من ألحان الهجرة

  • PDF


قم رتل الذكر، واختر خير قيثـار *** فتلك ذكرى رسول اللـه في الغـار

من ذا الذي يقطع البيداء ممتثـلا *** أمر السمـاء؟ ترى من ذلك الساري؟

مستعذب في السُّرَى آلام سفرتـه *** يطـوي الفيافـي شهمًا غير خـوار

وفـي معيتـه مـن غرِّ عصبتـه *** ليث هصـور، وندب خيـر مغـوار

في إثره العرب ثارت وهو في دعة *** بل في خميـس مـن الإيمـان جـرار

والعشب يضحك والكثبان راقصة *** والشوك مـن حوله أضحى كأزهـار

يخبُّ في السير في ليـلاء حالكـة *** وفـي جوانحـه هـالات أقمــار

اللـه أكبر هذا خير من وجـدوا *** في هـذه الأرض، لا تعجـب لأنوار

اللـه أكبـر فـي أنوار شرعته *** وخلفـه زمـر الأشـرار فـي نـار

نـور أبـى الله إلا أن يتممـه *** فكيـف تطـفئـه أفـواه أغـرار؟

آواهما معقـل من نسج واهنـة *** عليــه هـادرةٌ حيَّـتْ بتهـدار

عليه قد نشرت للسلم أجنحـة *** حمامـة السلم حلت خيـر أوكـار

سائل صديق رسول الله منبهـرًا *** مـاذا دعـاه لإيثـار وأخطــار؟

وكيف جاد بما أوتيه من نشـب *** ودون وَكْف يديـه وكـف أمطـار

النفس والمال للرحمـن باعهمـا *** ليشتـري جنــة مـلأى بأنهــار

يبيع دنيا، ويشري خلـد آخـرة *** فكيـف يترك هذا البائـع الشـاري؟

واذكر (عليًّا) بأحضان الردى فرحًا *** يستقبـل المـوت لم يحفـل بفجـار

فليغمدوا السيف ما شاءوا بمهجته *** ما دام ذلك ينجـي صاحـب الـدار

هذي نفوس على الأيام خالـدة *** كـم فـدّت الدعـوة الجُلَّى بأعمـار

هـذي رياحين في التاريخ عاطرة *** كأنهـا الزهــر فـي أدواح (آذار)

هذي سواعد في لأوائها اتحـدت *** فحطمـت كـل جبـار وغــدار

خميلـة الديـن أروتها بوحدتهـا *** فأشبعـت هـذه الدنيــا بأثمـار

وصـدعت دولة الأصنام فارتفعت *** اللـه أكبـر فـي عـز وإكبـار

* * * * * * *
محمد الهادي إسماعيل
مجلة الوعي الإسلامي,