قطاف من بساتين الشعر العربي

الاثنين, 27 فبراير 2023

مراصد ثقافية
إعداد: جمال بوزيان

أخبار اليوم ترصد الإبداع الأدبي
قطاف من بساتين الشعر العربي

تواصل أخبار اليوم رصد قصائد الشعراء وتنشرها توثيقا لإبداعاتهم وتكريما لأصحابها وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها بأدواتهم وليتعلم الـمبتدئون منهم وأيضا لاطلاع القراء الكرام على ما تجود بها قرائحهم. 

*****
صرخة الزلزال
الشاعر محمد عصام علوش - سوريا

يــا ربّ إنَّ قـــلـــوبَـــنــا تـــتـــفـــطَّــرُ   ولـظى الأسـى بـصدورنـا يـتسـعَّـرُ
والــدَّمعُ سـال فـمـا لــه مِــن مُــمـسِــك    وغــدا كــقــطــر دافـــق يـتـحـــدَّرُ
والحـزنُ كـالـبــركـان فــي فـــوَرانـــهِ   ويــكــادُ فـي أحــشــائِــنـا يـتـفـجَّــرُ
قـد أطـلـق الـزّلـزالُ وحـشًـا مــرعــبًـا   بـادي الـنَّـواجــذِ فـاتــكًـا يـتـبـخـتـرُ
فـأتى عـلـى الأرواحِ يـحـصــدهـا بـلا  ريْـــث ويـسـقــيـهـا الـرَّدى ويُـتـبِّـرُ
وأتى عـلى الـبُـنـيـانِ يَـهْــدِمُ صــرحَـه   فــإذا الــبــيــوتُ مــقــابـرٌ تـتـأطَّــرُ
وإذا الحـيـارى الـتَّــائــهــون قـــوافــلٌ   كـــلٌّ عــلــى أحـــبــابــهِ يـتـحـسَّــرُ
في طَــرفـة لـلـعَـيْــنِ حـالـتْ حـالُـهـمْ   وتـغـيَّـرتْ والـخـطـبُ لا يـتـغــيَّـرُ
كـمْ مِـن شـيـوخ كـابــدوا بـأنــيــنـهـمْ   وجـعَ الـمُـصابِ ولا طـبـيـبٌ يَجـبُرُ
كمْ مِـن نساء تحـت صخـر كالـرَّحى   ولْـوَلْـن لـكـنْ لـيـس صـوتٌ يَـعـبُـرُ
كــمْ مِـن رضـيـع عـاف ثـديًـا بـاردًا   ما كــان عـن أنـسـاغِـهِ يـتـصــبَّـــرُ
فــالأمُّ أوْدَتْ والــلِّــســانُ مــكــبَّـــلٌ   والـبـطـنُ خـــاو دونــهـا يـتـضـــوَّرُ
كـمْ مِـن فـقـيــر كــان يـشـكـو بـثَّـه   فــدهــاه فـي الـزّلــزال هَـــمٌّ أكـبَــرُ
والـلَّـيْـلُ طـال ولـيس مِـن مـتـبـرِّع     يـأسـو الـجـــراحَ ولا أخٌ يـــتـــأثَّــرُ
كانـت مشاهـدَ لـوْ هَـوَتْ في ثِـقْـلها   فــوق الـجــبــالِ فــإنَّـهــا تـتـبـعـثـرُ
كانت مناظرَ أرعـبتْ في هَـوْلها  الــــــــثَّــقـلــيْـنِ والـوحـشَ الَّـذي يـتـنـمَّـرُ
فهناك حيث الـموتُ أنشـبَ ظُـفْـرَهُ  وتصعَّـد الـنَّـفَسُ الـضَّعيفُ يُغـرغِـرُ
لهـفي علـيهم مَـن يُـداوي بُـؤسَهـمْ؟    مَـن يـكـفَـلُ الأيْــتـامَ فـيــهـمْ قُــصَّـرُ؟
مَـن ذا يـردُّ الـبـردَ عـنهـم والأذى    والـجـسـمُ عــار بـالــفـضا يــتــدثَّـرُ؟
مَـن ذا يُـؤاويهِـمْ ويجـبُـرُ كَسرَهُـمْ    ويـعــيــدُ بـسـمـةَ طــفـلــة تـتـبـخَّـرُ؟
واضيْـعـةَ الإنسانِ إنْ لـمْ يكـتـرثْ  أو ظــلَّ فـي جَــبَـــروتِــهِ يـتـكـبَّــرُ
واضيعةَ الإنسانِ إنْ لـمْ يـنـتـفِـضْ  فـيـغـيـثَ مَـن يشكـو ومَـن يـتـعـثَّـرُ
واضيْـعـةَ الإنسانِ إنْ فـنِـيَـتْ بـهِ   روحُ الـمـشاعـرِ فـانـبـرى يـتـنـكَّـرُ
قـد سُـمِّـي الإنـسـانُ إنـسـانًـا بـما  يَهـمي به الأنسُ الجـمـيـلُ ويَـقـطـرُ.




شعراء ليسوا شعراء
عجبت لشاعر لم يحرِّك فيه هول الزّلزال شعرًا ولا شعورًا فأخذ يتابع النَّظم في أشعار الحبِّ
والغزل ويتحدَّث عن لواعج العشق والغرام وعمَّا يسمَّى بعيد الحبِّ دون أن يكترث بالدَّمار
والضَّحايا والمصابين والمشرَّدين من حوله فكانت هذه الأبيات عفو الخاطر .


شــتَّــانَ فــي الــشُّــعـــراءِ والأدبــاءِ   ما بـيـن أســرى الـوَهـمِ والأُصَــلاءِ
كـمْ في سبـيـلِ الـعشقِ يجـري شاعرٌ   مـتـرنِّـــمًـا بـالأعــيُـــنِ الـــنَّـجـــلاءِ
فــتـراه كــــرَّسَ شِـــعـرَه لـحـبـيــبـة    مـتـفـنِّــنًـا فـي الـوصــفِ والإيـحـاءِ
يشكو عـذابَ الـهَجـرِ أو ألَـمَ الـنَّـوى   وكـأنَّــهُ الـمـجـــنـونُ فـي الـبــيْـــداءِ
يـحــيـا لـواعـجَ شــوْقِـهِ وحـنــيــنـه   مـتــفــرِّدًا عــن قــومِـهِ الـتُّـعــســاءِ
يمـتار من قصص الهوى أضغـاثَها   ويـعـيــشُ فـي أحــلامِـهِ الــرَّعــنـاءِ
ويخـصُّ (عـيـدَ الحـبِّ) آنَ حـلـولـهِ    بـوروده فـي الــحُــلَّــةِ الــحــمــراءِ
أو يـمـتـطي جُـنحَ الـخـيـالِ محـلِّـقًـا   في قـصـرهِ الـعـاجـيِّ فـوْق ســمـاءِ
مـتـغــافــلًا عــمَّــا يـفــتِّــتُ حَـوْلـهُ صُمَّ الـصُّخـور يَمـورُ في الغـبراءِ
مـتـنـكِّــبًــا آلامَ جـــيـــل قـــد نـشـا   فــي الـــقـــهْـــرِ والإذلالِ والأرزاءِ
مـتجـاهـلًا أوجـاعَ مـسـكـيـن بـكى   مـا كـان يــمــلـــكُ لــقــمــةً لــغــذاءِ
أو لهـفةَ المحرومِ في سـوق غـلَـتْ   أجَّــتْ بـهـا الأســعـارُ كـالـرَّمـضـاءِ
أو دمـعـةَ الـطِّـفـلِ الـيـتـيمِ بعـيْـنـهِ   جــمـدتْ مــن الأحــزانِ والـضَّـرَّاءِ
أو أنَّـةَ الـمـرضى بـلــيْـل مُـعـتــم    طـال الـظَّــلامُ بــهِ عـلى الــنُّــزلاءِ
أو صرخةَ الـمظلومِ يخـنقها الألى   مَـردوا عـلـى الـخُــيَـلاءِ والإيـــذاءِ
أو نـكـبـةَ الـزّلـزالِ أزهـق أنـفسًا    وتـشــرَّد الـبـاقــون فـي الـيَـهْــمـاءِ
ما قـيمةُ الأشعارِ إنْ لـمْ تحـتـرقْ   أســفًا عـلى الأوضاعِ في الـبـأسـاءِ؟
ما قـيـمةُ الأشعارِ إنْ لمْ تـقـتـبسْ  ضوءًا يـنـيـرُ الدَّربَ في الـظَّلـمـاءِ؟
ما قـيـمةُ الأشعارِ إنْ لمْ تـقـتـدِح   بـالـزَّنـد نـارَ الـمَــشـعـلِ الـوضَّـاءِ؟
ما قيمةُ الأشعارِ إنْ لمْ تـمـنحِ  الــــــــــــآمـالَ لــلـــفـــقــراء والـضُّـعــفـاءِ؟
ما قيمةُ الأشعارِ إنْ لمْ تـقـتـنصْ   دُررًا تــلألأُ فـي صُــوى الأرجـاءِ؟
ما قيمةُ الأشعارِ إنْ لمْ تحـتـرفْ   فِـكْـرًا سَــويَّ الــنَّـهــجِ والإنـشـاءِ؟
ما قـيـمة الأشعار إن لـمْ يكترث   فـيـهـا الـشُّــعــورُ لإخـوة وإخـــاءِ؟
مـا قـيـمةُ الأشعارِ إنْ لـمْ تـتَّخـذْ  مِن شرعِ ربِّ الكَوْنِ فـيْـضَ بهاءِ؟.


*****
الشَّامُ حَـبيْبَتِيْ


الشاعر فوزي الشنيور – سورية


سَمْــــراءُ يا بِنْـتَ الْوَرودِ تَحيَّـــةً       مِنْ عَاشِق فيْ الْحُبِّ لا يَتَقَلَّــــــــبُ
خُلِقَ الْجَمَالُ لِوجْنَتَيْكِ ولمْ يَكُــــنْ       لولاهُمَا سِحْـــرٌ يَفِيْضُ وَيُسْكَـــــبُ
لَولاكِ لمْ يُخْلَقْ وَلَمْ يَكُ سَيـِّــــدٌ        عَبـْــداً لَهُ أوْ شَاعـِـــــرٌ يَتَعَــــــذَّبُ
أنْتِ الَّتِيْ مَهْمَا فَعَلْـــتِ جَميْلــــة ٌ       إنَّ الْجَميْلـــةَ حِلْوةٌ لَــو تَغْضَــــــبُ
وَلَقَدْ يَزولُ مِنَ الجَمَــــــالِ وإنَّمَا        أنْتِ الْوَحِيْدةُ حُسْنُــهَا لا يَذْهَــــــبُ
أهْوَاكِ أَكْثَرَ أوْ أَجَلَّ مِنَ الْهَـوَى         إنَّ الْهَوَى عِنْديْ شَهِيْــقٌ يُحْسَــــبُ
مَا كَانَ فِيْ قَلْبِيْ لِغَيْرِكِ بُلْبـُـــــلٌ        مُتَلَهِّـــفٌ فيْ حُبـِّـــــــــهِ مُتَـلِّــــهِّبُ
أنَا لا أَخَافُ مِنَ التَّفَانِيْ فيْ الْهوَى     فَالْمَوتُ مِنْ أَجْلِ الْحَبِيْــــبةِ مَكْسَــبُ
مَاذَا أَقُولُ: لَكِ الْكَثِيْرُ حَبيْبَتِــــيْ       مَاذَا أَقُولُ: سِوَى أَحُـــبُّكِ زَيْنَــــــبُ


يَا مَوكِبَ الشُّهَداءِ يَا عَبَقَ النَّـدَى        يَا خَيْرَ مِنْ يَهِبُ الْحَيَاةَ وَيَكْتُــــــبُ
أنْتُمْ الْيَنَابيْعُ الَّتِيْ تَجْـــــــرِيْ لنــَا         وَبَيَادرُ الْقَمْـحِ الَّتِيْ لا تُسْلَــــــبُ
آمَنْتُــــمْ بِالأرْضِ فَالأرْضُ الَّتِـيْ         لَمْ تُرْوَ بِالدَّمِ صَخْرةٌ لا تَعْـــشُـبُ
أَعْطَيْتُمُ فَالْوَرْدُ يَنْهَــلُ عُمْــــــرَهُ         مِنْكُــمْ وَمِنْكُـــمُ الْغَمَائِـــمُ تُسْكَـبُ
تَتَدفَّقُونَ فَإِنَّ بَحْـــــرَ ضِيَائِـــكِمْ         مَوجٌ يَضِيءُ وَآخـــرٌ يَتَأهَّـــــبُ
تَبْنُونَ بَالأرْواحِ أَغْنَى وَاحَـــــة         لا الْورْدُ يَحْمِـــلُ مِثْلَهَا أوْ يِنْجِـبُ
تَتَسَابَقُونَ وفيْ التَّسَابٌقِ جَنَّــــــةٌ        وَالْفُوزُ دَوْماً للَّذِيْ هُــَو يَغْلِـــــبُ
تَتَوَحَّدُونَ كَواحِـــد فيْ حُبِّـــكُمْ         فَالْحُبُّ فيْ شَرْعِ الأَحِبَّةِ مَذْهَـــبُ


يَا شَامُ حَسْبَكِ فيْ الْمَدَائِنِ عِــزَّةً       لا تَنْتَهِيْ طولَ الْمَــدَى أوْ تَغْـــرُبُ
أَشْرَقْتِ بِالأمْجَادِ مَجْدٌ وَاحِـــدٌ       يَكْفِيْ لِيَعْتَرِفُوا بِأنـَّـكِ مَنْسَــــــــــبُ
شَيَّدْتِ مِنْ صَدَفِ الْمَكَارِمِ قَلْعَةً     وَيَدُومُ مِنْ صَدَفِ الْقِلاعِ الأصْـــلَبُ
صُنْتِ الْبُطُولاتِ الَّتيْ يَزْهُو بِهَا      شَجَرُ الرَّبيْعِ مَدَى الزَّمَانِ وَيَخْصُبُ
عَانَقْتِ نَجْمَات فَـــــدَامَ لَكِ الْعُلا      دُونَ الْبِلادِ وَدَامَ فِيْــكِ الطَّــــــــيِّـبُ
وَإِذَا ذُكُرْتِ تَشَعُّ أَجْنِحةُ الْفِــدَى       وَبِهَا يَطُوفُ مِنَ الْحَدَائِقِ مَـوكِـــبُ
هِيَ أنْتِ للْعَبَقِ الْوَلــــودِ مَنَاهِلٌ        وَلِكُلِّ شَمْس نَبْعَــــــــةٌ لا تَنْضُــبُ
يا حبَّذوكِ فَأنْتِ قَلْــــبٌ للْــوَرَى        أنْ يَفْرَحُوا وَسَرِيْرُهُمْ أنْ يَتْعَبـُــــوا
تَبْقِيْنَ سَاطِعَةً وَأنْ جَاءَ الدُّجَــى        وَيَمُوتُ لَو بَدَتِ الأشِعَّــــةُ غَيْهَــبُ
مِدِّيْ إِلَى اللهِ الْقُلــوبَ وَثَابِـرِيْ         فَالله ُأنْبَلُ مَنْ يَصُـــونُ وَيَرْقُــــبُ


يَا رَبِّ إِنَّكَ بِالأُمُــــــــورِ لَعَالِمٌ         تَضَعُ الأمُورَ كَمَا تَحُبُّ وَتَرْغَــبُ
تَدْرِيْ بِمَا يَجْرِيْ بِنَا فَذُبـَـــــابةٌ         زَرْقَاءُ تَقْــــتُلُ بِالْورودِ وَتُــرْعِبُ
احْمِ دِمشْقَ مِنَ الرِّيَاحِ فَإِنَّهَــــا         رَوْضٌ يَفُوحُ وَجَـــدْولٌ يَتَــوثـَّــبُ
لَولاكَ مَا انْطَلَقَتْ خَمَائِلُهَا تُغَــــــــــرِّدُ فيْ رَبِيْــــــع فَاتِــن أوْ تَطْـــرُبُ
هِيَ طِفْلةٌ بَقِيَتْ طَوالَ حَيَاتِـــهَا        تَسْعَى إِلَيْكَ وَمِنْ ضِيَائِكَ تَشْــرَبُ
لا تَنْحَنِيْ إلا إِليْكَ فَهِـــبْ لـَــهَا        مَا تبْتَغِيْ عنْدَ الرِّيــــاحِ وَتَطْـلُــبُ
وَدَعِ الْورودَ تَرومُ مَا يَحْلو لَهَا        والْقُبَّـرَاتُ بِأيِّ حَـــــــقْل تَلْعَــــبُ.
*****
موتٌ يرصد الأحلامَ


الشاعر خيرات حمزة إبراهيم – سوريا


القلـبُ بكى ألمًا في أفـجعِ الصُّوَرِ
لهولِ خطـب دوى من غفلةِ البشَرِ


من لحــظة برقـتْ والأرضُ تزأرُها
عُمرٌ يشيبُ برهْبِ الصَّوتِ والحَجَرِ


شـــرارةٌ مـن هــدى والزُّهدُ ديْدَنها
تقوى النُّفــوسِ وتسْليمًا من القدَرِ


والعينُ طافتْ على الخلَّانِ في ألم
تبــكي الفــراقَ ومـا للآهِ من ظَفَــرِ


حتَّـى الوليــدُ بكـى والأمُّ تحْضنـهُ
كيفَ النَّجاةُ وأين الدِّفءُ من حَذَرِ


والخوفُ شقَّ سكــونَ الليلِ يعْبرهُ
رحمــاكَ ربِّـي لأمــر جــــاءَ بالعِبَــرِ


صوتٌ تهاوى كما والحشــرُ يندهنا
السَّـاعةُ اقتربت والكـونُ في سَفَرِ


من قهــرهِ الليلُ أرخى بابَ عظمتهِ
للفجــرِ مـــرتبكًا مــن لجَّــةِ السَّــهَرِ


روحٌ تجـــوبُ على الأنقاضِ سائلةً
أينَ الأماني غفتْ والحالُ في خَدَرِ


طافَ العويلُ ونورُ الشَّمسِ يحجبهُ
صــوتُ الأمانِ وقــد أفضى بلا وَتَرِ


خُطــا تـدوسُ على الآلامِ مجْبـــرةً
مسكينُ قلبي كبا من صرخةِ الكَدَرِ


كانَ الأسى قــدرًا والكلُّ في سَـكَن
والمـــوتُ يرصـــدُ أحــلامًا بلا قمَرِ


ناموا على مَرقدِ الأوجـاعِ يسْلبهمْ
قلبُ العبادِ طغى والعقلُ في خَطَرِ.




*****


جراح سوريا وتركيا
الشاعر محمد مهيلة – الـجزائر


بكتِ القصيدةُ والقوافي ذات صبح
حينما رأتِ الدّيار مُهَدّمَه


وتساءلت مَاذا حَدَثْ أين الّذي
بالأمسَ حلمٌ كان يَصعَدُ سُلّمَه؟


لا شيء إلّا الحيرة الأولى
تدقّ البابَ في وضح النهار لتهزمَه


وكأنّها مثل القيامةِ هَولُها
الكلّ يبحث في الثرى كي يُطعمَه


لم يبق من أرض سوى أطلالها
ترثي ضحايا صَبرهم من ألهمَهْ


هو لم يعد جرحا وحيدا بينهم
هو بيننا نارٌ وريحٌ مظلمه


يا ربّ لطفك تدعو الأبصارُ من
بعد اللّسان أباح عمّا آلمَه.