التعليم والتعلم في الجزائر.. واقع وآفاق

الثلاثاء, 24 يناير 2023


دار قيرطا للنشر والتوزيع نظمّت جلسة ثقافية لتشخيصه
التعليم والتعلم في الجزائر.. واقع وآفاق


* إعداد: ح. و


ما واقع التعليم والتعلم في الجزائر؟ وأهم الصُعوبات التي تُواجه قطاع التربية والتعليم عندنا؟ أسئلة وأُخرى طرحها المُشاركون في الجلسة الثقافية التي أقامتها دار قيرطا للنشر والتوزيع بقسنطينة قبل أيام بالتنسيق مع المكتبة الرئيسية مُصطفى ناطور ..
الأساتذة المُتدخلون حاولوا تشريح هذا الواقع بالتطرق للأسباب والصعوبات التي تُواجهه مع بعض التوصيات والحُلول لتحسين الوضع والنهوض بالقطاع ثم بعد ذلك فُتحت جلسة نقاش مع الضيوف الذين تأسفوا لهذا الواقع المرير الذي وصلنا إليه ونقلوا بعض التجارب التعليمية والتعلمية في بعض البلدان على غرار مصر والإمارات المغرب وفرنسا وقد أُختتمت الجلسة بتكريم الأساتذة المُشاركين ومعرض كتاب خاص بالدار وجلسة توقيع لمُؤلّفي الدار مع وصلات شعرية للشاعر الأُستاذ فارس بن جدو وهذه خلاص آراء بعض الأساتذة والمُشاركون في الندوة حول الموضوع..


 الدكتورة بوكرديم فدوى ـ مُؤلّفة كتاب إسترتتيجيات التعليم والتعلم :
 غياب إستراتيجية تعلمية أم ممارسات تعلمية خاطئة؟
تشرفنا بالجلسة الثقافية التي أشرفت دار قيرطا على تنظيمها بالتشارك مع المكتبة العمومية بقسنطينة وقد عالجت من خلالها موضوع في غاية الأهمية ألا وهو واقع التعليم والتعلم بالجزائر فرغم كل ما بذل من مجهودات جبارة في مجال التربية والتعليم بالجزائر وهي مجهودات لا ينكرها أحد خاصة من الناحية الكمية إلا أن الجانب النوعي -وهو التحدي الحالي للدولة الجزائرية في الوقت الحالي- لم ينل مستوى الرضى المطلوب من كل الجهات مسؤولين أو مكونين ومتكونين أو أولياء أمور.و عدم الرضى يعتبر مؤشر إيجابي كونه يدّل على أن الجميع يبحث عن الأفضل والأحسن والأجود في مجال التعليم والتعلم ما يحصل مؤخرا على مستوى الساحة الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي من جدل حول المدرسة الجزائرية والإصلاحات التي طالتها لا يخدم بقدر ما يضّر ونحن نتابع كل ذلك منذ سنوات نلاحظ أن بعض الاشخاص دون تحديد إنتماءاتهم الإيديولوجية أو السياسية يتهجمون على المدرسة وكأنهم تخرجوا من مدارس أوروبية...يجب أن لا ننسى أننا منتوج المدرسة الجزائرية ونفتخر بها. يجب علينا جميعا أن ندرك أن تلك الأساليب تؤثر سلبا بل وأثرت واقعيا على صورة المدرسة في أعين تلاميذنا وبعض من الأولياء. لذا نرى أنه من الواجب أن نتقيد ببعض التوّجهات حتى نحمي المدرسة من عبث كل من ينّصب نفسه قاضي وجلاد والأكيد أنه يجب أن تتظافر جهود الجميع- دون إقصاء أي طرف- من أجل تحقيق الهدف المنشود وهو تجويد العملية التربوية والتعليمية كلّ في مجال تخصصه. وأهم ما تم رصده في حوصلة الجلسة هو:
1 قضايا التربية والتعليم يجب أن تعالج من قبل مختصين وليس كل من هبّ ودبّ يتحدث في شؤونها. فالجامعة الجزائرية كوّنت وتكوّن مختصين في المجال التربوي ومنهم من إستقطبته منظمة اليونسكو للاستفادة من خبراته. 
2 التنسيق بين وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي فمجال البحث العلمي هو الجامعة أما ميدانه التطبيقي فهو المدرسة. كما أن هناك بحوث جامعية لأساتذة وطلبة عالجت عدّة قضايا تربوية فلماذا تبقى تلك المادة الرمادية حبيسة الأدراج ولا تستغل.
 3 التركيز على عملية تكوين الأساتذة تكوينا ينطلق من رصد حاجات المتكونين وليس كما هو معمول به حاليا. فالاستراتيجيات المعتمدة حاليا في تكوين الأستاذ بعيدة جدّا عن التوجهات العالمية والحديثة لذا يجب أن تحظى عملية التكوين الأولي للمعلمين بالإهتمام اللاّزم من الناحية النوعية وليس الكمية فقط بدءا باختيار المهنة عن رغبة ثم التكوّن لها معرفة وأداء. كما أن عملية تطوير المعلم مهنياً لابدّ أن تتسم بالاستمرارية كسائر المهن الأخرى لذلك يجب بناء برامج تتضمن أنشطة وتأملات تسهم في توليد طرق تمكن المعلمين من تحسين أساليبهم التعليمية في أي مرحلة من مراحل حياتهم المهنية حيث أن تقبّل الطرق الجديدة في العمل ونتائج البحوث الحديثة حول كيفية عمل الدماغ والرغبة في مساعدة التلاميذ على التعلم بشكل أكثر فاعلية تعتبر من الصفات الأساسية للمعلم المتميز. فالتعليم الجيد يدعم التعلم الفاعل ويسهم بدوره في تعزيز الفرص في حياة المتعلمين .
 وفي الأخير نقول أن إصلاح قطاع التربية مرهون أيضا بإصلاح كل القطاعات الأخرى ففي ظل شح مناصب العمل لخريجي الجامعة في التخصصات الأخرى يضطر هؤلاء للتوّجه إلى قطاع التربية -حتى عن دون رغبة- لأنه الوحيد الذي يوّظف نسبة أكبر
 
الدكتورة مارية ريمة غربي ـ مُؤلّفة كتاب فُسيفساء :
حلول مُقترحة للنهوض بالتعليم في الجزائر
إن الحديث عن واقع التعلم والتعليم في الجزائر يجعلنا نتساءل هل التعليم في الجزائر نبلغ الأهداف والغايات المنشودة على أرض الواقع أم أنه يتخبط في وحل العشوائيات ولا يزال يعاني من الإرهاصات حقيقة لقد خطا التعليم في الجزائر خطوات مقبولة نسبيا إلا أنه مازال يعاني من بعض النقائص والسلبيات التي تشوه صورة المدرسة الجزائرية من بينها:
_عدم توافق المقاربة المتبعة وهي المقاربة بالكفاءات وخصوصية المدرسة الجزائرية من جهة توفر الوسائل التعلمية اللازمة والحجم الساعي والمنهاج.
_كثافة المنهاج وعدم ملاءمته مع الفضاء الزمني الذي يجعل المعلم مضغوطا والمتعلم منفجرا..فاقدا للتركيز..
__إنعدام المرافقة السيكولوجية للمتعلمين ومراعاة الفروق بين الأجيال...
أما فيما يخص ما نعيشه الآن من عزوف التلاميذ عن التعلم راجع إلى السياسة المنتهجة التي تحط من شأن المتعلم والناجح وترفع من شأن الفاشل دراسيا خاصة إذا نظرنا إلى واقع من يحملون أعلى الشهادات في الجزائر وهم يرصفون في جدران البطالة وقضية الدكاترة البطالين في الجزائر خير دليل على ذلك... وكذا إنعدام التحفيز على طلب العلم خاصة في ظل إنتشار المحسوبية والغش وإنعدام سبل الردع... هذا من جهة ومن جهة أخرى عدم ملاءمة المنهاج للتطور الحاصل.. فالبيئة العلمية للمتعلم لا تناسب قدراته وأفاقه لأن تلميذ اليوم يختلف عن تلميذ الأمس لأن كل شيء متاح له من معارف ومعلومات....
و بالنسبة للقرارات التي أقرتها وزارة التربية الوطنية بشأن أخلقة التعليم إعادة النظر في المناهج والإهتمام بالأستاذ وتثمين الشهادات والزيادات المقررة... وغيرها فهي إن طبقت على أرض الواقع حقيقة ستساهم في دفع عجلة الرقي بالقطاع..أما بخصوص دروس الدعم فأنا لا أؤيدها مطلقا لأنها أفقدت التعليم قدسيته وجعلت منه تجارة بالعلم وأفقدت المتعلم هييته فصار لا يكترث لما يقدم له داخل القسم همه إثارة الشغب وإنقضاء الوقت وعرقلة سير الدرس على البقية...وأفقدته شغف التعلم والإنتباه والتركيز...
ومن الحلول التي أقترحها للنهوض بالتعليم في الجزائر:
_تكييف المدرسة الجزائرية وفق خصوصيات المجتمع الجزائري من حيث المنهاج والتدرجات والتوقيت.
__الاهتمام بغرس الجانب القيمي والأخلاقي في المتعلمين ولما لا إستحداث مادة التربية الاخلاقية.
_الإهتمام بالجوانب الإجتماعية والسيكولوجية للمعلم والمتعلم وتوفير كافة المطالب والإحتياجات لضمان جودة التعليم.
ونأمل أن يتغير واقع التعليم في الجزائر للأفضل ولا يبقى هذا الكلام مجرد حبر على الورق وإنما يفعل على أرض الواقع إذا حقيقيةأردنا الرفع من مستوى التعليم وضمان جودته في الجزائر.
 
الشاعر الأُستاذ جدو بن فارس ـ مُؤلّف الديواننين الشعريين أُفق الإنتظار وخفقان المدى :
أين يكمن الخلل؟


يرى الأُستاذ جدو بن فارس أن عملية التعليم والتعلم في الجزائر تتضمن قطبين رئيسَين من مرتكزات الوعي الحضاري العام وهي ناتجُ البنية التحتية إجتماعياً وسياسياً وإقتصادياً والمتأمل في مسارات الرؤى النظرية على المستوى البيداغوجي يجد أن المدرسة الجزائرية مرت بثلاثة مقاربات تعكسُ التطور التاريخي للوعي التربوي والمنهجي الجزائريَين تبعاً للحراك المفاهيمي والنظري السائد في العالم طيلة العصر الحديث والمعاصر. 
و إنطلاقاً من الاستقراء العمودي للمحور التاريخي نحكم على العقد التربوي في الجزائر بالصيغةِ التطورية الخاضعة لوضعيات الإنتقال من مواقف كان الإهتمام فيها منصبّاً على المحتوى والمعلم إستبداداً وتسلّطاً إلى مواقفَ يجري فيها الاهتمام بالمتعلم وأنماط تعلمه وعلى الرغم من هذا التطور إلا أن مستوى الوعي العام سجل إنحداراً وإنخفاضاً رهيبين _ تحصيلاً وكفاءةً _ على عكس الأهداف المنشودة والمسطرة فأين يكمن الخلل؟
تكمن المشكلة في طرائق وآليات تنفيذ المقاربة الحديثة(المقاربة بالكفاءات) على أرض الواقع فهذه المقاربة تتطلب توظيف الوسيط التكنولوجي وتتماشى مع منهجَي النشاط والمحاور اللَّذين يتطلبان طرائق الحوار والمناقشة تخطيطاً وتنفيذاً ضمن ورشات صغيرة غير أن ما هو حاصل في المنهاج العام هو إعتمادُه على المواد الدراسية المنفصلة وهذا ما يتنافى مع الطرق المعاصرة ويعرقل تنفيذ العصف الذهني والمناقشات الأفقية فمنهاج المواد المنفصلة يستدعي الإلقاء والتلقين والمثير أكثر للجدل هو أن الأقسام الدراسية تتألف من عدد كبير لا يسمح بتنفيذ المقاربات وتقييم آداء العاملين بها خاصة في ظل ندرة الوسائل التكنولوجية المساهمة في العملية التعليمية والتعلمية وفق المقاربة المعمول بها. 
إن هذه الهوة بين الواقع المفتقد للآليات التكنولوجية والمقاربة المزمع تطبيقها أدى إلى إنصراف المتعلمين إلى المدارس الخاصة من أجل دروس الدعم ودروس الدعم في عمومها من المفروض أن تُقدم للتلاميذ الذين يعانون من نقص في جانب من الجوانب وليس لجميع الفئات وهذا ما يدل على أن المدرسة في مجمل الأوقات غير قادرة على إحتواء المتعلم أو هكذا يُخيل للدارسين والناظرين. لذا وجب على أطياف المجتمع المدني والمختصين في البيداغوجيات أن يضعوا اليد في اليد لإحتواء المدرسة الجزائرية من خلال: 
_ ربط التربية والتعليم بالمجال الثقافي. 
_ التخلص من التقييم المرتبط بالتحصيل والعلامة. 
_ ربط المدرسة بالجانب الأخلاق.
 
 الدكتورة فطيمة بوطابسو ـ مديرة المدرسة الابتدائية الوجهاني علي بقسنطينة:
التعليم أكثرُ تطلباً للتغيير والتطوير
من البديهي أن التعليم قد تغير شأنه في ذلك شأن مجالات الحياة بل إنه أكثرها تطلبا للتغيير والتطوير لأنه يهدف إلى بناء فرد ومجتمع متوازنين ويقوم على طرق تخضع باستمرار للتجديد والتحسين وإختيارالأنجع منها وقد عرفت المنظومة التربوية بالجزائر عدة إصلاحات على مختلف المستويات ومن السهل ملاحظة الفرق بين التعليم في مختلف العقود منذ الاستقلال إلى يومنا هذا سواء على مستوى المناهج والمحتويات التعليمية أو على مستوى الأنظمة والهيكلة أما بخصوص أداء الأساتذة أرى -من خلال تجربتي كأستاذة ثم كمديرة - أنه مرتبط بعدة عوامل ذاتية فردية وجماعية عامة كحب المهنة والضمير المهني والتكوين والاستعداد للتطوير ومن ثم تحقيق الكفاءة المعرفية والتربوية في الأستاذ أو الجمود والتقوقع المفضيين إلى الملل والرداءة. ويبقى المردود التعليمي والتربوي -وإن مثل فيه الأستاذ العامل الأهم - متعلقا بعوامل أخرى كوسط المتعلم وحالته الإجتماعية ومتابعة الأسرة وظروف التمدرس وغيرها في الحقيقة يصعب تقييم المناهج في هذه العجالة لكن أرى أنها لم تأخذ حقها من الدراسة والشرح من قبل المؤطرين للأساتذة خاصة منهم الجدد كما أن المناهج وطرق التعليم بحاجة إلى التقييم المستمر والتعديل والتجديد وذلك من خلال عرض السلبيات والإيجابيات من قبل الممارسين المختبرين وهذا ما ينقصنا إذ تغير المناهج بعيدا عن المعنيين المباشرين به ودون دراسة لإقتراحاتهم وهو ما يشكو منه كثير من الأساتذة والمفتشين لذلك أقول بإختصار أنه للنهوض بالتعليم لابد من إتاحة الفرص للكفاءات التربوية وذوي الاختصاص لطرح إقتراحاتهمبإعتبارهم الممارسين المحيطين بحيثيات التعليم والتعلم بالإضافة إلى ضرورة تنسيق الجهود وتظافرها وتنظيمها بشكل عام لإخراجها من كونها مبادرات فردية معزولة خاصة في تكوين الأساتذة ومتابعة أدائهم وفق معايير صحيحة فضلا عن تحقيق مطالب أتعبت مسيري المؤسسات التربوية وبخاصة الإبتدائية منها ليتسنى لهم الإلتفات نحو أهداف أسمى تتجاوز المطالبة بتلبية الضرويات كترميم المدارس وتوفير العمال إلى الإستثمار في الطاقات والموارد البشرية.
 
الدكتورة دخموش شهرزاد ـ مُؤلّفة كتاب تمارين محلولة في البيوكيمياء التركيبية والأيضية :
حان وقت دق ناقوس الخطر
خلال الجلسة الثقافية تطرق الأساتذة إلى موضوع هام وهو وضعية التعليم والتعلم في الجزائر والمناقشة كانت مثمرة ومفيدة خلال المناقشة أكد الحضور على أن التكوين الذي تلقيناه في السبعينات والثمانينات كان الأحسن بمعنى أن المنظومة المطبقة أنذاك هي الأنفع ولكني حسب رأيي لا أراهن أنها كذلك بالنسبة للجيل الحالي لأن تركيبة الفرد المعطيات والمحيط ليس نفسهم وبالتالي قد لا تكون ناجحة في الحقيقة لدراسة المنظومات التربوية والبرامج لا بأس أن نأخذ ببعض النصائح ونستفيد من خبرات الأجانب على أن يتم إختيار اللجان من بين الأساتذة الجزائريين وحتى المتقاعدين لدراسة وتحديد المنظومة التربوية والبرنامج المناسب لأنهم الأكثر كفاءة لفهم تركيبة الفرد الجزائري. أما أهم الأسباب التي تُعيق تطور التعليم والتعلم في بلادنا فهي: -التوقيت الأسبوعي المكثف برامج المواد طويلة حيث تم التركيز على الكم وأهمل الكيف: لابد منمراجعة البرامج وتكثيف التطبيقات والخرجات الميدانية حتى نخلق التشويق وننمي حب الدراسة الذي يكاد يكون منعدم عند المتعلمين.
-غياب النشاطات داخل المؤسسات التربوية فهوايات المتعلمين مدفونة. لابد من تنظيم دورات رياضية ثقافية علمية وفنية كذلك جلسات المطالعة المشوقة (مع التحفيز: جوائز رمزية مثلا للتشجيع) حتى يتنفس المتعلم وينمي الموهبة الراكدة.
-لتحسين المستوى يجب التركيز على المطالعة وتكون الإملاء يوميا (فقرة على الأقل).
نعم التعليم في بلادنا مريض والمدرسة أصبحت عاجزة على التكوين لأن مهمة المعلم تقوم بها الأم (أو الأب) في المنزل مع الاستعانة بدروس الدعم (وهنا للأسف نسجل غياب صرامة الدولة) يجب وضع قوانين وتطبيقها بصرامة.وأحسن دليل تغيب التلاميذ عن مقاعد الدراسة لعدة أشهر وحتى سنة كاملة (خاصة السنة النهائية) أين المسؤولين أين ممثلي التربية والتعليم أين المختصين في علم الاجتماع أين السياسيين وممثلي الشعب؟ومع هذا لم يدق ناقوس الخطر وكأن الأمر عادي ولقد أكتفي بتسجيل الملاحظات إنها كارثة التعليم. 
-يجب غرس حب التعليم والتشويق من مرحلة التحضير بتطوير أساليب التعليم. وخفض عدد التلاميذ في القسم ويكون الجلوس في دائرة وليس في صفوف حتى نجذبإهتمام التلميذ وإنتباهه وتركيزه فلا يجد فرصة للتفكير في شيء آخر عدا الدراسة. أمابالنسبة للأستاذ فمعظم الأساتذة ملوا من التعليم لغياب التحفيز فالأستاذ يلتحق بالمدرسة مرغما لأنها مصدر قوته وعيشه وعليه لابد من تحسين دخل الأستاذ مستوى معيشته وكذلك وسط عمله (توفير الأدوات اللازمة لتحسين تقديم الدرس) حتى يكون مرتاح نفسيا.وبالتالي يحب مهنته وتكون له القابلية للإجتهاد والبحث اليومي لإثراء الدروس لابد للأستاذ أن يكسب إحترام التلاميذ وأن يكون هناك إحتكاك بالتلاميذ (من خلال النشاطات) ولكن في حدود وهذه مهمة الأستاذ.. يجب تثمين مجهودات كل أستاذ على حدى وهذا يتوقف على النتائج في آخر السنة.
-بالنسبة للدولة: لابد من إعادة النظر في التوقيت الأسبوعي (وأظن تجربة إنجلترا جيدة) حيث تكون الدراسة من الثامنة إلى الثانية زوالا فقط. وهذا ممكن لأن معظم الوقت في القسم يقوم الأستاذ بإملاء الدرس أو كتابته على السبورة ثم يقوم التلميذ بنقله على السبورة وهذا ممل ويمكن تفاديه بعدة وسائل وبالتالي كسب ساعات من الوقت كما يكون للتلميذ الوقت لممارسة مواهبه والترفيه والمراجعة.
فقد حان وقت دق ناقوس الخطر حتى لا نفقد هذه الطاقة الحيوية فالتلاميذ على مستوى المتوسطات والثانويات يتكلمون ويفكرن في الهجرة. إنها كارثة إجتماعية ولابد على الكل التجنيد للحفاظ على هذه الطاقة البشرية (الشباب) مستقبل أمتنا وركيزتها والله المعين.