مستقبل واعد للشعبة بتيبازة

  • PDF

تربية الأسماك داخل الأقفاص العائمة
مستقبل واعد للشعبة بتيبازة
يسجل ميدان تربية الأسماك داخل الأقفاص العائمة بساحل ولاية تيبازة خلال السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا لشباب جزائريين مغتربين بالخارج من أجل بعث مشاريع استثمارية جادة تعد بآفاق واسعة لشعبة تربية المائيات بالولاية.
ت. يوسف/ق.م
سجلت مديرية الصيد البحري وتربية المائيات بولاية تيبازة من إجمالي 21 مشروعا استثماريا في مجال تربية المائيات نحو 10 مشاريع كلها لشباب جزائريين مغتربين أرادوا تحويل خبرات اكتسبوها في الخارج وبتمويل ذاتي الى مشاريع ناجحة في هذه الشعبة خاصة أنه مجال مطلوب وتعمل السلطات العمومية على تشجيعه وترقيته من خلال جملة من التحفيزات أهمها قروض بدون فوائد وتحفيزات جمركية وجبائية عند اقتناء التجهيزات. 
ولهذا الاستقطاب القوي تبريره عند ذوي الاختصاص الذين يستندون للمنظمة العالمية للزراعة والتغذية التي تؤكد على ضرورة التوفيق بين إنتاج الثروة السمكية للصيد البحري وإنتاج السمك الناتج عن تربية المائيات أي أن يكون متعادلا على اعتبار أنه يسجل سنويا تراجع كبير في الثروة السمكية سيما في حوض البحر الأبيض المتوسط فيما تبقى حاجة جسم الإنسان الغذائية للأسماك قائمة لذلك تشهد شعبة تربية المائيات اهتماما متزايدا وتعمل الحكومة الجزائرية على تدعيمها كشفا مسؤول الاتصال بذات المديرية مصطفى أحمد غالم عن تسجيل مصالحهم ل21 مشروعا استثماريا في المجال و هو السقف المسموح به لبعث هكذا مشاريع في المناطق البحرية بساحل تيبازة سقف حدده المركز الوطني للبحث وتنمية الصيد وتربية المائيات ببوإسماعيل بناءا على معطيات تقنية علمية بحتة. 
وعلى هذا الأساس تكون شعبة تربية المائيات بالولاية قد بلغت مرحلة التشبع وتسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الأهداف المسطرة من قبل وزارة القطاع من خلال المديرية المحلية التي تتوقع بلوغ كمية إنتاج تقدر بـ12100 طن سنويا بداية من نهاية 2019 مسجلة بذلك كمية تفوق إنتاج السمك المصطاد من خلال شعبة الصيد البحري التي تقدر حاليا ب10 آلاف طن من السمك سنويا 80 بالمائة منهم أسماك زرقاء وهي أي معادلة إنتاج الشعبتين لمعايير دولية توصي بها المنظمة العالمية للزراعة والتغذية. 
وبغض النظر عن ثلاثة مشاريع في تربية المائيات دخلت الخدمة مؤخرا يسير 14 مشروعا استثماريا اخرا بخطى جد متقدمة لتجسيدهم على أرض الواقع منهم 12مشروعا خاصا بتربية الأسماك داخل الأقفاص أي القاجوج الملكي وذئب البحر .


مجال معقد يتطلب كفاءة عالية وتحكما في التكنولوجيا
الاهتمام الملفت للشباب الجزائري المغترب بشعبة تربية المائيات سيما منها تربية الأسماك داخل الأقفاص برره السيد أحمد غالم كونه مجال تقني معقد يتطلب تكوينا متخصصا عال وتحكما فائقا في التقنيات والتكنولوجيات المستعملة في مثل هذا النوع من الاستثمارات إلى جانب تكاليفه الباهظة الثمن مبرزا أن قيمة استثمارات ال21 مشروعا إجمالا تفوق ال5 مليار دج و600 مليون دج مبرزا أحمد غالم وهو مهندس متخصص في علم البحار والمحيطات خريج الجامعة الجزائرية أنه حظي ب شرف مرافقة ومتابعة عدد من حاملي هذه المشاريع ومنهم من المغتربين الطموحين لقياس مدى جديتهم و جدية المشاريع حيث تظهر جليا مع ثاني أو ثالث لقاء تمسك المستثمر بمشروعه ورغبته في تجسيد مشروعه على الأرض الواقع. 
ويعمل أغلب المستثمرين بتمويل ذاتي ولهم خبرة في المجال خارج البلاد وهو مؤشر قوي على الحظوظ القوية لتجسيد المشروع وثانيا تظهر منذ الوهلة الأولى نوايا المستثمر عندما تعلمه بأن الإدارة تشترط عليه الاستثمار داخل البحر ودخول مشروعه حيز الاستغلال لكي يتمكن من الاستفادة من قطعة أرض داخل المنطقة اللوجيستيكية وهو أحد البنود الأساسية المشكلة لدفتر الشروط الخاص بقرار الاستغلال وهو الإجراء الذي استحدثته السلطات الولائية لمواجهة المحتالين الذين همهم الوحيد هو الحصول على قطعة أرض. 


استقطاب يؤهلها للعب دور قاطرة هذا النوع
وسجل تزايد الاهتمام من قبل هؤلاء الشباب خلال السنوات الاخيرة بمجال شعبة تربية المائيات لبعث مشاريعهم بسواحل ولاية تيبازة وهو استقطاب يؤهلها على المدى القريب للعب دور قاطرة هذا النوع من المشاريع بوسط البلاد وتزويد الأسواق بشتى أنواع السمك حيث تحصي حاليا الولاية انتاج يقدر بـ500 طن سنويا من بلح البحروالبحارعن مشروعين اثنين لتربية الصدفيات بكل من تيبازة وعين تاقورايت و600 طن سنويا من القاجوح الملكي وذئب البحر عن المشروع الثالث الخاص بتربية الأسماك داخل الأقفاص بتيبازة وباستثمار يقدر إجمالا (اي المشاريع الثلاثة) بـ593 مليون دج. 
وتبقى سبعة مشاريع قيد الدراسة أهمها تربية الجنبري بطاقة إنتاج تقدر بـ100 طن سنويا ومشروع ضخم لتربية الأسماك داخل الأقفاص بطاقة إنتاج تقدر بـ900 طن سنويا وتربية الصدفيات حسب ذات المسؤول الذي أشار إلى مواكبة وزارة القطاع لهذه التحولات حيث التحق مؤخرا بمختلف هياكل التكوين التابعة للقطاع أكثر من 1200 متربصا مهنيا في إطار التكوين حسب الطلب في ميدان تربية المائيات المدمجة مع الأنشطة الفلاحية موازاة مع إطلاق المركز الوطني للبحث وتطوير الصيد البحري وتربية المائيات لمبادرة تحدي مشروع 2018 لفائدة الطلبة حول أحسن فكرة أو مشروع خاص بالاستزراع البحري. 


استحداث منطقة لوجيستيكية بطاقة 10 آلاف طن سنويا
وكشف مدير الصيد البحري وتربية المائيات للولاية عن استحداث منطقة لوجيستيكية لدعم نشاطات تربية المائيات بمدينة سيدي غيلاس بطاقة إنتاج سنوية تقدر بـ10 آلاف طن لإحتضان 14 مشروعا لتربية المائيات وفق صيغة عقود الامتياز على امتداد 25 سنة موضحا أن المنطقة المعنية تتربع على 4 هكتارات بجنوب مدينة سيدي غيلاس ومنحت مهمة تسييرها للوكالة الولائية العقارية للتسيير الحضري وخاصة بمنطقة غرب الولاية الممتدة من شرشال إلى غاية لرهاط غربا و فيما يخص أصناف السمك التي تعمل المزارع مستقبلا على تربيتها فيتعلق الأمر بصنفي القاجوج الملكي و ذئب البحر بمعدل 8 أقفاص لكل مزرعة في الوسط البحري بطاقة إنتاج تقدر بـ600 طن سنويا لكل مشروع. 


ضمان توازن جهوي
وقد تم اختيار مدينة سيدي غيلاس لعدة اعتبارات أولها ضمان توازن جهوي بين مناطق الولاية (شرق وغرب)و توفر الوعاء العقاري و الجودة العالية لنوعية المياه غير ملوثة بالمنطقة كما يندرج مشروع استحداث المنطقة في إطار تثمين قدرات الولاية وإعطاء دفعة قوية للقطاع سيما منها تثمين الهياكل القاعدية على غرارميناء الصيد بقوراية الذي إستفاد مؤخرا من مشروع توسيع يسمح له برسو 120 سفينة صيد منها 10 سفن نصف صناعية.
للاشارة تتوفر ولاية تيبازة على خمسة موانئ صيد بحري بكل من خميستي وبوهارون وتيبازة وشرشال وقوراية ينشط بها أزيد من 7000 بحري على متن أسطول بحري يقدر ب680 سفينة منها 190 سفينة متخصصة في صيد السردين و7سفن لصيد التونة على طول شريط ساحلي يقدر ب120 كلم طولي.