حوار خاص مع الباحثة الدكتورة بسمة دشير

الأربعاء, 28 أبريل 2021


عن مكنوزات الحظيرة الوطنية للقالة 
حوار خاص مع الباحثة الدكتورة بسمة دشير


حوار: ع. بلقاسم مسعودي 


 * بداية من هي الباحثة الشابة دشير بسمة؟ 
الجامعية بسمة دشير مواطنة تسكن مدينة القالة عمرها 30 سنة وهي باحثة مهتمة بالتنمية وحماية التنوع البيئي وتنتظر الالتحاق بمهنة التدريس بالجامعة. 


* هل اختياركم لموضوع الدكتوراه بيئة وجرد النباتات المنتفخة في منطقة جبال الخمير (بالفرنسية (كروميري) شمال شرق الجزائر كان بتوجيه من المؤطر أم أنه اختيار أملته الضرورة لنقص الدراسات في هذا المجال؟ 
حقيقة إن الاختيار لم تمله الضرورة بل كان اختيار موضوع الدكتوراه من طرف فريق من الباحثين في جامعة محمد شريف مساعدية بسوق أهراس ومن بينهم مؤطر رسالتي والمؤطر المساعد في أطروحتي حيث كانا من وراء اقتراح هذا المشروع. 


* ركزتم في بحثكم على الحديقة الوطنية للقالة وما تزخر به من مكونات طبيعية ما هو الجديد الذي اكتشفتموه فيها؟ 
في هذا العمل سجلنا وجود نوع جديد للنباتات الجزائرية المصنفة أوفيريس فوسكا تحت نوع(لوبيركاليس) حيث يؤكد هذا الاكتشاف أن منطقة دراستنا هي مفترق طرق جغرافيا حيوية لنباتات ضفة البحر الأبيض المتوسط. 


*  ما هي الصعوبات التي وجهتموها أثناء اكتشاف الحظيرة الوطنية للقالة؟ 
من المعلوم أن أي بحث ميداني تواجهه صعوبات وأنني تقيدت بالبحث في 30 محطة لهذه الفضاء المحمي وهذا راجع لعدة عوامل: 
هناك العوامل البشرية حيث أن السيد محافظ الغابات لولاية الطارف أبلغني أنه لا يجب أن أنتظر مساعدة من إدارته في كل الخرجات الميدانية نظرا لعدم كفاءة معاونيه في مجال النباتات. 
إلى جانب أن خرجاتي كانت محدودة نوعا ما بسبب انعدام وسائل النقل وغياب مرشد في الحظيرة الوطنية للقالة وعدم إمكانية الولوج إلى بعض الأماكن كونها ملكية خاصة. 
أما من الصعوبات من الجانب الطبيعي فقد تمثلت في: 
* التغيير المناخي بسبب تساقط الأمطار مما أثر سلبا على المنطقة محل الدراسة  
* المساحة الكبيرة والهامة للحظيرة الوطنية للقالة  
* التضاريس الصعبة في مناطق الجبل. 


*  شاركتم في العديد من الملتقيات العلمية في مجال اختصاصكم ماذا عن مشاركتكم في الشقيقة تونس؟ 
نعم لقد شاركت في العديد من الملتقيات والمؤتمرات العلمية في مجال تخصصي وكانت عبارة عن لقاءات مفيدة من حيث ثراء المعلومات ونوعية المداخلات والأمر نفسه بالنسبة لمشاركاتي في دولة تونس الشقيقة حيث أن مؤتمراتهم وندواتهم منظمة بشكل جيد للغاية وتسمح بتبادلات مثمرة للغاية. 


* كم عدد المحطات في الحظيرة الوطنية للقالة وماهو عدد وأنواع النباتات والأزهار الموجودة في هذه الحظيرة؟ 
ارتكز الجرد النباتي في هذا البحث على الدراسة البيئية للنباتات البصلية المنتشرة في المنطقة المسماة جبال الخمير بالفرنسية كروميري الواقعة شمال الشرق الجزائري (الحديقة الوطنية للقالة) والتي شملت 30 محطة. 
وقد نتج عن هذا الجرد الميداني إحصاء 67 نوعا نباتيا ينتمي إلى 36 جنسا و14 فصيلة نباتية منها 19 نوع متواجدة بنسبة عالية تضم الفئات النادرة و/أو المتوطنة بنسبة 28.35 بالمئة حيث أن ستة من بين هذه الأنواع مستوطنة وأصلها المنطقة الحدودية الجزائرية التونسية وهذه 6 أنواع هي: الثوم البري كمون أسود أو كروية هيسنتواداغيستديس وبعض السحلبيات. 
ومن ثلث الأنواع النباتية التي تم حصرها وتصنيفها تنتمي إلى العائلة السحلبية وهي الفصيلة السائدة بتنوع أجناسها حيث بلغت نسبة 31.3 بالمئة من العدد الكلي للأصناف المتواجدة في منطقة الدراسة. 


* ماذا يمكنكم الحديث عنه في مجال تخصصكم؟ 
بأن هذا المجال كبير جدا فإنه من الضرورة مواصلة البحوث لاكتشاف ما تزخر به الحظيرة الوطنية للقالة بصفة خاصة أو مناطق أخرى بالجزائر وهي كثيرة جدا وتحمل تنوعا هائلا.  


* ماهي مشاريعكم المستقبلية وهل ستكون هناك منطقة أخرى موضوع بحوثكم؟ 
من مشاريعي المستقبلية هو انجاز دراسات علمية أخرى واكتشاف أنواع وأصناف أخرى من النباتات وأن أقدم ما اكتسبته من معارف عملية للطلبة لكي يستفيدوا منها.