سكان مزرعة سان شار بالقبة يطالبون بسكنات الكرامة

  • PDF

يعيشون في أكواخ منذ عقود
سكان مزرعة سان شار بالقبة يطالبون بسكنات الكرامة

مليكة حراث

تتخبط أزيد من 40 عائلة قاطنة بمزرعة سان شار بـ قاريدي 2 ببلدية  القبة بالعاصمة في مشاكل عديدة إلا أن أزمة السكن التي يتخبطون فيها منذ أزيد من نصف قرن من الزمن أضحت تتصدر قائمة انشغالاتهم وهو ما جعلهم يطالبون السلطات المعنية  تسوية وضعيتهم السكنية المتدهورة.

أكد ممثل السكان لـ (أخبار اليوم) إلى أن معاناتهم اليومية أصبحت لا تطاق في ظل الأوضاع الكارثية بسبب  انتشار مختلف الحشرات الضارة   فضلا عن القوارض والجرذان التي تنتشر كالطفيليات زرعت الرعب أوساطهم خوفا على أبنائهم خاصة الرّضع من لسعات تلك الحيوانات الضارة ناهيك عن الرطوبة العالية التي كست الجدران بالاخضرار نتج عنها إصابة اغلب القاطنين بذات  المزرعة بأمراض مزمنة لدرجة أصبحت البخاخة رفيقا لهم بسبب صعوبة التنفس نظرا لطبيعة المكان -حسب أقوال السكان- وهو الآمر الذي  جعلتهم يدقون جميع الأبواب بما في ذلك أبواب مقر البلدية للمطالبة من السلطات المحلية التكفل بانشغالاتهم التي لا تعد ولا تحصى وكذا التدخل الفوري لإيجاد حل يقضي بتسوية وضعيتهم السكنية التي أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها مأساوية واستطرد ممثل السكان أنه منذ تواجدهم بهذه المستثمرة الفلاحية التي يعود انجازها العمراني إلى الحقبة الاستعمارية- يضيف محدثونا- ووضعيتهم كما هي لم تعرف أي جديد يذكر لغاية كتابة هذه الأسطر بل أوضاعهم تزداد سوءا يوما بعد يوم مضيفا إلى أن السلطات اكتفت بإرسال لجنة منذ عدة أشهر لمعاينة المكان وأخذ انطباعات ومطالب السكان فقط ومن يومها لم يظهر أي جديد لحد الآن دون أن أي جديد      خصوصا في ظل عمليات الترحيل المتتالية التي شهدتها العاصمة في الآونة الأخيرة كتلك التي مست ترحيل بعض قاطني المزارع كما أن بعض المرحلين -يقول السكان- لم تتجاوز مدة إقامتهم بسكناتهم القديمة الخمس سنوات في حين هم عمّروا في المكان منذ عقود تفوق الـ50 سنة  
وأمام عمليات الترحيل هذه يتساءل سكان مزرعة سان شار بقاريدي 2 عن دورهم في الحصول على سكن لائق يضمن لهم العيش الكريم وكذا إمكانية الإفراج عن مصيرهم الذي لا يزال مجهولا لحد الساعة رغم أقدميه تواجدهم بهذه المزرعة التي تعاني الأمرّين جراء النقائص العديدة التي تشكو منها والتي جعلت المقيمين بها متذمّرين على طول خصوصا ما تعلق بالانقطاع المستمر لشبكة المياه الصالحة للشرب وكذا الغياب التام لشبكة غاز المدينة حيث أنهم - حسب ما أكده السكان أنهم لا يزالوا يستعينون بقارورات غاز البوتان التي أثقلت كواهلهم ناهيك عن الخطر الذي يترتب عن استعمالاته المختلفة لا سيما في فصل الشتاء حيث تزداد الحاجة إلى هذه المادة الحيوية التي لا يمكن الاستغناء عنها مضيفين أنه بالرغم من تقديم شكاوي وطلبات لربط سكناتهم بشبكة الغاز الطبيعي إلا أن طالباتهم قوبلت بالرفض ويبقى سر تجاهل السلطات المعنية لطلبهم علامة استفهام.   
وأمام هذا الواقع المزري يجدد سكان المزرعة بـ (سان شار بقاريدي 2) مطالبهم للسلطات المحلية إلى تحسين إطارهم المعيشي الذي من شأنه رفع الغبن عنهم وذلك - حسب تصريحاتهم - إما بمنحهم عقود الملكية التي تثبت شرعية إقامتهم بها لتمكينهم من القيام بالتوسعة أو إنجاز سكنات لائقة حسب معايير السكن خصوصا بعد تزايد عدد أفراد العائلة التي أضحت تواجه أزمة ضيق خانقة في غرفتين لا تتسع لأربعة أفراد أو من خلال ترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ لهم حياة الكرامة كباقي المواطنين.