الجزائريون يتحرّون هلال رمضان اليوم بين يَدَيْ شهر الغفران..

  • PDF

الجزائريون يتحرّون هلال رمضان اليوم
بين يَدَيْ شهر الغفران..

* الشيخ أبو إسماعيل خليفة

أيها الناس: اتقوا الله -تعالى- واشكروه على تيسيرِه: هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ . [الحج:78]. مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَج [المائدة:6]. ومن تيسير الله ورفعه الحرج عنا: أَنْ حدَّدَ بداياتِ مواقيت العبادات ونهايتَها بعلامات واضحة يعرِفُها كلُّ أحد من العامة والمتعلمين. ومن ذلك: بدايةُ شهر رمضان المبارك ونهايتهُ قالَ صلى الله عليه وسلم: لا تصوموا حتى تَرَوُا الهلالَ ولا تُفطروا حتى تروه فإن غُمَّ عليكم فأَكْمِلُوا العُدَّةَ ثلاثين .
هذا وإن الجزائريين كغيرهم من غالبية الدول الإسلامية على موعد مع تحرّي هلال شهر رمضان المعظم لهذا العام هذا الاثنين 29 شعبان 1442هـ الموافق لـ 12 أفريل 2021 م . أهله الله علينا وعليكم بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والفراغ من الأشغال والبعد عن الأسقام..
عباد الله: وإنّ غائباً يعود مرّة في العام لأهلٌّ لأن يُتهيَّأ لاستقباله ويُستعدّ لقدومه وبخاصة إذا كان خيره وبركته عمِيمَين فبلوغ رمضان نعمة عظيمة وفضل كبير من الله تعالى حتى إن العبد ببلوغ رمضان وصيامه وقيامه يسبق الشهداء في سبيل الله الذين لم يدركوا رمضان. فطوبى للمشمّرين!.
أيها المسلمون: بلوغ شهر رمضان من نِعَم الله العظيمة على العبد المسلم لأنه من مواسم الخير تفتح فيه أبواب الجنان وتُغلق فيه أبواب النيران وهو شهر القرآن فحريٌّ بالمسلم أن يدعو ربَّه تعالى أن يبلِّغه شهر رمضان على خير في دينه وفي بدنه ويدعوه أن يعينه على طاعته فيه وأن يتقبل منه عمله وكذلك كان السلف الصالح يفعلون. قال معلى بن الفضل واصفا أحوال السلف مع رمضان: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أخرى أن يتقبل منهم . 
فاحرصوا ـ يا رحمكم الله ـ على تهيئة الأجواء الإيمانية واقتنصوا فرص الخير في شهر الخير فالشقي من حُرم الخير في شهر الخير. واستَقبِلوا هذا الشهر بالفرح والسرور والاستبشار واطرقوا أبواب الجنان بالتوبة والاستغفار والإنابة إلى الله واللجوء إليه.. اطرقوا أبواب الجنان بالتضرع والوقوف على أعتاب بابه مرددين: لن نبرح بابك حتى تغفر لنا . اطرقوا أبواب الجنان بالصيام والقيام والصلاة بالليل والناس نيام.. اطرقوا أبواب الجنان بالطاعات والقربات وبالإلحاح في الدعاء فإن أبا الدرداء كان يقول: جِدّوا بالدعاء فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له .
ولقد وردت أخبار كثيرة أن السلف رضوان الله عليهم أجمعين كانوا يخرجون زكاة أموالهم في شهر شعبان يتعجلون بإخراجها قبل رمضان كفاية للفقير والمسكين والمحتاج قبل رمضان حتى تعينهم الزكاة على الاستعداد لرمضان فلا ينشغلوا بفقرهم وحاجتهم في الشهر الكريم وبهذا فهُم قد اغتنموا وقتهم ووقت الفقير. قال أنس بن مالك رضي الله عنه: كان المسلمون إذا دخل شعبان أكبُّوا على المصاحف فقرءوها وأخرجوا زكاة أموالهم تقويةً لضعيفهم على الصوم .
فيا ذوي الهمم العالية: لا تغفلوا عن نفحات وبركات شهر شعبان تلمّسوا ذوي الحاجات وأعينوهم انتهزوا هذه الفرصة وقوموا بما يجب عليكم القيام به وتسابقوا إلى الخيرات والطاعات واجعلوا من رمضان شفاء لنفوسكم ومظهرا لوحدتكم وتجديدا لصلتكم بدينكم..
أسأل الله أن يبارك لي ولكم في شعبان وأن يبلغنا شهر رمضان ويتسلمه منا متقبلا.. اللهم ارزقنا عمرا مديدا وقولا سديدا وعملا صالحا كثيرا اللهم أجزل لنا العطية وأصلح لنا النية وأحينا فيه الحياة المرضية وأعنا على أنفسنا حتى نستقيم على طاعتك.. اللهم واشمل بعفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن كان له فضل علينا. اللهم وأدم على الجزائر الأمن والأمان وعلى سائر بلاد المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. آمين..