طبيعة مدينة شرشال نقمة تعرقل حركة التنمية المحلية

  • PDF

الوالي الجديد يعد بحل الإشكال قريبا 
طبيعة مدينة شرشال نقمة تعرقل حركة التنمية المحلية
تعتبر خصوصية طبيعة مدينة شرشال بولاية تيبازة الخلابة نقمة تعرقل الحركة التنموية المحلية وتحول دون إطلاق العديد من المشاريع فيما تبقى انشغالات المواطنين معلقة إلى حين إيجاد حلولا ناجعة لها بحيث تتميز المدينة العريقة التي تعد من بين أجمل مدن ولاية تيبازة بطبيعة تضاريسها الجبلية وغطائها الغابي الكثيف المطل على البحر إلى جانب عديد الأملاك الثقافية المحمية والآثار الرومانية والأراضي الفلاحية. 
وجعلت هذه العوامل من السلطات المحلية تعيش هاجس البحث الدائم عن أوعية عقارية لبعث مشاريع تنموية وتجهيزات عمومية على حد تعبير رئيس البلدية موسى جمال مبديا أسفه على بقاء العديد من العمليات معلقة حتى إشعار آخر ومعلنا من جهة أخرى أن المستقبل العمراني للمدينة يوجد في غربها حيث تم استحداث قطب حضري جديد بين مزرعة حبوش ومدينة سيدي غيلاس وهي العوامل التي تجعلها في نفس الوقت ضحية طبيعتها وخصوصيتها على غرار مشروعي محطة لنقل المسافرين وسوق جوارية جديدة إلى غيرها من العمليات الأخرى حسب تقدير والي الولاية موسى غلاي الذي يرى في استحداث قطب حضري بباكورة بديلا وحلا قد يكون أنجع لهذه المعضلة أمام النمو الديمغرافي المتزايد سنويا كما يشكل تمسك مواطني شرشال بمدينتهم وحبهم غير محدود لها عاملا آخرا يحول دون إيجاد حلولا جادة للحركة الخانقة بوسط المدينة سواء للراجلين أو السيارات. 
وإلى جانب السوق الجوارية ومحطة لنقل المسافرين سجلت مصالح ولاية تيبازة عدم تمكنها من إطلاق عدة مشاريع عمومية أخرى مواجهة لفائدة المواطنين على غرار مركب ثقافي وعديد البرامج السكنية مثل 1000 سكن بصيغة البيع بالإيجار (500 عدل و500 أخرى أسير إيمو) و140 مسكن تساهمي اجتماعي و100 سكن عمومي إيجاري ومقريين جديدين للدائرة والبلدية. 
 
تحدي ورهان المسؤولين
ومع النمو الديمغرافي المتزايد حيث يبلغ عدد سكان بلدية شرشال نحو 70 ألف قاطن تزداد حاجيات المواطنين بهذا التجمع السكاني الذي يعرف حركة مرورية خانقة على مدار الساعة وتعج أزقتها بالراجلين وسط انتشار الباعة الفوضويين وتواجد سوق الخضر والفواكه في قلب المدينة في ظروف لن تسمح حتى بدخول شاحنات الإطفاء أو سيارات الإسعاف في حال تسجيل حادث حريق مثلا يقول محمد. ه مواطن ومهتم بشؤون المدينة التي تدفع فاتورة الزحف الريفي خلال العشرية الدامية وفوضى العمران وانعدام مخطط مروري مدروس من كافة الجوانب مما ساهم في تدهور جمال وسمعة المدينة ذات التاريخ العريق. 
ويعترف والي الولاية موسى غلاي في رده على انشغالات مواطني شرشال بهذه الصعوبات التي تعيق الحركة التنموية بالمدينة في لقاء جمعه بالمجتمع المدني ختاما لزيارة عمل قام بها مؤخرا لدائرة شرشال في إطار سلسلة زيارات ميدانية يقوم بها منذ توليه شؤون الولاية مبرزا أن اختيار أرضية لإنشاء تجهيزات عمومية ليس بالأمر الهين وهو بمثابة تحدي ومعادلة صعبة المنال معضلة تستوجب تظافر جهود الجميع والتنسيق بين كل المتدخلين والتعامل مع خصوصية المدينة التي تكون حسبه محاصرة بالأملاك البحرية والغابية والفلاحية والثقافية لذلك اقترح عند زيارته لمشروع إنجاز ثانوية بسعة 800 مقعد وكذا 452 سكن عمومي إيجاري بحي باكورة عند المدخل الشرقي للمدية على بعد نحو 8 كلم بجعله قطب حضري سيشكل متنفس للمدينة. 

أزيد من 14 مليار دينار حجم الاستثمارات العمومية
ورغم عراقيل تحول دون إطلاق المشاريع واستحداث أخرى جديدة فقد خصصت الدولة خلال السنوات الماضية غلاف مالي إجمالي فاق الـ14 مليار دينار لتنشيط الحركة التنموية بمدينة شرشال التي تحصي قرابة الـ37 تجمعا ريفيا بحيث شمل الغلاف المالي شتى مجالات الحياة خاصة منها تحسين الجانب الاجتماعي وإطار الحياة للمواطن من خلال بناء السكنات الاجتماعية والتساهمية اجتماعية ومرافق شبابية وربط السكنات بشبكة الغاز الطبيعي وتوفير الماء الصالح للشرب على الأقل ساعات مرة في اليوم إلى جانب هياكل تربوية وإستشفائية كما شملت العمليات برامج أخرى متعلقة بالجانب الاقتصادي أهمها الطريق السريع الاجتنابي الرابط بين شرشال وسيدي غيلاس وحجرة النص حيث خصص له لوحده أزيد من أربعة ملايير دينار إلى جانب عملية توسيع ميناء الصيد البحري الذي استلهم أزيد من 3.2 مليار دينار ما مكن من رفع طاقة استيعابه من 51 إلى 132 سفينة صيد بحري وساهم في رفع طاقة استغلال الموارد الصيدية من 3000 إلى 7000 طنا سنويا.