هل هدفهم حقا·· رفع الظلم عن المرأة؟!

  • PDF

لا ننكر أن هناك من يحمل همّ الفئات التي يقع عليه الظلم في المجتمع، ويسعى لرفع الضيم الواقع عليها من قبل طغمة فاسدة لا ترحم فقيرا، ولا ترحم طفلا فضلا عن أن ترحم امرأة، وخاصة ونحن بعيدون عن تعاليم ديننا الحقيقية·
لكن البعض الآخر يحلو له أن يتخذ من قضية المرأة وحدها مشجبا يعلق عليه دعواه العريضة بأن المجتمعات العربية تظلم المرأة، وتمنعها حقوقها· متخذين من ذلك فرصة للنيل من الإسلام ذاته، والهجوم على القرآن نفسه، بل وهدم ثوابت الدين من أساسه·
وستبقى مشكلة المرأة في الوطن العربي جوابا يبحث عن سؤال، لماذا المرأة بالذات؟
أليس الطفل كذلك محروم من أبسط حقوقه في وطننا العربي، كحقه في التمتع بطفولته، وحقه في التعليم وحقه في الحماية، والعجب العجاب أن يخرج علينا بعض المتشدقين بحقوق المرأة ليطالب بالتخلص من أولاد الشوارع، ولو بقتلهم بدلا من أن ينادي بحمايتهم ورعايتهم·
أليس العمال الكادحون يعانون من ظلم أصحاب رؤوس الأموال لهم، ولا أحد يسمع لقضيتهم أو يتضامن معهم·
أليس الرجل الفقير رب الأسرة الكبيرة الذي ينفق على عياله، ويكابد الأمرين في تربية بناته هو كذلك يعاني من الظلم الاجتماعي في وطننا العربي·
أم هذه القضايا لا تصلح أن تكون قاعدة ينطلق منها الهجوم على ثوابت الإسلام؟
إن الإسلام لم يظلم المرأة بل هؤلاء الماكرون المخادعون هم من يريد أن يتاجر بقضيتها ويتربح من آلامها ومعاناتها·
المرأة كانت تورث قبل الإسلام، ومن جعلها ترث هو الإسلام، وإن كانت القاعدة العامة تنطلق من قوله تعالى: (للذكر مثل حظ الأنثيين) وهي قاعدة عادلة لو تأملها المنصف البعيد عن الهوى، وتقر بذلك المرأة قبل الرجل، ومع ذلك فهناك أكثر من ثلاثين حالة من حالات الميراث تأخذ فيها المرأة مثل الرجل، أو أكثر من الرجل كما ينص الفقهاء·
المرأة كانت توأد قبل الإسلام، ومن دافع عن حقها في الحياة هو الإسلام، ونفر الناس من وأد البنات، وشدد اللوم والنكير عليهم فقال تعالى: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ(58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ(59)) سورة النحل·
المرأة كانت متاعا يملكه الرجل قبل الإسلام، والإسلام منحها شخصيتها المستقلة، وحقها في التملك، وحقها في إجراء العقود المالية دون وصاية لأحد عليها، بل وحقها في أن تعمل وتمارس التجارة وسائر أسباب الكسب المباح·
أيها المتشدقون بحقوق المرأة هونوا على أنفسكم، فإن كان غرضكم مناصرتها فهي أعرف الناس بالدفاع عن حقوقها، وإن هدفكم هو الطعن في الإسلام والهجوم على ثوابته، فإن المرأة المسلمة هي أول من ينبري للتبرؤ منكم والدفاع عن عقيدتها ومقدساتها·
* عن منتديات لها أون لاين