هكذا تعيش العاصمة أجواء الدخول المدرسي

  • PDF

أسعار خيالية لمحافظ مدرسية بصور للخنازير !
هكذا تعيش العاصمة أجواء الدخول المدرسي
  *جمعيات تستنفر لمساعدة الفقراء على مواجهة حمّى الغلاء

عادت في الأيام القليلة الماضية المستلزمات المدرسية مع اقتراب عودة تلاميذ المدارس لمقاعدهم لتكون القاسم المشترك بين الأسواق الشعبية للعاصمة والمساحات التجارية الكبرى والمكتبات في ظل أسعار لازال العاصميون يرون أنها ككل سنة (مرتفعة جدا).
ق.م
تحولت أزقة ومحيط ساحة الشهداء بقلب العاصمة الى سوق مفتوح على كل المستلزمات المدرسية وإن تراجع عدد الطاولات التي تعرض تلك الأدوات مقارنة بالسنة الماضية بالرغم من قرب موعد الدخول المدرسي المحدد بتاريخ 4 سبتمبر المقبل إلا أن هذا النشاط التجاري طغى على باقي أنشطة الباعة الفوضويين الذين يضبطون نوع تجارتهم مع كل المناسبات.
وتعالت أصوات هؤلاء شأنهم شأن الباعة بباب الواد وميسوني وبلوزداد لجلب أكبر عدد من الزبائن من الأولياء الراغبين في اقتناء حاجيات أبنائهم بأسعار أقل تكلفة من تلك الموجودة على مستوى المكتبات والمساحات التجارية الكبرى.
وفي هذا الخصوص قال أحد الأولياء بساحة الشهداء إن محفظة تحوي كل الأدوات لابنه المتمدرس في الطور الابتدائي كلفته ما بين 2500 إلى 3000 دج حين تكلفه نفس المحفظة من المكتبات ما يزيد عن ذلك بنحو 1500 دج.
وقالت سيدة أخرى إنها دهشت وهي ترى ارتفاع الأسعار يطال طاولات بيع الأدوات المدرسية الموجودة بباب الواد التي كانت تعرف سابقا بأنها منخفضة مقارنة بكل أسواق العاصمة مضيفة أنها تراجعت عن شراء مقلمة لابنتها بلغ سعرها 450 دج فقط لأنها تحوي صورة الرسم المتحرك ماشا الروسية ولو على حساب رغبة ابنتها ودموعها.
وبالحديث عن الرسوم المتحركة المجسدة في المحافظ لاحظت (واج) نوعا من المحافظ الموجه للفتيات في الطور الابتدائي بإحدى الطاولات المتواجدة بالأزقة المحاذية لساحة الشهداء والتي تمثل صورا لخنزير بلغ سعرها 1350 دج والتي لم تلق رواجا حسب بائعها الذي رفض البوح بمصدرها.
ويرجع سر ارتفاع أسعار المآزر الذي وصل حتى 1500 دج والمحافظ التي بلغ سقف أسعارها 4500 وحتى 5000 دج على غرار باقي الأدوات حسب اصحاب المكتبات بشارع ديدوش و حسيبة بن بوعلي الى نوعيتها الجيدة  مقارنة بأخرى أقل ثمنا. 
من جهته ذكر السيد حرقاس عبد الوهاب رئيس مصلحة مراقبة الأسواق بمديرية التجارة لولاية الجزائر في تصريح لواج أن عملية الرقابة على سوق الأدوات المدرسية انطلقت منذ أزيد من أسبوع و ستستمر الى غاية نهاية الأسبوع الجاري أي عشية الدخول المدرسي.
وأوضح بخصوص وجود محافظ مدرسية موجهة للفتيات تجسد صورة خنزير بأسواق العاصمة أنه لم يتم لحد الآن رفع أي ملاحظة تشير الى ذلك  من قبل أعوان الرقابة التابعين للمديرية مضيفا أنه في حال ضبط مثل هذه الحالات فإنه يتم تعميم بلاغات بخصوصها عبر كامل ولايات الوطن من أجل سحب هذا المنتج من السوق المحلية.
وقال إن مفتشيات الحدود بولاية الجزائر تعمل على متابعة ومراقبة لكل السلع المستوردة بما فيها الأدوات المدرسية والتي تتطلب بالنسبة للمواد البلاستيكية الصنع منها ملفا تقنيا دقيقا قبل الحصول على رخصة مسبقة لاستيرادها.
وبخصوص ارتفاع الأسعار الملاحظ بأسواق ومحلات العاصمة قال المصدر انه لا يمكن التحكم في هذه الأخيرة كون السوق حرة إلا أن المراقبة تكمن في متابعة فوترة السلع المعروضة للبيع ومدى احترام التجار لهذا الأجراء والذي يعرضهم في حال غيابه (انعدام الفوترة ) إلى المتابعة القضائية.

إعلانات الدروس الخصوصية تعود  من جديد
وغير بعيد عن موضوع غلاء أسعار الأدوات المدرسية يلاحظ المتجول عبر شوارع العاصمة وأزقتها وحتى عبر حافلات النقل لدى الخواص انتشار عشية الدخول المدرسي (2016-2017) إعلانات ترويجية للدروس الخصوصية من قبل مدرسين ومدارس  وجمعيات لكافة الأطوار التعليمية.
وتتنافس تلك الإعلانات التي أخذت على عاتقها مهمة (ضمان النجاح) للتلاميذ في اختيار عبارات تحفيزية للأولياء والتلاميذ على حد سواء من اجل ضمان المزيد من المقبلين عليها فيما لا تشير تلك الإعلانات من قريب او بعيد لقيمة المستحقات الواجب على التلاميذ دفعها مقابل (السير في طريق التفوق) على حد تعبير أحد تلك المنشورات.

صفحات التواصل الاجتماعي تتضامن مع الفقراء
وتواكب من جهتها صفحات التواصل الاجتماعي عبر شبكة الإنترنيت موعد  الدخول المدرسي من خلال تنظيم القائمين عليها حملات تضامنية لجمع الأدوات والحقائب المدرسية قصد توزيعها على اليتامى والمعوزين قبيل الدخول المدرسي الجديد من خلال منشورات تدعو الجميع للمساهمة في إنجاح هذه المبادرات التي تلقى رواجا كبيرا وسط مرتادي الفايسبوك بالخصوص.
وفي هذا السياق تعتمد جمعية كافل اليتيم لفرعها بالعاصمة على صفحتها بالفايسبوك لإيصال نداءات المشاركة والمساهمة في حملتها التضامنية مع اليتامى بمناسبة الموسم الدراسي الجديد والتي جاءت تحت شعار (حقيبتي سعادتي).
وفي هذا الخصوص قال السيد حباينة محمد رئيس الجمعية ان هذه الأخيرة تسعى لجمع قرابة 2400 حقيبة بكل مستلزماتها موجهة لمنتسبي الجمعية من اليتامى مضيفا أن صفحة الفايسبوك أوصلت صوت هذه الحملة لكثير من المتبرعين وتدعم العمل الميداني لأعضائها الذين ينشطون في الميدان.
وقال المتحدث أنه تم لحد الآن جمع  نسبة 60 الى 70 بالمائة من الحقائب المراد توزيعها من قبل الجمعية عشية الدخول المدرسي.
يذكر أن العديد من الجمعيات الخيرية بالعاصمة الى جانب صفحات  كصفحة (ناس الخير) وصفحة (123 تحيا الجزائر) ذهبت في نفس هذا الاتجاه اي استغلال الفضاء الأزرق لجمع الحقائب المدرسية إضافة الى صفحات اخرى و ان لم تنظم حملات لجمع الحقائب تعمل على زرع روح التبرع والمساعدة للتلاميذ المعوزين قبيل حلول الموسم الدراسي الجديد.