تصحيح الفكر.. أساسٌ لعمارة الأرض وإقامة الحق والعدل

الأربعاء, 01 مارس 2023

مراصد
إعداد:جـمال بوزيان

بعيداً عن السلبية وانطلاقاً من الإيجابية في المجتمعات
تصحيح الفكر.. أساسٌ لعمارة الأرض وإقامة الحق والعدل

تَرصُدُ أخبار اليوم مَقالات فِي مختلف المَجالاتِ وتَنشُرها تَكريمًا لِأصحابِها وبِهدفِ مُتابَعةِ النُّقَّادِ لها وقراءتِها بِأدواتِهم ولاطِّلاعِ القرَّاءِ الكِرامِ علَى ما تَجودُ به العقولُ مِن فِكر ذِي مُتعة ومَنفعة ... وما يُنْشَرُ علَى مَسؤوليَّةِ الأساتذةِ والنُّقَّادِ والكُتَّابِ وضُيوفِ أيِّ حِوار واستكتاب وذَوِي المَقالاتِ والإبداعاتِ الأدبيَّةِ مِن حيثُ المِلكيَّةِ والرَّأيِ.

*****
القفز على الأسباب والتفسير بالغيب
أ. م. رابح لكحل

من الأمراض الاجتماعية القاتلة لروح العمل والمبادرة والمنمية لروح التواكل والسلبية المميتة ماانتشر بين الناس وأصبح من معتقداتهم الراسخة بلجوئهم للتفسير الغيبي لأحداث ووقائع قائمة في عالم الأسباب (أو ما يعرف بعالم الشهادة..) وتزداد حدة هذا الهروب إلى الغيب في حالة الكوارث والأزمات العامة أو أي فشل أو عجز فردي أو جماعي...وأزعجني أكثر هذا الأسلوب في التعليق أخيرا على حالة الحيف والجفاف الذي أصاب بلدنا والمنطقة عموما في السنوات الثلاث الأخيرة على الأقل وكذلك تفسير الزلزال المدمر الذي أصاب إخواننا في سوريا وتركيا..فمع حالة الجفاف التي ضربت فلاحتنا وتفاقمت معها ندرة الماء أطل علينا الدّجالون وتصدروا المشهد بتفسيراتهم التي ينسبونها للدين بجهل ودون ورع ولاتقوى وازدهرت بضاعتهم المغشوشة أكثر مع مصيبة الزلزال الأخير فأينما تولي وجهك ومهما يكن مستوى الذي تحدثه (علما أو استقامة..) ما إن تفتح معه موضوع الجفاف أو الزلزال (والكثير منهم يبادر بالحديث عنهما لتصدر الجلسة..) حتى يسارع لإسماعك الأسطوانة نفسها التي ملخصها: هذا نتاج خطايانا ومانرتكبه من مفاسد وبعدنا عن الطريق القويم وانتشار الرذائل وامتناعنا عن الزكاة ووو... ثم يختم خطبته القطعية بخلاصة لايُقدر خطرها معلنا بتلذذ في الغالب: إن الله غاضب علينا.. ! والغريب تساهل الناس في تناقل مثل هذه الأكاذيب والتسليم بها دون مراجعة ولاتمحيص على خطرها على عدة مستويات أهمها:
١-التألي على الله: فهذا المتحدث باسمه تعالى والمطلع على غيبه والمتجرئ على الله بإعلانه أن الله غاضب علينا نسأله ببراءة هل أوحي إليه؟! هل يعي خطر ما يقول؟ ألا يعلم أن الأقوام التي غضب الله عليها قد أبادها! وأن الرسول عليه السلام قد أخبرنا أن ربه منحه خاصية أن لا يُهلِك أمته بعذاب عام .
٢-لو سلمنا بهذا المنطق العليل في التفسير نقول لهؤلاء المتألهين أن معدلات التساقط كبيرة جدا في الغرب ..هل نفهم من هذا أن الله راض عنهم؟! ومنه نستنتج أن انتشار المفاسد والرذائل في الغرب أقل!.
٣-يامن تتلذذ بمعاقبة الله للناس وتسارع إلى إعلانها بمنطقك العليل هذا ألا يعني التساقط الأخير للأمطار والثلوج وامتلاء السدود والأنهار أن الله رضي عنا؟! فلم لاتسارع لإعلان هذا في مجالس الكذب والدجل التي لا تمل من تصدرها...أم نفسيتك المريضة لاتسمح لك بذلك؟!.
1-الخطاب القدري: اعتاد الناس عند إساءة العمل أو وسوء التقدير والتصرف بالتغطية على أخطائهم بالتفسير الغيبي فيبرر فشله في الغالب بعين حسود أصابته وإن ناقشته يتحول إلى واعظ متمكِّن حاذق بعلوم الشرع ويسارع لقطع الطريق بتذكيرك أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: العين حق -متفق عليه- وموضوع العين الحسود من المواضيع الأكثر انتشارا بين الناس بمفهومها المعوج والكثير من الأعمال الفاشلة تعلق على مشجبها وهنا أحببت أن أشير لنقطتين أساسيتين:
١- حديث العين والحسد (المذكور وغيره) يدرج في الخطاب القدري وهو خطاب حول الغيبيات( في باب الإخبار) فمع إيماننا أن العين حق هذا لايعني أنه يمكننا أن نفسر جازمين أن كل ما يصيبنا هي عين حسود لأننا لا نملك مؤشرات دقيقة دالة على ذلك من جهة ومن جهة ثانية لسنا مطالبين بالتوقف عندها.
٢-من أسباب عجزنا وتأخرنا تنشئة مجتمعنا على التفسير بعالم الغيب(الذي اختصه الله بعلمه..) بدلا من تنشئة الناس على تحمل مسؤولياتهم والاجتهاد لتحديد أسباب الفشل ومن ثم تصويبالعمل..وهنا أجد محاولة العالم الأندلسي عباس بن فرناس الطيران هي أحسن مثال لما أعنيه فبدلا من الاهتمام بتحديد سبب أو أسباب فشل تجربته وتصحيحها انخرط المتحذلقون حينذاك في جدال غيبي لاينبني عنه أي عمل وهو مناقشة لو مات أثناء التجربة هل كان سيدخل الجنة (في سبيل العلم..) أم النار (انتحر ورمى نفسه إلى التهلكة..)؟! متناسين أن تصنيف الناس ليس من مهامهم وأن من يُدخل الجنة أو النار هو الله سبحانه وتعالى.
2-دوافع وأسباب: أصل هذه المغالطات كلها الخلط بقصد أو بغير قصد بين الخطابين الشرعي والقدري فإذا كان الخطاب الشرعي يتضمن أمرا ونهيا وهو يتوجه إلى الضمير الخلقي لدى المؤمن وينير له حياته العملية.. فإن الخطاب القدري يدخل في نطاق الغيبيات ولا يَنبني عليه فعل أو ترك بل إيمان وتصديق.. والناس يلجؤون إلى التفسير القدري بدوافع مختلفة ومتداخلة أهمها:
١-الجهل وغواشي التاريخ: يزداد خطر التفسير الغيبي وتصعب معالجة آثاره عندما تحُقن ضلالاته مغلفة باسم الدين من قبل بعض الجهلة المحسوبين على الوعظ والإرشاد والحاملين ظلما لرتبة عالم أو داعية فكثيرا ما يلجأ هذا النوع من المُدَّعين للتفسير الغيبي فيحكمون على الناس بالجنة أو النار أو على عباداتهم بالقبول أو الرفض ومنهم حتى من يحدد آخر الزمن ووقت القيامة.. ومنهم من يحدد بالاسم مجدد دين الأمة لهذا القرن.. وأخطر ترهاتهم تحديد الفرقة الناجية من الناس وغلق الباب عن باقي المسلمين...! أو تقديمهم للفقر والضعف كميزة نرضى بها (إن لم نسعَ إليها..)لأنها تدخل الجنة!.
٢-النفسي: ينشأ الفرد المقهور منا بنفسية مهتزة فاقدة للثقة حاملا لمفاهيم ضالة مضلة أشدها تأثيرا فكرة أن ليس من حقه الخطأ .. فالذي يُسَلَّط عليه العقاب منذ سنواته الأولى بسبب أخطاء قليلة وطبيعية لسنه (لا يدرك أو يعي سببه..) ثم تؤكد المدرسة على ذلك بأن يعاقبه المعلم عند أي حركة في حجرة الدرس أو خطأ في الإجابة أثناءه يضطر لحماية نفسه وتجنب العقاب باللجوء إلى التفسير الغيبي (من قبيل مكتوب وعين ... وغيره) لتبرير أخطائه ومع تقدم العمر يتطور معه هذا المنطق وتسوء حالته حتى يصل إلى الراحة والاطمئنان النفسي وعدم الشعور بالمسؤولية برغم مايقترفه من كوارث ومما يشتهر عند الناس تفسير السائق للحادث المميت الذي يتسبب فيه بالمكتوب؟!.
٣- اثني أوفئوي: كثيرا ماتلجأ جماعة أوفئة أو ما يشبههما لادعاء خصائص خارج المألوف بهدف دعم مكانتها ضمن مجال تنافسها وكسب أنصار وداعمين جدد فمنهم من أكد بما يشبه الغيب أن قومه وُجدوا قبل آدم -عليه السلام-! لإثبات أنه أقدم صاحب للدار ومنهم من يدّعون أن زعيمهم هو مجدد القرن الذي بشر به النبي-عليه الصلاة والسلام-...ولله في خلقه شؤون.
٤- سياسي: وفي محاولة منهم لإبقاء الشعوب في ذلها وهوانها مستسلمة للظلم والطغيان يوظف الظلمة الغيب لتثبيت أرجلهم معتمدين على المجرمين الفسقة الذين وصفهم عليه الصلاة والسلام بـ عليم اللسان يجادل بالقرآن فمنهم من ادعى(بنو أمية مثلا) أن حكمهم للمسلمين من قدر الله.. كما وجد المحتل الغربي من يدعمه كبعض الدجالين الذين حاولوا قتل روح مقاومة الاحتلال مدعين أن دخوله من قدر الله (فلا تجوز محاربته..) وإخراجه سيكون كذلك!.
3-لنصحح فكرنا ولنفعل تحركنا:من المهم هنا أن نشير إلى أن واجبنا الأساسي هو عمارة الأرض بإقامة مجتمع الحق والعدل ولن يكون ذلك ممكنا إن لم ندرك أنه حين يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمة ستشهد اقتتالا وفتنا مريرة فهذا خطاب قدري نؤمن بأنه سيقع وفقط ولا نتوقف عنده (لا نبدد وقتنا وجهدنا في محاولة إسقاطه على الواقع بتحديد زمنه أو أطرافه..) في المقابل يجب أن لا ننسى أن الخطاب الشرعي يطالبنا بأكثر من مجرد الإيمان بوقوعها بل يأمرنا بالسعي للإصلاح بين المؤمنين إذا اقتتلوا والوقوف في وجه الباغي والأخذ على يد الظالم..فإذا أنشأنا أبناءنا على هذا الفكر الإيجابي الفعال وهو في تقديري الفكر الذي تربى عليها جيل الصحابة سننجز واجباتنا في أسرع وقت وبأقل التكاليف (يكفي أن الصحابة قد أقاموا دولتهم وهزموا أكبر قوتين حينذاك في حوالي 30 سنة) ونشير إلى ما نقدر أنه من أخطر المعتقدات المنحرفة القاتلة لفعالية المجتمع وهي:
١-لست إلاها لتحكم على الناس بالجنة أو النار وعلى عبادتهم بالقبول أو الرفض.. احرص على نشر العلم والدعاء لك وللناس بالتثبيت.
٢-إدعاؤك أنك من يمتلك الحقيقة المطلقة وأن مدرستك الفقهية هي الناجية الوحيدة مغالطة هادمة لمقاييس العمل للفوز بالجنة ومضللة لطاقة الأمة الحية(شبابها) بأن يعتقد الواحد منهم أن نجاته مضمونة بالانضمام لهاته المجموعة..ويكفي مثالا على ذلك أن يدعي المتناقضان (داعش والحوثيون) أنهما الفرقة الناجية.
٣-إحاطةزعيم طائفة أو تنظيم أوحتى فقاعة إعلامية ما بهالة من التقديس بإلباسه لباس مجدد القرن من الحيل القديمة التي يستعملها المتنافسون ليسهل تطويع جموع الأمة وهذا ما يفسر وجود عدد غير منتهي من المجددين في القرن الواحد..
٤-العين والحسد ومايشبههما ليس محطة للتوقف ويكفي لمعالجتها ماثبت عن النبي بمايعرف بالرقية الشرعية والتي ليست تخصصا لأحدهم دون غيره.
وأخيرا نؤكد أننا بشر فُطرنا على الفجور والتقوى أقامنا الله للخلافة في عالم الأسباب وأختص نفسه بعلم الغيب ولم يُطلع عليه أحد من خلقه فلنعش في عالمنا بالقواعد التي ارتضاها لنا خالقنا ولا ننشغل (أو نفر إلى..) بما ليس بالإمكان إدراكه.




*****
الاستشراق الإسباني والثقافة العربية الأندلسية.. بين القبول والرفض


ط. د. أحلام زيطاري


يعدُّ الاستشراق الإسباني أوّلَ استشراق أوروبي ّ ولد على أرض شبه الجزيرة الإيبيرية قبل أن يتخذ مفهوم الاستشراق الدلالة المعروف بها اليوم وذلك بعد فتح العرب لشبه الجزيرة الإيبيرية أوائل القرن الثامن ميلادي الشيء الذي ساهم في عملية تحول كبيرة في مجتمع هذه البلاد وفي أوضاعها الدينية والثقافية بعد أن خرج العرب من جزيرتهم وأسسوا إمبراطوريتهم الواسعة وكونوا تلك الدّولة الموحدة المترامية الأطراف الممتدّة من إسبانيا والمحيط الأطلسي غرباً إلى حدود الصّين شرقا وبعد أن تكونت العربية الإسلامية من مصادر أصلية كالقرآن والشّعر والنّثر وتطورت لتشمل ثقافة إنسانية أعم كان لهذه الحضارة مكانة وقيمة كبيرة فكان إعجاب الغربيين بالحضارة الإسلامية عظيما خاصة الإسبان حيث أرسلت الدول الأوروبية الرهبان والقساوسة لطلب العلم والمعرفة في الجامعات العربية المنتشرة في ربوع إسبانيا وخاصة جامعة قرطبة وقد اعتنق معظم أهل شبه الجزيرة الإيبيرية الإسلام مما ساهم في تأسيس دولة دينها الإسلام ولغتها العربية بإسبانيا مع وجود أقلية احتفظت بديانتها المسيحية الشيء الذي أرخى بظلاله على مقاومة نشأت للمحافظة على المسيحية ما فتئت أن تطورت من صراع سياسي ّ وعسكري ّ إلى صراع فكري ّ مثّله من جانب المسيحية عددٌ من رجال الكنيسة ممن عاشوا في وسط إسلامي ّ وأتقنوا اللغة العربية.
وإن كانت الحرب والسّلاح هما الوسيلتان اللّتان اتخذهما الغرب للتّعبير عن حقدهم على الإسلام فإنهم استخدموا سلاحا آخر لا يقل أهمية وخطورة وهو سلاح الكلمة المكتوبة الموجهة وقد تميزت كل الجهود التّي بذلها في فترة الحروب الصليبية بأنها اتسمت بالطابع الديني حيث دعا إليها رجال الدين وتعهدها الباباوات فكانت العلاقة بين الطرفين في هذه الفترة تتسم بالعداء وكانت المؤلفات تصف المسلمين بالكفرة وتلصق بهم أبشع الصور والأفعال فكان الاستشراق في بدايته أداة من أدوات التّبشير حيث سعى الرهبان والقساوسة إلى تعلم اللّغة العربية والتطلع على الدراسات الإسلامية بغية فهم هذا الدين ثم نقضه من أساسه ورد أتباعه إلى ديانتهم وكانت صقلية وطليطلة وإسبانيا هي أكبر المنافذ التي استخدمها الرهبان لتعلم العلوم العربية رغم أن الفائدة بقيت خاصة بين طبقة المثقفين ولم تمس عامة الناس ومع ذلك بقي العلمان متجاوران وكانت معرفة كل واحد بالآخر ضئيلة جدا فكانوا يعدون المسلم وثنيا.
بعد أن حدث الانشقاق بين الكنيسة والإمبراطورية وحدث تغيير في النظم الأوروبية عادت الدعوات التي تنادي بالعودة للشرق لكن الحل العسكري لم يجد آذاناً صاغية فكان الحل السلمي هو البديل وكانت أفضل وسيلة لتحقيق ذلك هو التبشير لتحقيق الآمال الضائعة فانكبوا يدرسون تراثه الذي نقل إليهم عن طريق صقلية والأندلس وعن طريق الحروب الصليبية فنقله من اللّغة العربية واللّغات الشرقية وخصصوا كراس مستقلة في كبرى الجامعات لهذا التخصص وهذا ما أدى إلى ظهر تيارات استشراقية منها الرافض للثقافة الأندلسية.
رواد المدرسة الاستشراقية الإسبانية الرافضين للثقافة العربية الأندلسية:
- فرانسيسكو خافيير سيمونيت  Francisco Javier Simonet.
- بوليكاربو مينغوتي إي ترازونا Policarpo Mengote e Trazona   
-خوسيه أنطونيو كوندي. José Antonio Conde
-كلوديو سانشير ألبرس Claudio Sancher Albers.
ولقد تميزت إسبانيا عن غيرها من الدول الأوروبية الأخرى بأنها كانت سباقةً إلى الاحتكاك بالعرب والاستفادة من حضارتهم وثقافتهم كما أن اهتمام الإسبان اتجه بالدرجة الأولى إلى دراسة الثقافة والفكر العربي الإسلامي الذي أنتجته العبقرية الأندلسية فأدوا للتراث العربي والإسلامي خدمات لا تُنكر سواءً بأبحاثهم ودراساتهم الجادة أو بتحقيقاتهم للتراث الأندلسي واكتشاف مصادره ونفض غبار الإهمال عن كثير من المؤلفات المهمة التي لولاهم ما رأت النور كما قاموا بوضع فهارس يستفيد منها الباحثون والمهتمون بالتراث الأندلسي ونذكر منهم:
آثين بلاثيوس Atenea Plateo.
خوليان ريبيرا Julián Ribera.
أنخل بالنثيا Tamizar Palencia.
ايمانويل غارسية غومث Emmanuel García Goth.
نخلص من خلال هذا المقال الذي يتعلق بالاستشراق الإسباني والثقافة العربية الأندلسية (بين القبول والرفض) الذي يشكل ميدانا خصباً للدارسين والباحثين فالكتابة سلاح فكري اتخذه المستشرق الإسباني وسيلة لفرض ذاته وتعويض ما عجز عنه مقابل الثقافة والحضارة الأندلسية. وعليه فإن هذا المستشرق الإسباني ودون قصد منه وعن طريقه رفضه للثقافة العربية الأندلسية نفض الغبار عن الحضارة الأندلسية وتراثها. ودرس دراسة علمية معمقة وبرزت الثقافة الأندلسية أكثر عن طريق هاته الكتابة وعرف من خلالها في إسبانيا خاصة وفي أوروبا عامة.