المسؤولون يتغاضون عن مطالب سكان قرية "شعاينة" بأعفير

  • PDF

تغيب عن قرية (شعاينة) ببلدية أعفير أقصى شرق ولاية بومرداس، العديد من المرافق الضرورية التي من شأنها أن ترفع الغبن عن هذا التجمع السكاني الذي أصبح خارج اهتمامات المسؤولين الذي يواصلون إقصاءهم منذ الاستقلال·
ل·حمزة
مشاكل عديدة طرحها سكان شعاينة في اتصال بـ (أخبار اليوم)، تأتي في مقدمتها غياب ابتدائية بقريتهم، إضافة الى اهتراء الطرقات والأرصفة وغياب المرافق الشبانية بالقرية التي من شأنها إنهاء معاناة الشباب الذين يعيشون فراغا رهيبا، في الوقت الذي يبقى توفير الغاز الطبيعي حلما بعيد المنال باعتبار أن السلطات المعنية عاجزة عن توفير أدنى ضروريات الحياة·

تلاميذ القرية من دون مدرسة
يلح سكان القرية المذكورة على توفير ابتدائية بقريتهم، حيث أكدوا أن أبناءهم يتكبدون عناء التنقل إلى الابتدائيات المتواجدة بالقرى المجاورة، معرّضين أنفسهم لخطر الاختطافات باعتبار أن القرية تقع في منحدر جبلي تحاصره عزلة كبيرة إضافة على الأحراش التي تحيط بالقرية التي يسكنها العشرات من العائلات، وفي هذا السياق، أوضح بعض الأولياء أن تلاميذ القرية يجدون صعوبة في الوصل على أقرب ابتدائية الموجودة في القرية المجاورة، وعليه طالب هؤلاء من السلطات المعنية بضرورة توفير ابتدائية في قريتهم بغية تذليل صعوبات الدراسة، وبالتالي تحسين المستوى الدراسي من جهة وتسهيل عملية التعليم لدى الأساتذة من جهة أخرى·

المسالك في وضعية كارثية
كما اشتكى سكان القرية من تدهور حالة طرقاتها، إذ تعاني الأرصفة من التحفر فيما تفتقد العديد من أرضيات لأشغال التزفيت والتعبيد، هذا ما يساهم في خلق الكثير من المتاعب للسكان القاطنين على مستواه، وأوضح السكان أن غياب أشغال التعبيد والتزفيت عن المكان جعلهم يعانون من ظروف صعبة خلال موسم الشتاء المنصرم، نظرا للكميات الهائلة للأوحال التي كانت تشكل بمجرد تساقط قطرات من المطر، إذ سرعان ما تنتشر الأوحال كما تتشكل البرك والمستنقعات المائية والتي تنتج عنها متاعب أخرى منها الانزلاقات الخطيرة التي تصير تهدد سلامة المارة الراجلين الذين يسلكون هذه الممرات في سبيل الوصول الى مناطق مجاورة لقريتهم، حيث تختلط مياه الأمطار بالأوحال مما كان يؤدي الى ظهور تلك المشاكل التي تؤرق المواطنين· وبخصوص هذه الحالة قال المواطنون إنها مستمرة على مدار فصول السنة، فالمتاعب لا تفارقهم في ظل عدم تسوية المشكل المطروح منذ زمن طويل، حيث أن سكان "شعاينة" قاموا بالاتصال بالمصالح المحلية لبلديتهم قصد التخلص من هذا الإشكال غير أن هذه الأخيرة لم تستجب لطلبهم، وبالتالي ما تزال المشكلة قائمة الى أن تلتفت السلطات المحلية لبلدية أعفير إليهم وتعمل على تسوية مشكلة تدهور واهتراء الطرقات والأرصفة· وبالنسبة للمشاكل التي يعانيها السكان، قال هؤلاء أنهم يعانون منها أيضا في موسم الصيف، إلا أنها تتضاعف وتتعقد أكثر خلال موسم المطر، وفي سياق الحديث عن أشغال التهيئة تساءلوا عن أسباب تهميش قريتهم من أشغال التعبيد والتزفيت التي شهدتها بعض قرى البلدية منذ سنتين والتي عرفت فيها أشغال تزفيت الطرقات والأرصفة·

الصحة العمومية في خطر بسبب انتشار القمامة
وعلى صعيد المشاكل التي يطرحها السكان، يشتكي هؤلاء من الوضع الكارثي الذي آلت إليه قريتهم من وراء تكدس وتجمع أكوام هائلة من القمامة، والتي ترجع أسبابها الى عمليات الرمي العشوائي التي يقوم بها بعض القاطنين على مستوى المكان، الأمر الذي ساهم في تراكم أكياس النفاية المنزلية ما أدى الى تشويه الصورة الجمالية للمكان زيادة على مظاهر سيئة طبعت المكان وصارت تؤرق السكان، وتتعلق هذه المتاعب بالانتشار القوي للروائح الكريهة فضلا عن تكاثر وانتشار عدد كبير من الحشرات في مقدمتها البعوض والصراصير، إذ صارت هذه الأخيرة تشكل تهديدا صحيا على سلامة القاطنين بجوارها، حيث أن هذه الوضعية باتت تثير غضب واستياء المواطنين، حيث قال هؤلاء إن الوضع أصبح لا يحتمل خصوصا وأن تراكم النفاية وبقائها معرّضة تحت أشعة الشمس الحارقة لساعات طويلة من الزمن من شأنه أن يعرض حياة المواطنين للإصابة بأمراض مختلفة تأتي من وراء التدهور البيئي المسجل بهذا المكان، وقد صبّ المواطنون جم غضبهم على بعض جيرانهم الذين لا يتقيدون بالمواقيت المخصصة لإخراج القمامة، ودعا هؤلاء المصالح المحلية لبلديتهم بردع المتسبّبين في تلويث المحيط وتشويه صورته الجمالية من خلال فرض غرامات مالية حتى لا يستمر هؤلاء في مواصلة هذه التصرفات السيئة·
وبغرض التخلص من المتاعب المختلفة التي تؤرق السكان يجدد مرة أخرى هؤلاء مناشدتهم الى السلطات المحلية في سبيل إنهاء متاعبهم، فيما أحصى السكان أيضا بعض النقائص الأخرى التي تبقى حُلما بعيد المنال باعتبار أن الضروريات منعدمة بالقرية ألا وهي المرافق الشبانية والغاز الطبيعي، إضافة على شبح العطش الذي يؤرقهم كل صيف على غرار باقي قرى شرق الولاية، في الوقت الذي يأمل السكان التفاتة جدية للسلطات الوصية من أجل الالتفات إليهم وإخراجهم من دائرة التخلف والعزلة التي ألمت بهم منذ عقود·