المواطنون مستاؤون القمامة تغزو شوارع باب الوادي بالعاصمة

  • PDF

مليكة حراث

تشهد أحياء بلدية باب الوادي انتشارا كبيرا للنفايات بسبب الرمي العشوائي والأشغال المنزلية التي لجأ إليه الكثيرون خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان تأهبا لاستقبال عيد لفطر المبارك خصوصا حي محند بلقاسم الذي يعد من أكثر الأحياء انتشارا للنفايات.
تتراكم أكياس الأوساخ وفي كل ركن من أركان هذا الحي لدرجة غزت مفترق الطرق حتى صار المارة يتفادونها والسيارات العابرة تدوس عليها وفي السياق ذاته حدثنا جمال  (27 سنة) وهو بائع في محل المواد الغذائية يتواجد بقلب الحي صارحنا برأيه في الموضوع قائلا: من المؤسف أن يتحول حي كهذا كان في وقت مضى يضرب به المثل في نظافة محيطه إلى مفرغة عمومية وكذا إلى منظر تتقزز له الأنفس لاسيما بعد تعفن الأوساخ بداخله خصوصا في ظل الحرارة المرتفعة التي تشهدها العاصمة وضواحيها خلال الآونة الأخيرة وأرجع هذا الشاب تدهور المحيط إلى غياب الوعي الحضاري  وثقافة نظافة البيئة الأمر الذي ساهم في انتشار النفايات بشكل ملفت للانتباه هو الرمي العشوائي لهؤلاء المواطنين إضافة الى الباعة الفوضويين الذين ساهموا في تعفن الحي بشكل كبير وأضاف أن هؤلاء لا يبالون بالجانب الصحي والنفسي ضاربين تعرّض المواطنين للأمراض المزمنة والصحية بمختلف غرار الحساسية والربو عرض الحائط وما يحدث في هذا الحي الذي أزاول نشاطي التجاري فيه منذ سنوات الأمر الذي جعلني أحتكّ بسكانه وأراقب رغما عني التصرفات التي تصدر منهم والتي تدل على قلة الوعي الحضاري والتمدن وحتى التبريرات التي يلقونها على مسامعي كل ما طرقت معهم الموضوع ناصحا وموجها حيث قال لي احد القاطنين في الأربعين من عمره يبعث بابنه إلى رمي القمامة التي يضعها في برميل يسترجعه بعدما يفرغ محتواه على الأرض يقول لي أن الحفاظ على النظافة ليس من مسؤولياته وأنّ له مشاغل أعظم بكثير من تنظيف أرضية الحي ويعلل آخر رميه للقمامة من نافذة المنزل بأنّ الجميع من حوله يفعلون ذلك ولهذا فليس من العدل أن يحرم من تصرفات يقوم بها آخرون وأن كان تصرفات الكبار مماثلة فماذا ننتظر من الأبناء الذين لن يتوانوا عن سلك نفس تصرف آباءهم حين يكبرون ومن بين سكان ذات الحي عمي رزقي الذي-وكما قال لنا- سئم  من تنبيه أبناء الحي في كل مرّة إلى ضرورة التحلي بروح المسؤولية والمحافظة على المحيط من التلوث حيث طلب منهم أن يتضامنوا في تنظيف الحي وأن لا يخرجوا أكياس الأوساخ إلا في مواعيد مرور شاحنات النظافة من جهة تسهيل مهام عمال النظافة وثانيا من اجل بقاء الحي نظيفا من انتشار القمامات لاسيما بعد ركنها والتي تساهم في جلب مختلف الحشرات والحيوانات الضالة على غرار القطط والكلاب التي تجد ضالتها في تمزيق الأكياس وبعثرة كل ما بداخلها وبعد جولة قصيرة في بعض الأحياء الجميلة والراقية اكتشفنا مناظر يندى لها الجبين لرؤيتها بل إنّها تصدم الناظر إليها خاصّة بين عمارات وفيلات تبدو حديثة البناء والأقبح من تلك المناظر التي يصنعها هؤلاء السكان هي الأعذار التي يتحججون بها حيث يرجعون سبب تصرفاتهم تلك من رمي للقمامة على الأرض ومن الشرفات إلى أنّ غيرهم يقوم بها لا يعلمون أنّ كل من أتى مثل تلك الأفعال يقلل من احترامه لنفسه لا لغيره ويُعطي مثالا سيّئا للآخرين.