الجزائر تمتلك كافة المؤهلات لتطوير الزراعة البيولوجية

  • PDF

وفقا لتأكيد المختصين في هذا المجال..
الجزائر تمتلك كافة المؤهلات لتطوير الزراعة البيولوجية
تُعدّ الزراعة البيولوجية (العضوية) بالجزائر مجالا واعدا بالنظر إلى الإمكانيات المتاحة حسب المختصين في هذا المجال الذين ينادون بتطوير هذا النوع من الإنتاج الفلاحي من خلال تعزيز الوعي بأهميته للبيئة والصحة ودعم الأطر القانونية المنظمة له في ظل زيادة الطلب العالمي على منتجاته خاصة بعد ظهور جائحة كوفيد-19.

ي. تيشات
أكد خبراء مختصين في اعتماد المنتجات البيولوجية ببرنامج الدعم والتنويع الصناعي وتحسين مناخ الأعمال الممول من طرف الجزائر والاتحاد الأوروبي أن تثمين الزراعة البيولوجية بالجزائر يبدأ من مرافقة الفلاح على اعتبار أن الجزائر تنتج زراعات بيولوجية غير مثمنة بعد ولم يتم احصاؤها مع التأكيد أن الفلاح في حد ذاته قد ينتج منتجات فلاحية عضوية دون أن يدرك تصنيف منتجاته كمواد بيولوجية وهو ما يتطلب حسبها مساعدته على تحديد مختلف المنتجات العضوية وحتى المساحات الفلاحية التي يمكن أن تحتضن هذا النوع من الزراعات التي تتطلب تجهيز المساحات الفلاحية لتكون خالية من المواد الكيميائية لمدة تتراوح بين سنة واحدة إلى 3 سنوات وإنجاز تحاليل مخبرية دورية لمعرفة ما إذا كانت الأرض مناسبة للزراعة البيولوجية مع دعمها بأسمدة طبيعية مناسبة.
وتقوم معاهد متخصصة في الجزائر بهذه المهمة غير أن نشاطها مازال محدودا في ظل نقص الاقبال على هذا النوع من الزراعات من طرف المستثمرين حسب نفس المصدرالذي أضاف أن المنتجات البيولوجية التي تصدرها الجزائر قليلة جدا وهو ما يستوجب العمل على تعزيز الانتاج وتطوير عمليات التصدير لاسيما وأن النوعية جيدة ومطلوبة في الخارج مقترحة وسم هذه المنتجات بوسم خاص مع التأكيد بانه لا يوجد حتى الآن إحصاء شامل يظهر نوعية وكمية المنتجات العضوية البيولوجية المتواجدة بالجزائر.
ودعا الدكتور عابد فاتح المتخصص في الزراعة العضوية بجامعة وهران الوصاية لتكون حاضنة للأبحاث المنجزة حول الزراعة العضوية وأن تعمل على تجسيدها بمبادرات ميدانية من خلال تعزيز إطارها القانوني ونقلها من حالة النشاط الموازي إلى حالة النشاط القانوني المؤطر بضوابط ثابتة موضحا أن الزراعة العضوية لديها دفتر أعباء خاص بها وتستهدف الحفاظ على الصحة والمصادر الطبيعية للبلاد من تربة ومياه جوفية والحفاظ على الأرض دائمة الخصوبة ما يجعلها مرادفا للتنمية المستدامة كونها تحفظ الجانب الايكولوج مضيفا بقوله أضعنا الكثير من الخبرة والتراث الزراعي في مجال المنتجات العضوية بالجزائر لدينا الكثير من الأراضي غير صالحة للزراعة ويمكن معالجتها باستخدام الأسمدة العضوية وتهيئتها لاحتضان هذا النوع من الزراعات.
وتطرق ذات المتحدث إلى الخطأ الشائع الذي يرتكبه العديد من الفلاحين باعتقادهم أن الاعتماد على الأسمدة الكيماوية سيحسن مردودية الإنتاج في حين أن تحسين المردودية يعتمد على مسار تقني كامل وليس على الأسمدة فقط مشيرا إلى أن الحديث عن الزراعات العضوية يقود إلى الحديث عن وسائل ممارستها لاسيما الأسمدة العضوية التي تعد غير متوفرة بالجزائر حاليا وهو ما ينبغي الاهتمام به مع التأكيد أن الحل الوحيد لهذه الوضعية يكمن في انخراط الجامعة في هذا المسعى وتسخير المتخرجين من الجامعات في هذا التخصص إلى جانب المستثمرين بالتنسيق مع الوزارة الوصية والغرف الفلاحية والمعاهد في ظل الطلب العالمي المتزايد على المنتجات العضوية.