مئات العائلات بحي الزحلوقة الفوضوي تنتفض

  • PDF

بسبب فيضان مياه وادي الرغاية
مئات العائلات بحي الزحلوقة الفوضوي تنتفض .. 
انتفضت مئات العائلات التي تقطن على حافة الوادي بحي الزحلوقة الواقع بإقليم بلدية الرغاية أمس السبت في وقفة تنديدا على أوضاعهم الكارثية داخل بيوت مشيدة من الصفيح ناهيك عن فيضان الوادي الذي يهدد أمنهم مما جعلهم يضطرون لقضاء ليلة أمس في العراء خوفا من جرف سيول الوادي لسكناتهم والموت غرقا مطالبين التدخل الفوري لوالي العاصمة عبد القادر زوخ لاتخاذ مخطط استعجالي لترحيلهم سيما وأن التقلبات الجوية بلغت ذروتها هذه الأيام.

مليكة حراث
يعيش قاطنو الحي الفوضوي الزحلوقة الواقع على مستوى إقليم بلدية الرغاية بولاية العاصمة في ظروف مزرية للغاية جراء نقص أدنى المرافق الضرورية للحياة من ماء وكهرباء وغاز مما جعلهم في أزمة الحرمان والتهميش أمام غياب السلطات المحلية وضربها لشكاويهم وانشغالاتهم عرض الحائط وما زاد من تأزم حياة الـ400 عائلة هو غياب أدنى صفات الحياة الإنسانية وكون سكناتهم تتواجد في واد الرغاية الذي هو في حالة كارثية وخطيرة حيث أصبح قناة صرف للمياه القذرة ومفرغة للنفايات تتراكم فيها كل أوساخ المنطقة ناهيك عن فيضانه كلما تساقطت الأمطار مهددا حياتهم بالموت. مما توجب تدخل الحماية المدنية والمصالح الأمنية وتسجيل تقارير بحادثة خطر فيضان الوادي الذي كاد أن يودي بحياتهم إلا أن المصالح المحلية لم تقدم على إيجاد حل نهائي لتلك العائلات التي خرجت في اعتصام لإيصال أصواتها للمصالح الولائية علاّ وعسى تمكنهم من الحصول على سكنات لائقة تحفظ حياتهم من الموت المتربص بهم.


الوادي يُرعب العائلات
ومن أجل نقل معاناة هؤلاء السكان الذين يقطنون الحي منذ سنة 1989 في نفس ظروف الحرمان وانعدام شروط الحياة. وفي اتصال بعض المواطنين بـ (أخبار اليوم) أعرب بنبرة كلها استياء وتذمّر من الوضعية الحرجة التي يتخبطون فيها خصوصا بالنسبة لفيضان الوادي أمس والذي جرف معه كل مستلزماتهم وأفرشتهم بالإضافة إلى أنهم باتوا في العراء في البرد القارس فضلا عن المياه القذرة ونفايات تتجمع على كافة ضفاف الوادي الذي يتواجد فيه أكثر من 400 بيت فوضوي تقطن فيه العائلات الذين طالبوا رفع شكاويهم عن معاناتهم جراء حياة البؤس التي يعيشونها عبر جريدة أخبار اليوم . 

الأمراض تفتك بالأطفال
ويشهد الحي بالإضافة إلى أن تلك الأوساخ والقذارة تسببت في عدة أمراض للسكان على غرار الربو والحساسية وانتشار الحشرات الضارة التي حرمت العائلات المعنية من راحة العيش والنوم في ظروف مريحة.فضلا عن انتشار كل أنواع الجراثيم الناتجة عن تعكر مياه وادي الرغاية ناهيك عن الروائح الكريهة التي تسيطر على المكان. وفي حديثهم أشاروا إلى أن الأمر يزداد سوءا وتأزما في فصل الشتاء حيث يرتفع منسوب مياه الوادي ما يؤدي إلى فيضانه وهو ما يهدد السكان لاسيما وأن السكنات تقع بمحاذاة الوادي هذا الأخير الذي غالبا ما يشهد ارتفاعا في منسوب مياهه كل فصل شتاء. كما حدث ليلة أمس مما أجبر السكان على ترك منازلهم والفرار بعيدا حيث مكثوا ليلة كاملة في العراء في انتظار عودة المياه إلى مستواها الطبيعي وهدوء الوادي. خوفا من الموت. واستطرد أحد القاطنين أن الجهة الوحيدة التي تتدخل في كل مرة أو حادثة هم رجال الأمن والحماية المدينة آملين بعد الانتفاض والاعتصام بالحي أن يتدخل والي العاصمة لإجلائهم إلى سكنات الأمان. 
وفي السياق ذاته جدد هؤلاء السكان مطالبهم للسلطات بتسوية وضعيتهم العالقة بإعادة إسكانهم في أحياء سكنية لائقة بعد أن أبدوا استياءهم من المعاناة اليومية التي يعيشونها وسط ذلك الحي القصديري الذي يعرف فوضى عارمة مؤكدين أن الوضعية الاجتماعية المزرية وضعف مداخليهم الشهرية وفقرهم وعدم امتلاكهم لمأوى يؤويهم ويحميهم من الشارع تعد من بين الأسباب الرئيسية التي دفعتهم إلى اللجوء إلى هذا المكان لتشييد سكنات فوضوية والاستقرار فيها وذلك لتفادي التشرد. 


كثرة البنايات والمحلات زادت من خطورة الوضع
وحسب ما أكده هؤلاء فقد تدهورت أمورهم في الحي خلال السنوات الأخيرة بعد أن كثرت البنايات والمحلات. مما جعل الواد الذي كان في البداية نقيا ونظيفا إلى مزبلة عمومية وقناة صرف المياه القذرة. ما جعل حياتهم تتأزم. ولدى حديثنا إليهم استنكروا بشدة سياسة التهميش والإقصاء المفروضة عليهم من طرف السلطات المحلية التي لم تتدخل لتسوية وضعيتهم السكنية رغم تقديمهم لتلك السلطات بشكاويهم بعدما اهترأت سكناتهم وصارت غير قابلة للسكن وغير صامدة أمام التقلبات الجوية خصوصا بالنسبة لهاجس الوادي الذي حرمهم النوم بعد فيضانه في كل مناسبة. واستاءت حياتهم وأصبحت لا تحتمل. كما أكد لنا هؤلاء أن حيهم لا يتوفر على ناقل للكهرباء مما يجبرهم على كراء الكهرباء التي يوصلونها بمنازلهم من طرف بعض البيوت المجاورة للحي بأجرة غالية وبطريقة فوضوية تهدد حياتهم وحياة أطفالهم. كما أضاف هؤلاء القاطنون أن الحي يفتقر إلى شبكة المياه والغاز وما زاد من تخوف وقلق السكان هو تلك الأمراض والأوبئة التي تهد حياتهم وحياة أولادهم خصوصا أن هؤلاء لا يعرفون مكانا آخرا للعب إلا وسط تلك المفرغات والنفايات مما يجعلهم معرّضين للأمراض جراء تلك الروائح الكريهة والأوساخ التي قد تؤدي بحياتهم إلى الموت في صمت.


آمال معلقة على زوخ
هذا وناشد هؤلاء السكان السلطات المحلية والولائية على رأسهم المسؤول التنفيذي الأول للعاصمة عبد القادر زوخ من أجل النظر في مشكلتهم في أقرب الآجال والرد عن إنشغالاتهم والعمل على ترحيلهم إلى سكنات لائقة تنجيهم من حياة الذل والمعاناة التي يتقاسمونها مع الجرذان والحشرات وتفك عليهم العزلة خصوصا أن الحي يتواجد في منطقة بعيدة عن مركز المدينة مما يجبرهم على السير على الأقدام لمسافات بعيدة من اجل قضاء حاجياتهم اليومية. بعدما صارت حياتهم داخل البيوت القصديرية تسبب لهم في تعقيدات صحية وأمراض مزمنة. وأكد هؤلاء السكان أن نفس السيناريو يتكرر كلما تساقطت الأمطار لتتحول حياتهم إلى جحيم.