شمس الدين بلعربي : ملصقاتي نالت إعجاب نجوم هوليوود

الجمعة, 18 يونيو 2021

الفنان التشكيلي شمس الدين بلعربي لـ أخبار اليوم :
ملصقاتي نالت إعجاب نجوم هوليوود

الثقة في الله والطموح الكبير نحو النجاح منحني الأمل
الفن التشكيلي هو الحياة الحقيقية التي أعيشها بجوارحي

صنفني النقاد آخر عربي وأفريقي متخصص في رسم ملصقات الأفلام الهوليودية والعالمية بالطريقة التقليدية

أدعو إلى إصدار قانون يحمي الفنان ويوظف الفن التشكيلي في كل القطاعات.. وتخصيص أيام مفتوحة للمستثمرين والفنانين التشكيليين

لم أتلقَ أي رسالة خطية تشجيعية منوزيرة الثقافة وتصلني رسائل تحفيزية من مثقفين وسياسيين ورياضيين


الجيل الجديد مبدع..أدعوه إلى التعاون كي يظهر نتاج ثقافي واسع ومتنوع

تلقيت الكثير من عروض الشراكات والمشاريع وهي قيد الدراسة

لو تعلم الجماهير معاناتي أثناء رسم الملصقات السينمائية لبكت عوض الضحك

رسمت شخصيات تاريخية ودينية وثقافية ومشاهير السينما الوطنية والعربية والعالمية وأهتم بالكاريكاتير

أتمنى الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني

حوار: جـمال بوزيان

ضيف اليوم عبر أخبار اليوم من مواليد 14 فيفري 1987 م ببلدية عين تادلس ولاية مستغانم فنان جزائري متخصص في رسم ملصقات الأفلام الهوليودية والعالمية بالطريقة التقليدية أي عن طريق فن الرسم فنان عاني في صمت واستمر في إبداعه رغم الظروف القاسية واستطاع لفت أنظار مؤسسة هوليوود السينمائية العالمية وأيضا نجومها الكبار برسوم لأشهر ملصقات الأفلام التحفيز والتكريم يصنعان المعجزات.. يُجيب المبدع شمس الدين بلعربي عن جملة أسئلة ذات صلة بالفن التشكيلي والرسم والخط العربي وغيرها.


* ما قصَّتكَ مع الفنِّ التَّشكيليِّ؟ 
ـ بدأت تجربتي مع فن الرسم فعليا من الشارع الذي كان قاسيا جدا وتعرضت للاستغلال من قبل عديمي الضمير الذين امتصوا طاقتي الفنية وفي بعض الأحيان كنت أعمل عند أفراد وعندما أطلب أجرا مقابل عملي يتهربون وكنت صغيرا حينذاك حيث كنت أعمل تحت أشعة الشمس الحارقة وأحمل السلالم الحديدية..ويحدث العكس أيضا كنت ألتقي أفرادا يعتنون بي ويقدمون لي يد المساعدة وكنت أمر بجانب قاعات السينما أشاهد ملصقات الأفلام والصور الضخمة لنجوم السينما ولما أعود إلى البيت أرسم كل ما شاهدته على الأوراق.
هلِ اعترضتكَ مشكلات ما؟
المشكلة في بيتنا حيث كنا نعيش في غرفة واحدة نطبخ فيها وننام فيها وكنت أرسم في وسط ذا الضيق وتلط الظروف القاسية جدا وكنت أرسم بصبر لعشرات السنين وكانت الدموع لا تفارق عيوني كل يوم تقريبا.. زد على ذلك البيت كان مكسور السقف جزئيا وكنا نعاني في فصل الشتاء معاناة شديدة وقد أتلف المطر الكثير من رسوماتي وبدأت أفكر في إرسال أعمالي الفنية إلى الخارج وفعلا أرسلت كل الرسومات إلى شركات الإنتاج السينمائية عن طريق البريد وبدأ بعض الأفراد ينعتونني بـ المجنون ولكن اتكلت على الله لأنه هو من أعطاني هذه الموهبة وواصلت العمل بالمثابرة لكن مرت سنوات ولم أتلقَ أي جواب وواصلت العمل في الشارع وكنت أعمل ورأسي يؤلمني كثيرالكني قاومت وواصلت العمل بقوة وعزيمة والألم لم يتوقف مدة شهر فتعجبت من ذلك.


أَلمْ تَزرِ الطَّبيب؟
لم يكن عندي المال لكي أذهب إلى الطبيب كنت أعمل من أجل شراء الطعام للأُسرة أعمل في النهار وفي الليل وأتجرع أنواعا من العذب لشدة الألم فأحاول أن أرسم في الليل لكي أنسى ألمي والأمطار تغزو البيت حتى تلامس رجليَّ.. كانت مرحلة صعبة جدا وقد لا أستطيع وصفها بدقة لكن الثقة في الله والطموح الكبير نحو النجاح منحني الأمل.. ودخلت في مرحلة أصعب بكثير حيث تأثرت صحتي فتوجهت إلى الطبيب كي أشرح له الأمر فسقطت مباشرة عند الباب وسالت دماء من فمي فأغمي عليَّ حتى وجدت نفسي في المستشفى كنت أعاني من نزيف حاد في المعدة ولم أكن أدري وبعدها بدأت حالتي في التحسن وغادرت المشفى وعدت إلى العمل.
وهل تلقيتَ أجوبة بعْد مراسلاتكَ الكثيرة؟
أجل تلقيت رسالة من منتج أرجنتيني يعمل بالشراكة مع هوليوود وصممت له ملصق فيلمGarra Mortalحيث كان أول ملصق فيلم أصممه فتح لي باب الشهرة عرف بأعمالي في الأوساط السينمائية وبدأت أتلقى الطلبات من المخرجين والمنتجين وعملت الكثير من ملصقات الأفلام العالمية.
كيْف جاءتكَ فكرة ملصقات الأفلام السِّينمائيَّة؟ وماذا قال عنكَ نجوم هوليوود وغيرهم؟ 
الفكرة بدأت مع إرسال ملصقاتي إلى مؤسسة هوليود العالمية فنالت إعجاب الكثير من نجوم هوليود على غرار جورج بلير وكيفن ديبونتون وروبار قاتوود وآخرين.
وقد صممت الكثير من ملصقات الأفلام اذكر منهاGarra Mortal Honor The News Buks Of America ومجموعات أخرى من ملصقات أعمال فنية سينمائية عالمية.
ماذا يعني لكَ الفنُّ التَّشكيليُّ؟ 
الفن التشكيلي هو الحياة الحقيقية التي أعيشها بجوارحي.
هلْ تُسيطر عليكَ بعض الألوان في رسوماتكَ؟
اللون البرتقالي والأزرق الداكن والأبيض.
ما موضوعات لوحاتكَ الفنِّيَّة؟ ولأيِّ مَدرسة تنتمي؟
أرسم أثناء المناسبات الوطنية وقد رسمتُ شخصيات تاريخية ودينية وثقافية ومشاهير السينما الوطنية والعربية والعالمية وأرسم الكاريكاتير  
هلْ شاركتَ في مُسابَقات وطنيَّة وعربيَّة وعالَـميَّة؟
شاركت في مسابقات وطنية ومثلت ولاية مستغانم في المهرجانات الوطنية للفن التشكيلي عبر الكثير من الولايات وتم تكريمي من قبل المهرجان العالمي للسينما بالمغرب عام 2019 م وسوف تُعرَض أعمالي في المهرجان العالمي للسينما بسويسرا.
ما الـمُلتقيات الوطنيَّة والدُّوليَّة والـمَعارِض الَّتي حضرتَها؟
شاركت في المهرجان الجهوي الأول بتيسمسيلت عام 2005 م وشاركت في المهرجان الوطني في طبعته الثالثة عشر بولاية سكيكدة عام 2006 م وشاركت في المهرجان الوطني الأول للفن التشكيلي بولاية بشار عام 2007 م والكثير من المهرجانات عبر ولايات الوطن في تلمسان وبرج بوعريريج وقالمة ووهران وغيرها.
ماذا قال النُّقَّاد عن أعمالكَ؟
صُنِّفتُ من قبل النقاد كآخر عربي وأفريقي متخصص في رسم ملصقات الأفلام الهوليودية والعالمية بالطريقة التقليدية أذكر منهم الناقد الأستاذ شريف الناقد المصري الأستاذ محمد كمال الذي كتب بدوره مقالا عن مسيرتي الفنية الناقد الأمريكيM. Kevin D. Benton وكذلك الممثل والخبير في مجال السينما الأستاذ علي أحمد سالم الذي لعب دور الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه في فيلم الرسالة .
ألا تَهتمُّ بالزَّخرفة الإسلاميَّة والـمُنمنمات والرَّسم بطرقه الـمُتنوِّعة؟
أجل رسمت الكثير من الأعمال الفنية الزخرفية وفن المنمنمات الإسلامية وأيضا الخط العربي وكتبت أبحاثا نُشِرت في مجلة الخطاط التي تصدر عن وزارة الثقافة العراقية.
كمْ يَبلغُ عدد لوحاتكَ الفنِّيَّة؟
عدد الملصقات الفنية التي صممتها تفوق 15 ملصق فيلم عالمي.. وتم اختياري شخصية مؤثرة لعام 2020 م من قبل مجلة مؤثرون الأمريكية الشهيرةMagazine People Influential واختياري جاء على أساس أني آخر فنان عربي وأفريقي متخصص في هذا المجال.
ما مشروعاتكَ؟
عندي الكثير من المشاريع منها تصميم ملصق فيلمFugitive للمخرج الفرنسيAlexendre Ottoveggio ولي ملصقات فنية ستُعرَض في المهرجان السينمائي العالمي بجنيف بسويسرا.
هلْ تتواصلُ مع مَدارس عالَميَّة في الفنِّ التَّشكيليِّ؟
أنا عصامي وأحتك بكثيرين وأرسم بالخبرة التي أكتسبها كل حين.
ما مُشكِلات الفنِّ التَّشكيليِّ في الجزائر وكلِّ العالَم العربيِّ؟ وما اقتراحاتكَ لحلِّها؟
مشكل الفن التشكيلي أنه لا توجد ثقافة استثمار للفن التشكيلي في الجزائر رغم أنه عامل اقتصادي مهم إن أُحسِن توظيفه اقتصاديا وسياحيا مثل الدول التي تحترم الفن التشكيلي لقد صنعت منه دخلا اقتصاديا مهما.. يجب إصدار قانون يحمي الفنان وتوظيف الفن التشكيلي في القطاعات بكل أنواعها وتخصيص أيام مفتوحة للمستثمرين والفنانين التشكيليين أعتقد أننا سنقطف الثمار ولو بعد مدة.
وجِّه رسالة إلى وزيرة الثَّقافة.
أقول لوزيرة الثقافة: لم أتلقَ أي رسالة خطية منكِ سواء تشجيعية أو غيرها رغم كل الرسائل التي وصلتني من قبل المثقفين والسياسيين والرياضيين... وأقول لها: لم أحصل على بطاقة فنان حتى الآن أرجو النظر لحالتي.
في ظلِّ الصِّراع الثَّقافيِّ والتَّدافع الـحضاريِّ كيْف يُمْكن لفت انتباه الـجيل الـحالي والأجيال القادمة للفنِّ التَّشكيليِّ للحفاظ على الـهُـوِيَّة؟
الجيل الجديد مبدع ورائع بما توفر له من أشياء حديثة ويجب التفاف الأجيال مع بعضها لكي يكون هناك نتاج ثقافي واسع ومتنوع.
وهلْ عُرِضتْ عليكَ شراكة عمل أو مشروعات ما؟
تلقيت الكثير من عروض الشراكات والمشاريع وهي قيد الدراسة.. للإشارة اتصل بي المدير الفني للمهرجان المخرج والناقد السينمائي طاهر حوشي حيث أعطاني الفرصة لعرض بعض ملصقات الأفلام الهوليودية التي صممتها أذكر منها ملصق الفيلم الوثائقي الخاص بالأسطورة Bolo Yueng وملصق فيلم Buks Of America  وGarra Mortal وملصقات أخرى.. وهذه أول مرة تُعرَض أعمالي في جناح خاص بمهرجان سينمائي عريق في أوروبا.
كما كشفت إدارة مهرجان جنيف الدولي للأفلام الشرقية (Fifog) عن انطلاق الدورة السادسة عشرة من المهرجان في الفترة من 21 يونيو وحتى 27 يونيو 2021 م بسويسرا حيث سيتم عرض حوالي 50 فيلمًا تم إنتاجها في عشرين بلدا من الشرق والغرب.. ويتضمن برنامج المهرجان مسابقتين في كل من الأفلام الروائية والقصيرة حيث يفوز أفضل فيلم روائي بالجائزة الذهبية وأفضل فيلم قصير بالجائزة الفضية فيما كشف المهرجان عن إضافة جائزة للجمهور الذي يصوت عبر الإنترنت .
ويترأس الدورة الـ16 للمهرجان الكاتبة والصحفية اللبنانية جمانة حداد وتنطلق الدورة وسط الالتزام بالبروتوكول الصحي الصارم لسويسرا بسبب فيروس كوفيد 19 .
ما آخرُ كِتاب قرأتَه أو تقرأه حاليًا؟
كِتاب فن السينما للكاتب جان كوكتو.
هلْ لديكَ اهتمامات أُخرى؟
عندي اهتمامات بالموسيقي وأعزف على آلة الكمان وفق منهجPaganini.
هلْ حَدثتْ لكَ طرائف ومَواقِف مع أهلِ الفكر والأدب والثَّقافة والفنِّ وغيرها؟
رسمت مرة إحدى الملصقات بجانب أمي وهي تعجن الخبز وبعد عرض الملصق في القاعات الفخمة شاهدت أمي الملصق فقلت في نفسي: وراء كل صورة حكاية لو تعلم الجماهير التي تلتف حول الملصق ماذا عانيت لتصميمه لبكت عوض أن تضحك لأن ظروف الفنان قاسية جدا خاصة أنني عانيت في صغري وحتى كبرت .
سعيدٌ بكَ اليومَ كرمًا لا أمرًا اختمِ الـحوار.
أتمنى الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني.. سعيد جدا بكم شكرا جزيلا لكم.