مراصد
إعداد: جمال بوزيان
أخبار اليوم ترصد آراء أساتذة حول تمرد الأبناء :
تحول اجتماعي رهيب.. والأبواب مفتوحة على المجهول
نتيجة ثوران عاطفي أو فهم آخر للحياة أو التأثر بنمط معين يظهر في كثير من الأسر تمرد بعض الأولاد بعدة أشكال واختيار سلوكات جديدة وفق ميول ورغبات جامحة لا سيما في مرحلة المراهقة فيزداد قلقهم وعنادهم وحيرتهم في قضايا غير منتهية سواء مع أفراد أسرهم أو خارجها.. ومما يلاحظ أن عصيان تعليمات الوالدين أو الأولياء خاصة يدفع دائما نحو الانهيار الأخلاقي والضياع المحموم بأخطار تضر الفرد والمجتمع في آن.
سألنا أساتذة عن أسباب الظاهرة وظهور التمرد في بعض الأولاد دون بقية الإخوة وتأثيرها على التحصيل العلمي لهم وطلبنا علاجها تربويا وبطرق هادئة وإيجابية.
*****
الشخصية الهشة تنجم عن التفكك الأسري والابتعاد عن المنهج الديني
حورية منصوري
تمر الأجيال بتسلسل زمني قدتتماسك أوقد تتشرذم فيه بحسب التطوراتونمط حياتها المعيشيي والتفكيري لكن بتفاوت من جيل لجيل.. حسب التقدم تحت إطار تحدده الذهنيات بتطلعات قد تتوافق أوتتصادم ببعضها البعض.
كل التطلعات والنظرات للأمام والمستقبل يبادر بها الشباب وخاصة منهم المراهقون هم في الطليعة لمواكبة أي جديد ينبثق من أمم أخرى غير أمتهم وتلد عندهم شحنة وطاقة أحيانا تمردية على كل وضع قد لايلائمهم حتى داخل الأسرة.
تعاني أسر كثيرة معاناة كبيرة من أولادها عند بداية هذا السن الحساس الذي تتولد فيه طاقات خارقة قد تتفرع للإيجاب أو السلبي حسب معطيات كثيرة كالعصرنة والتطور التكنولوجي الذي يحياه العالم فتقلص العالم وتقاربت الشعوب ونما التأثر والتأثير وخاصة عند الشباب والمراهقين.
في معتقد المراهقين أن هذه حرية وعليه التصرف بها كما يحلو له.. ولا أحد يتدخل في توجهاته التي تقلدها وجلبها من حياة شعوب لاتمت بصلة لدينه ولا لتقاليد أمته ومجتمعه العربي.
عدنا نرى بعض الشباب يخرجون عن طاعة الأسرة وكأن جسرا قد بني بينهم وبينها فتمردوا على قيمهم ظنا منهم أن هذا هو التطور والتحرر الفكري إلى شواذ الأمور والتصرف الفردي غير المسؤول.
هناك أرقام مهولة للتسرب المدرسي والآفات الاجتماعية الضارة التي ظهرت إزاء هذا الانفلات الفكري المتعصب لأن الشارع والتقليد للظواهر الغربية السلبية لأمور كثيرة استوردت وتولاها بعض الشباب المراهق بيسر بغزو فكري في قالب مزخرف وإعلام أعمى.
فالأرضية الهشة للشخصية الغضة تستوعب كل مايصب فيها فذي شخصية بعض الشباب التي نجمت عن التفكك الأسري والابتعاد عن المنهج الديني ومسؤولية المجتمع كأفراد وجماعات ومؤسسات تعليمية وإعلامية ممنهجة لتربيةالنشء وتعاليمناالإسلامية العربية.
صور الذكور والإناث على حد سواء تبدو غربية على ما ألفناه سلفا.. في اللباس وفي التحدث وفي السلوك.. غابت خصال الحياء الطاعةالصبر والتجاوب مع الكبار في الحوار وكأننا نعيش تصارع زمني رهيب بين جيل الأمس واليوم.
هذه الظواهر المتداخلة تسبب فيها انعدام الترابط الأسري والاجتماعي حتى التعليمي بين الأستاذ والطالب.
وكان الإعلام السيئ غير المسؤول له يد في تضعيف شخصية المراهق بتقديم له عادات الغرب في طبق من ذهب مغر لكن محتواه مخرب للذهنيات ومسوس للأفكار.. ومازاد الطين بلة التواصل الاجتماعي في العالم الأزرق عبر مؤثرين ومؤثرات الذين ظهروا بأوجه تخطت كل الملامح الإنسانية وخرج أصحابها عن طوع الأسرة وحدود اللياقة واللباقةوالتربية..إن المراهق نفسيا هو ضعيف ويتلقى بيسر هذه الرسائل ويخزنها لتصنع لنا فيما بعد شبابا منعدم الشخصية ودون مسؤولية يعيش كريشة في مهب الرياح تتلقفه الأحداث الخبيثة والعادات السلبية.
نعيش تحولا اجتماعيا رهيبا انفلت فيه الزمام فعدنا لانتحكم في أنثى وذكر لأن كل الأبواب مفتوحة لهم نحوالمجهول كالهجرة غير الشرعية المنمقة لهم وهي تكتم عنهم الأخطار عرض البحار.
العلاج النافع والناجع هوالاهتمام بالأسرة وتبليط أرضيتها على أسس مستمدة من ديننا الحنيف ومن السنن المحمدية الممنهجة التي بدأ الغرب بتدريسها لأولادهم.. في حين انسلخنا عنها نحن تصورا منا على أنها لاتواكبالتطور والعصرنة.
- تشديد المراقبة على وسائل الإعلاموالتواصل الاجتماعي التكنولوجي.
- إعادة إدراج مادة التربية الإسلاميةوإعطائها حيزا ومساحة عظمى لأنها هي المصحح للأخطاء ومزيلة للشوائب التي تتعلق بذهن أبنائنا. والمرشد القوي الذي يأخذ بأيديهم إلى برالسلام والأمان.
*****
ضرورة إقامة الحوار مع الأولاد والاهتمام بميولهم وتنمية مهاراتهم
أ. إيمان حدو
التمرد كما وصفه المختصون النفسيون والتربويون ظاهرة تبينعدم توازن الطفل من الناحية النفسية والعقلية إذ أنه يمكن أن يكون مرضا أو قد يكون عقوقا للوالدين.. هذا وأن التمرد أصبح بكثرة عند الأطفال في سنوات المراهقة وهذا كونه جزء من نموهم ومرتبط بالتغيرات التطويرية في الدماغ.
إلا أن هذا التمرد زاد عن حده وأسبابه تعددت أبرزها نمو دماغ الطفل فتتطور قشرة الفص الجبهي للدماغ الذي هو مركز القيادة الفكرية والحكم على الأمور كما أن الحياة الاجتماعية تفرض عليهم هذا التمرد لاسيما وأن الأولاد في مرحلة المراهقة تحديدا فيبدؤون بتطوير نظرتهم للواقع وذلك من خلال مقارنة والديهم بأهالي أصدقائهم مثلا أو بمتابعة وسائل الواصل الاجتماعي بكثرة حيث لها الدور العظيم في هذه الظاهرة فيبدأ الأولاد بمتابعة المحتويات والصفحات غير النافعة والتافهة وغير الأخلاقية لينتقلوا من مرحلة الاستمتاع والمتابعة إلى مرحلة التقليد والمقارنة فيقلدونهم في لباسهم وأكلهم ومشيهم وحديثهم ليبدأ الشعور بالإحراج والفشل إذ لم يتمكنوا من الوصول إلى الحياة التي يعيشونها لاسيما وأن هذه الأمور تشعرهم بالرغبة في الاستقلال الذي يؤدي بهم إلى اتخاذ قرارات متسرعة ومتهورة ولا ننسى العنف الأسري الذي يشعر الأولاد بالنفور وكراهية الأهل فعصيانهم وسوء معاملتهم كذا الخلافات المستمرة بين الوالدين التي لها شأن عظيم في تمرد الأولاد خاصة وإن انتهت هذه الخلافات بالانفصال والطلاق الفعلي ليشعر الأولاد بالخوف والقلق بعدما كانت الأسرة تمثل لهم مصدر الامان والحب والثقة ولا ننسى دور الدلال الزائد والعطاء المفرط للأولاد والذي يؤدي بهم إلى شخصية ديكتاتورية تستمتع بالسيطرة على كل من حولها ولا ترضى بأي شيء.
ويبقى أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة هو البعد عن الله وعن تعاليم الإسلام فلو أخذ الطفل التربية السليمة الصحيحة المنصوص عليها في كتاب الله وسنة نبيه لما تشجع الطفل حتى للرد على والديه بأسلوب سيء لقوله جل وعلا: فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما .سورة الإسراء الآية 23. فمجرد رفع الصوت على الأهل يرتكب الولد معصية كبيرة فكيف هو الحال إذا بالتصرفات المنافية لأخلاق المسلم وتعاليم دينه التي تسود الأسر والمجتمعات وهنا نقول إن سوء التربية واعتماد مناهج تربية مخالفة لديننا الحنيف ستدمر الأولاد وتنغص على الأهل حياتهم.
أما الأمر المحير في الظاهرة هو أنه في كثير من الأحيان نراها في بعض الأولاد دون بقية الإخوة وذلك نتيجة التربية القاسية للأولاد والتي تنعكس سلبا عليهم فتؤدي بهم إلى كراهية الأهل وتوليد الرغبة في الانتقام منهم. وربما يكون نتيجة التفريق والتفصيل بين الأولاد المنهي عنه شرعا سواء كان في المعاملة المادية أو المعنوية مما يزرع الحسد والحقد بينهم ويولد في قلوبهم الكراهية والتقوى تجاه بعضهم البعض واتجاه وأهاليهم. وقد يحدث هذا الأمر كون الآباء والأمهات يعيشون أزمة فقدان لغة الحوار بينهم وبين أولادهم فإما يكون هناك دلال زائد للأولاد وهو ما يفسد طباعهم وإما يكون هناك العقاب القاسي الذي يفقدهم الأمان والاطمئنان وهنا نجد أولاد ربما يفهمون على الأهل من نظرة دون كلام وهناك من الأولاد من يلجأ الأهل معهم إلى العقاب القاسي الذي يجعلهم يتمردون عليهم. ولا ننسى أيضا غيرة الإخوة من بعضهم البعض لاسيما وأن في الغالب يكون الولد الأول أكثر تميزا وهدوءا من باقي إخوته ليظن باقي الإخوة أن تمردهم سيجعل الأهل يصبون كل تركيزهم وانتباههم ناحيتهم.
وهذه الظاهرة لها سلبيات عديدة أبرزها ضعف التحصيل العلمي فكون التمرد منغرس في نفوس الأولاد وعقولهم وكونهم يتمردون على والديهم فهم في انهيار وضياع أخلاقي سينعكس على جميع مساراتهم لاسيما العلمية منها مما يجعل تركيزهم فقط على افتعال المشاكل والتمرد دون التركيز على دراستهم أو مستقبلهم العلمي.
وهذا السلوك مثله مثل العديد من الظواهر السلبية في مجتمعنا التي قد تدمره عن طريق تدمير بنيته الأساسية وهي الأسرة وبالتالي هو بحاجة لعلاج نافع وكون العنف لا يعالج بالعنف فهو يحتاج طرقا تربوية هادئة لعلاجه بشكل إيجابي يعود بالنفع على الأسرة والمجتمع معا.
فبداية قبل كل شيء ووقاية من هذه الظاهرة (السلوك) يتوجب على كل راغب في الزواج رجلا أو امرأة حسن اختيار الطرف الآخر فاختيار الزوج أو الزوجة الصالحين هو أساس نجاح العلاقات الأسرية القائمة على المودة والرحمة والتربية الصالحة التي تنشأ جيلا يخاف الله.. وهذا وقاية من الظاهرة لا علاجا لها.. أما لعلاج الظاهرة فيتوجب التركيز على أهم طرق العلاج أبرزها مثلا تعريف الولد أن تناديه في هذا التمرد هو منكر ومعصية وعقوقا لوالديه سيحاسب عليه وكذلك على الوالدين تطوير علاقتهم بأولادهم وجعلها قائمة على الصراحة والوضوح منذ الصغر بالإضافة لإقامة الحوار مع الولد والاهتمام بالميول الشخصية والمهارات التي يتمتع بها وهذا لتعزيز ثقته بنفسه وإعطائه الفرصة للاعتماد على نفسه تدريجيا لأن طريقة العقاب القاسي بالضرب والشتم والتوبيخ لا تزيد سوى الوضع سوءا فتفقد الطفل ثقته بنفسه وتجعله عدوانيا فتربي فيه الكره والحقد على الأهل إلا أنه كلما اقترب الوالدان من الولد وعاملوه معاملة الصديق وشرحوا له نواياهم ومقاصدهم حيث أن الولد لن يفهم قواعد وأفكار الأهل إلا إذا أخبروه بها وفي حالة أصبح الموضوع حادا فالأهل هنا مجبرين على إيجاد حليرضيهم وابنهم معا مما يغنيهم عن استعمال طريقة العنف والإجبار التي لا تجدي نفعا.
..يُتبع..
===
تمرد الأبناء بعمر المراهقة..
سلوكيات تقهر الآباء وصراعات لا تنتهي!
مجد جابر
تنتاب سهاد علي حالة من التوتر النفسي والعصبي والقلق بسبب ابنتها ذات الـ19 عاماً إذ تتعمد مضايقتها بسلوكها المتمرد وعدم خضوعها لأي نصائح أو قرارات وحتى توجيهات تصب بمصلحتها ويصل بها الأمر إلى أن تتجاوز حدودها في كثير من الأحيان بطريقة الكلام ولا تعرف كيف تتصرف معها.
تقول سهاد إن زوجها شخص عصبي جداً وهو ما يجعلها تتكتم على تصرفات ابنتها وتخفيها عنه ما يجعلها تعيش هذه الأزمة وحدها وتتحمل عبء المسؤولية مبينةً أن ابنتها غير مراعية على الإطلاق لكل هذا الضغط الذي تعيشه وتضرب كلامها في عرض الحائط في كل مرة.
تشعر سهاد أنها مكتوفة اليدين ولا تعلم الطرق السليمة التي تجعل ابنتها تتعامل بطبيعية بعيدا عن العناد والتمرد الذي يصل لرفع الصوت ما جعلها تفكر فعلا أن تخبر والدها بكل شيء ليتصرف هو معها.
هي لا تعرف ما الخطأ الذي ارتكبته في تربية ابنتها بالرغم من أنها أشبه بصديقة لها لكنها تغيرت مع عمر المراهقة واستمر ذلك حتى دخولها الجامعة ولا تستمع إلا لصديقاتها أما الكلمة من الأم أو الأب أو الأخ فهي ثقيلة جدا عليها ولا تأخذها بعين الاعتبار.
في حين يبين إبراهيم عبدالله أن ابنه تغير منذ السنة الأولى من دخوله الجامعة وبات غير مسيطر عليه على الإطلاق فليس لديه استعداد لسماع أي تعليق مني على تصرف يصدر عنه .
وفي كل مرة يحاول أن يدخل في نقاش مع ابنه يتحول لجدال عقيم وليس فيه أي نوع من المنطق ويتعامل معه بطريقة وكأنه ند له وليس والده من دون أي مراعاة للاحترام والحدود. ويتساءل إبراهيم عن الخطأ الذي قام به وجعل ابنه ينشأ بهذه الخصال والسلوكيات التي يخجل منها ولا يعرف كيف يسيطر عليها.
اختصاصيون يعتبرون أن هذه المرحلة من المراهقة يلجأ فيها الأبناء للتمرد والاستقلالية بقراراتهم وأسلوب حياتهم غير أن النتيجة تعتمد على السلوك التربوي الذي اتبعه الأهل مع الأبناء من الصغر وما غرسوه فيهم من قيم ومبادئ تعد خطا أحمر ولا يمكن تجاوزها.
ويذهب الخبير والمستشار التربوي الدكتور عايش النوايسة الى أن مرحلة المراهقة الوسطى هي قلب مرحلة المراهقة حيث يواجهها المراهق عندما ينتقل من المرحلة الثانوية إلى المرحلة الجامعية.
ويشير الى أنه في سن المراهقة يحدث تغيير كبير في سلوك المراهقين نحو والديهم إذ يُصبحون مستقلين بشكل أكبر ويبدؤون في الانفصال عن شخصيات الوالدين ويُحاول المراهقون التغيير في مظهرهم وشخصياتهم مما يولد صراعاً داخلياً لديهم يمكن أن يتحول إلى صراع خارجي مع الوالدين.
وتلعب عدة عوامل دورا أساسيا في تغير سلوكيات الأبناء وتمردهم على الآباء مبيناً أن انشغال الوالدين عن تربية الأبناء نتيجة ظروف الحياة الاقتصادية والتواصل مع أطراف غير أسرية مثل عاملات المنزل وما شابه يؤدي إلى الجمود العاطفي الذي يولد حالات من العناد لدى الأبناء.
ويشير النوايسة الى أن الطريقة السلطوية التي يمارسها الآباء مع الأبناء في الأغلب تؤدي إلى آثار سلبية خاصة في فترة النمو النفسي والانفعالي في مرحلة المراهقة فتولد لدى الابن توجهات سلبية تجاه الأب تؤدي لاحقا للوصول إلى مرحلة العناد والتمرد مبيناً أن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تمرد الأبناء محاولة فرض الآباء قناعتهم على الأبناء ونمط تفكيرهم وطريقة حياتهم الخاصة التي ليس لها مبرر مشروع بل لمجرد الاعتياد الاجتماعي فتكون الصدمة بما يحمله الأبناء من تطلعات واهتمامات وما يفرضه العصر من أوضاع وطريقة خاصة للحياة.
لذلك لابد من توفير بيئة تسمح بنمو انفعالي ونفسي واجتماعي إيجابي وذلك من خلال علاقة ودية تقوم على الاحترام والمودة الأسرية بين جميع أفراد الأسرة ولا بد من الابتعاد عن السلطوية في العلاقة بين الآباء والأبناء وتوفير جو يسمح بالتفاعل بينهم والتقرب من الأبناء ومعرفة حاجاتهم واهتماماتهم.
وفي ذلك يذهب الاختصاصي النفسي الدكتور موسى مطارنة الى أن هذه المرحلة من المراهقة المتقدمة لا بد أن تتسم بنوع من الاتزان والنضوج وتكون قادرة على أن تفسر وتحلل وتتخذ قرارتها لكن التمرد الذي يحدث أحياناً من هذه الفئة هي حالة لها عمقها ولها علاقة بالتربية.
وينبغي أن يتم طرح عدة تساؤلات وفق مطارنة إلى أي حد أعطت الأسرة الحق للابن كي يتجاوز حدوده وإلى أي مدى خلال التربية زرعت الأسرة المبادئ والأفكار والقيم بحيث لا يتجاوزها الابن ولا يخرج عن حدوده مهما حدث مبينا أن علاقة الابن بأهله لها خصوصيتها واحترامها الخاص وتجاوز ذلك الحد يدخل في الانحراف السلوكي.
وبالتالي فإن هذه السلوكيات غير مقبولة على الإطلاق ولابد أن يرى الأبناء ردة فعل من الأهل على هذه السلوكيات وأن تكون مشتركة من الأب والأم وليس أن يكون أحدهما في صف الابن ضد الطرف الآخر كون هذه الطريقة تشجع الابن على أن يجد فرصة للخروج عن الإطار العام.
ويلفت مطارنة الى أنه أحياناً اذا اضطر الأهل لا بد من اللجوء إلى العقاب عبر وضع حد له حسب الحالة ووضع نظام رقابة عليه والتوضيح له بأنه ما يزال هناك حدود ولا يمكن له أن يتجاوزها مهما حدث وأن هناك علاقة بين الابن وأهله لا يمكنه التطاول عليها.
ويعتبر أن الضوابط والحدود لابد أن تكون موجودة مهما وصل هذا العالم من تطور حتى لا تصبح الأمور خارجة عن السيطرة مبينا أن هذا يخلق نوعا من تدمير العلاقة الاجتماعية التي تربط المجتمع كاملا كأسرة وأفراد وما ينتج عنه من إشكالات مستقبلية على الشخصية والعلاقات المستقبلية ويضر بالطابع العام للمجتمع.
* مقال منشور على موقع صحيفة الغد الأردنية