى الإشعاع كتلقي علاج إشعاعي عند منطقة الصدر في مرحلة عمرية مبكرة إضافة للسمنة وشرب الكحوليات والتدخين كما تسبب أدوية العلاج الهرموني لعلامات وأعراض انقطاع الطمث بعد سن اليأس في حدوث سرطان الثدي.

الأعراض وسبل التشخيص
العلامات الأولى لسرطان الثدي تظهر على شكل ثخانة في أنسجة الجلد أو تورم في الثدي أو في منطقة الإبطين ولكن هناك عديد من العلامات التي تظهر في المراحل المبكرة من أبرزها: 
- ألم في الثدي أو منطقة الإبطين والذي لا يتغير مع الدورة الشهري. 
- تغير أو احمرار في جلد الثدي ليبدو مثل قشرة البرتقال.
- طفح جلدي حول الحلمتين  أو على واحدة من الحلمات.
- إفرازات من الحلمة غالبا ما تحتوي على الدم.                                                                                                
- حلمة غائرة أو مقلوبة.
- حكة أو تقرحات قشرية حول الثدي.

الأعراض والأسباب المقلقة التي تستوجب زيارة الطبيب 
- عند وجود كتلة ثابتة وصلبة.
- إذا لم تختفِ الكتل خلال 4 إلى 6 أسابيع.
- عند ملاحظة تغيرات بالجلد.
- عند خروج إفرازات والتي تكون غالبا دم من الحلمة.
- عند انعكاس حلمة الثدي.
- عند الشعور بتغير حجم العقد اللمفاوية (الكتلة) في الإبط.

التشخيص
أ‌. الفحص الذاتي                                                                                                                                   
يجب أن يكون جزءا من العناية الروتينية كل شهر وذلك بعد الدورة الشهرية بثلاثة إلى خمسة أيام ويجب زيارة الطبيب عند ملاحظة أي تغيرات.
طرق الفحص الذاتي
وضعية الاستلقاء:
- الاستلقاء على الظهر مع وضع وسادة تحت الكتف الأيمن وتحسس الثدي الأيمن بباطن الأصابع الثلاثة الوسطى لليد اليسرى.
- الضغط بشكل دائري وخفيف وثابت دون رفع اليد عن الجلد.
- متابعة التحسس على أن تكون حركة الأصابع صعودا  ونزولا هذه المرة.
- البحث عن أي تغيرات غير طبيعية في الثدي وفوق وأسفل عظمة الترقوة وفي منطقة الإبط.
- تكرار الخطوات السابقة على الثدي الأيسر باستعمال اليد اليمنى.
ب‌. الفحص السريري
هو فحص للثدي يجريه أطباء عامون أو اختصاصيون أو قابلات مدربات أما إذا كان لدى المريضة تاريخ أُسري للإصابة بسرطان الثدي فسيوجهه الطبيب لإجراء الفحص الإشعاعي للثدي الماموغرافي.
ج- الفحص الإشعاعي للثدي-الماموجرافي-
هو تصوير الثدي بالأشعة السينية ويعد أدق وسيلة للكشف المبكر عن سرطان الثدي حيث يمكنه الكشف عن السرطان عند ما يكون حجمه صغيرًا مما يساعد على المعالجة مبكرًا.
تُنصح جميع النساء بإجراء التصوير الإشعاعي (الماموجرافي ) كل سنة على الأقل اعتبارًا من سن الأربعين (وربما قبل ذلك إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي.

سبل الوقاية من سرطان الثدي 
سرطان الثدي يفتك بالكثير من النساء ومن الأسباب الأولى للوفيات لدى فئة النساء وهذا ما يجعل من اتخاذ الإجراءات الوقائية من السرطان أمرا مهما للحفاظ على صحة النساء والتقليل من نسبة وفياتهن وهذه أبرز طرق الوقاية: 
- الحفاظ على الوزن المثالي وتجنب السمنة:
الوزن المثالي مهم جدا في التقليل  من خطر الإصابة بسرطان الثدي الإصابة بأنواع عديدة من السرطان خاصة بعد انقطاع الطمث لدى النساء.
- ممارسة التمارين الرياضية:
يجب على المرأة خصوصا بعد سن 35 والمرأة التي تعاني السمنة أن تجعل من روتينها اليومي أو الأسبوعي ممارسة الرياضة ولو حتى التمشية وبعض التمارين البسيطة مما يحافظ على النشاط  البدني وفي الوقت نفسه الحفاظ على وزن مثالي وتفادي السمنة وبذلك التقليل  من خطر سرطان الثدي.
- اتباع نظام غذائي صحي:
يجب أن يعتمد نظام النساء الغذائي على الخضروات والفواكه بشكل كبير والحفاظ على مستويات عدد  من الفيتامينات في الجسم مثل فيتامين (D) وفيتامين (C) ونسب الأوميغا 3.
- اتباع الرضاعة الطبيعية:
تساهم الرضاعة الطبيعية للأطفال لمدة عام أو أكثر في التقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي إلى جانب فوائدها الصحية للطفل.
- الابتعاد عن التدخين وشرب الكحول وغيرها:
من المعروف أن هذه العادات غير صحية بالمرة حيث تعمل على خفض جودة صحتك العامة وزيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية و15 نوعا من أنواع السرطان من بينها سرطان الثدي ويعمل على ظهور التجاعيد والضرر بالأسنان وغيرها من العواقب الوخيمة. 
- تجنب حبوب منع الحمل:
على الرغم من فوائد حبوب منع الحمل إلا أن لها أخطارها أيضا  وكلما كانت المرأة أصغر كلما قلت   المخاطر لذا يجب تجنب حبوب منع الحمل قد ر الإمكان والامتناع عن تناولها بعد سن الـ35 حيث تزيد عامة من خطر سرطان الثدي ولكنه يزول بعد التوقف عن تناولها كما يزداد خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
- تجنب هرمونات ما بعد الطمث:
ينبغي على المرأة ألا تتناول هرمونات ما بعد انقطاع الطمث على المدى الطويل والتي على الرغم من أنها تساهم في الوقاية من الأمراض المزمنة كهشاشة العظام وأمراض القلب إلا أن الدراسات تشير إلى تأثيرها مختلط على الصحة العامة وتزيد من بعض الأمراض مثل سرطان الثدي.. يرجى استشارة الطبيب قبل تناولها. 
- الفحص الدوري لمنطقة الثدي:
إجراء فحص دوري على المستوى الشخصي للثدي أو من خلال فحص باستخدام التصوير الإشعاعي للاطمئنان على صحة الثدي  ومتابعة ظهور أي علامات غريبة على الثدي مثل الكتل أو الإفرازات والتورم والالتهابات وتغير الكتل والحجم أو تقلص الحلمات. وغيرها.. إن الاكتشاف المبكر يساعدهن بشكل كبير في القضاء على الإصابة.
- الحد من التعرض للإشعاع:
إن التعرض للأشعة السينية يساهم بشكل كبير في الإصابة بسرطان الثدي خاصة للنساء اللاتي يوصف لهن عمل أشعة سينية تشخيصية على الصدر أو الالتهاب الرئوي.. يجب ألا يتعرض لها لفترات طويلة مع الحد منها على قدر الإمكان.
- تتبع تاريخ الأُسرة:
يمكن تتبع تاريخ الأُسرة التي يلاحظ انتشار الإصابة بالسرطان لدى أفرادها ومن لديهم فرص أكبر للإصابة بالسرطان ويمكن للطبيب الوراثي مساعدتك في تتبع تاريخ أُسرتك المرضي.. الأُسر التي بها نسب إصابة بسرطان الثدي أو المبيض تكون المرأة فيها معرضة بقدر أكثر للإصابة بالأمراض ذاتها.


طرق علاج سرطان الثدي: 
تتعدد طرق علاج سرطان الثدي ما بين التدخل الجراحي والعلاج الكيماوي أو الإشعاعي وتختلف كذلك مدة العلاج اعتمادا على نوع السرطان الذي أصاب الثدي ومدى انتشاره. 
العلاج الجراحي لسرطان الثدي:
هو العلاج  الأساسي لمعظم الحالات وأحيانا يتم الاكتفاء بالجراحة فقط 
تختلف أنواع الجراحات على حسب الهدف من العملية ومرحلة السرطان عندها فمثلا هناك:
- جراحة استئصال الثدي بالكامل.
- جراحة لإزالة جزء من أنسجة الثدي.
- جراحة لإزالة العقد الليمفاوية المصابة القريبة من الثدي.
- الجراحات الترميمية التجميلية للثدي بعد الاستئصال.
العلاج الكيماوي لسرطان الثدي:
يتميز العلاج الكيماوي بسرعة التأثير على الخلايا السرطانية في كثير من الأحيان مقارنة بالعلاج الهرموني. ويكون عادةً بعد جراحة استئصال الثدي لتقليل فرصة عودة السرطان مرة أخرى أو قبل العملية الجراحية في الحالات الآتية:
- سرطان الثدي الالتهابي.
- الأورام في المراحل المتقدمة.
- السرطان المنتشر إلى العُقَد اللمفاوية.
- الأورام الأكبر حجما.
يستخدم العلاج الكيميائي أحيانا قبل الجراحة لأنه:
- يساعد الجراح على إزالة الورم بالكامل في غسر حاجة لإزالة الثدي كله.
- يقلل من شدة الورم في العقد اللمفاوية فلا يحتاج المريض لجراحات عنيفة لإزالة العقد اللمفاوية.


العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي:
يعتمد العلاج الإشعاعي على استخدام أشعة عالية الطاقة للتخلص من الخلايا السرطانية لأنها تكون أكثر حساسية لهذه الأشعة عن الخلايا الطبيعية.. يكون العلاج من خلال إحدى هذه الطرق:
- مصدر خارجي للإشعاع: وهي الطريقة الأكثر شيوعا. 
- مصدر داخلي للإشعاع: يقوم الجراح بعد الاستئصال بزرع جهاز صغير في الثدي بصورة مؤقتة يستطيع الجهاز أن يصدر هذه الإشعاعات.
يمكن الاعتماد على العلاج الإشعاعي في كل مراحل السرطان حتى في المرحلة الرابعة للتخفيف من أثر الخلايا السرطانية على أعضاء الجسم الأخرى.


العلاج الهرموني لسرطان الثدي
العلاج الهرموني فعال ضد بعض الأورام التي تعتمد على هرمون الاستروجين والبروجيسترون للنمو ويستخدم عادةً بعد عمليات الاستئصال لتقليل نسبة عودة السرطان أو قبل الجراحة لإصابة الخلايا السرطانية بالانكماش ويساعد في التحكم في الأورام المنتشرة في أجزاء أخرى من الجسم.