سعيدة بشار: الكتابة ليست ترفا ولا نشوة.. هي مسؤولية قبل وبعد الموت

السبت, 10 يوليو 2021


الأكاديمية والكاتبة سعيدة بشار في حوار خاص:
الكتابة ليست ترفا ولا نشوة.. هي مسؤولية قبل وبعد الموت
* قيرطا للنشر والتوزيع.. دار الأعمال الراقية شكلاً ومضموناً


الحديث معها مُمتع وشيق لا يُمل مُثقفة بأتم معنى الكلمة تحترم مهنتها وتعتبرها جسرا من جُسور التواصل مع الطلبة الموهوبين الذين لا تتوان في مُساعدتهم والوُصول بهم لبر الأمان في مجال الإبداع تحترم الحرف وتُعطيه حقه لم تهرب من الواقع المُعاش بل غاصت فيه بحبر قلمها لتُخرج لنا إصدارات تبقى في ذاكرة كل من قرأها لبست ثوب البسمة والبشاشة لتتغلب على كل مطبات الحياة والتجارب القاسية التي واجهتها ومازالت امتطت صهوة جوادها وإنطلقت في رحاب الفكر والأدب تنشر الحُب والأمل بغد أفضل الأكاديمية والكاتبة سعيدة بشار صاحبة الكثير من المقالات والإصدارات والتي كان آخرها كتاب (Murmures) أو همسات المترجم للفرنسية والصادر عن دار قيرطا للنشر والتوزيع شرفتنا وآنستنا في هذه الجلسة الحوارية..


* مرحبا بك أُستاذة سعيدة كأكاديمية وكاتبة أين ترين نفسك أكثر؟ في بحر الكتابة وفعلها أمعلى مُدرجات كُلية اللغات بجامعة منتوري قسنطينة؟
ـ أهلا بكم جميعا شكرا جزيلا على هذه الدعوة الكريمة لتجاذب أطراف الأفكار حول عوالم الابداع والنقد والكتابة...أتمناه لقاء ماتعا لقرائنا الأعزاء وأن نكون ضيوفا خفيفي الحضور بين ثنايا قلوبهم...شكرا جزيلا لكم مرة أخرى على هذا اللقاء الكريم.
بالنسبة لسؤالكم عن مَوْقِعَيْ الجامعة والكتابة هما في الحقيقة عالمين متكاملين ومترابطين ارتباط الجسد والروح وللصراحة لا أجد راحتي النفسية إلا في قسم اللغة العربية هنا بجامعة قسنطينة وهو ملجأي منذ سنوات وبمجرد الخروج منه أعود إلى دوامة الحياة القلقة التي تطاردنا جميعا لذا لا يمكنني أن أتصور نفسي في مكان آخر غير هذه الجامعة والتي توفرت لي فيها ظروف الاحتكاك بالطلبة واكتشاف مواهبهم وتميزهم في ميادين متنوعة كثيرا ما تكون بعيدة عن التخصص الدراسي وملامسة لعوالم إبداعية أخرى كالهندسة الصوتية والالقاء والدبلجة والتقديم الإذاعي بالإضافة إلى الكتابات الإبداعية القصصية والشعرية والخواطر والنقد الأدبي والتي يعمل النادي الثقافي بالكلية على تنمية هذه المهارات بتنظيم مسابقات ثقافية بين الفينة والأخرى لتشجيع هذه المواهب الناشئة وهذا الاحتكاك قد ساعدني أنا أيضا على الكتابة أكثر وستلاحظون أنها -كما الخواطر كما القصص- موجهة بالدرجة الأولى لفئة الشباب وعالم الجامعة أفضل مكان للاحتكاك بنخبة هذه الفئة لهذا قلت سابقا أن عالميْ الجامعة والكتابة متكاملين عندي ومترابطين ولا يمكن الاستغناء عن أحدهما.


* ملاحظات على الهامش تاء الوجع همسات سيماء الانتماء في رواية الانطباع الأخير لمالك حداد خواطري ...أي من هذه الأعمال الأقرب لسعيدة شكلا ومضمونا؟
بالنسبة لعناوين الكتب التي ذكرتموها والسؤال عن أقربها إلى القلب هذا سؤال يشبه سؤال الوالدين عن أقرب الأبناء إلى قلوبهم وهم جميعهم ثمرة الفؤاد والعقل ولا يمكن التفضيل بينهم خصوصا وأن كل عمل يأخذ من جينات الكاتب العقلية والنفسية إن صح التعبير وعليه كلهم أبنائي وكلهم أحباب قلبي.


* قسنطينة ... مدينة العلم والعُلماء مدينة مالك حداد و ابن باديس ماذا تقولين عنها كيف ترينها ثقافيا هل هي في الطريق الصحيح أم تحتاج بعض السقي والري لإنعاشه؟
ـ قلت لكم سابقا قسنطينة هي ملجئي الذي اختاره الله لي ولم أندم يوما على الانتقال إليها من بجاية منذ أكثر من تسع سنوات لهذا أنصح دائما بعدم الاقدام على اختيار قرار ما دون استخارة لأن الله أعلم بما يصلح لنا ولا أزال أكتشف إلى اليوم سداد هذا التوجيه الإلهي بالنسبة لقسنطينة مثلها مثل باقي الولايات الجزائرية والاسلامية تعاني من تهميش نخبتها سواء المتواجدين داخل حصون الجامعة أو خارجها وطَفْو النخبة التافهة والفارغة (وتوظيف مصطلح: النخبة التافهة في هذا السياق بمعنى السخرية المرّة) لأننا نعيش في زمن انقلاب الموازين وليس غريبا أن يطفو أمثال هؤلاء على حساب النخبة المثقفة والمتعلمة والمتعمقة في بحور علوم كثيرة وفنون أدبية متنوعة والتي تستحق أن تكون لها دفة البناء المجتمعي والتعليم والتثقيف وبناء الانسان الحضاري العالم بحاضره وماضيه والمتكوّنلتحضير المستقبل بما يتناسب مع التقدم الحضاري مع تمسكه بأصول هويته الإسلامية.


النُقاد يقولون عن الكتابة أنها جلد للذات؟ هل تُوافقينهم الرأي وهل بالفعل الكتابة مُؤذية؟
الكتابة هي ثمرة القلب والعقل لها دوافعها وأهدافها ولذا لايمكن القول أنها جلد للذات أو تعذيب لها بل على العكس تساهم في تحرير القلب من أثقاله ونقل التجارب الشخصية للغير لتفادي ما تم ارتكابه من أخطاء كنوع من المساهمة في بناء انسان أحسن يمتلك تراكمات معرفية ونفسية سابقة مستفادة من الغير والتفرغ لتحسين مستوى الذات ليصبح ذلك ميراثا بين الأجيال أملا في التحسين الدائم للذات الإنسانية وبقدر ما تكون الكتابة صادقة وملامسة للروح والعقل يكون تأثيرها أشد وأعمق.


* القارئ لكتاب همسات بمُختلف اللغات سيشعر أنه تعبير عن تجاربشخصية عشتها هل هذا يعني أننا سنراك قريبا في تجربة الكتابة السيرذاتية التي إذا أمكن أن تعطينا لمحة تاريخية عنها؟ وهل أنت مع الرأي الذي يراها نوعا من الترف الأدبي الذي يمارسه الكاتب؟ أم هي على العكس تُعد فُرصة للبوح والانعتاق من كل ما يثقل كاهل الروح والقلب؟
ليس من السهل الكتابة السيرذاتية دائما لأنها نوع من التعري والذي يتطلب الكثير من الجرأة والشجاعة والصدق كذلك ولولا فائدتها التي أرجوها ما أقدمت على توظيف حلقات من حياتي وحياة المقربين مني والصديقات في كتاباتي لأن الكاتب الذي يعمد إلى مثل هذه الكتابات يصبح كالكتاب المفتوح المتاح أمام الجميع وكلنا يعلم عواقب ذلك على مستوى الحياة الحقيقية فكل معروف وواضح يصبح مستهلكا وكل أمر مستهلك عادة ما يُركن جانبًا أو يُرمى وتبقى القناعات الشخصية الحَكَم النهائي في استهلاك الذات من أجل أهداف وقناعات الكاتب.وعلى كل فإن الكتابات السيرذاتية ليست بالنوع الجديد وهي موجة قد عرفها الغرب بعد الانتشار الهائل الذي عرفته اعترافات روسو والتي نشرت عام 1782 ولم تكن سمعتها بالطيبة دائما وهناك من شن هجوما عليها خصوصا بعد انتشارها على المستوى الغربي كالنار في الهشيم فنجد مثلا الناقد دانيال مندليسون وآخرون في كتابهم الجامع: نهاية الرواية وبداية السيرة الذاتية وقضايا أخرى والذي ترجمه: حمد العيسى يعتبرون الكتابات السيرذاتية [مثل الكشف غير اللائق والمنحط لخفايا النفس وعن الخيانات غير المستساغة وممارسة الكذب الّذي لا مفر منه ولمسات الخداع] بل وذهبوا إلى أبعد من ذلك واعتبروا هذا النوع من الكتابات عارًا على [الأنواع الأدبية الأخرى الفلسفة والتاريخ والرواية والشعر...إلخ] وكما قلت من قبل بين المؤيدين والمعارضين لهذا النوع من الكتابات تظل قناعات الكاتب الحَكَم النهائي في انتهاجها أو تفاديها.


* تُتقنين الفرنسية كالعربية تماما؟ هل فكرت بالكتابة بلغة موليير ولماذا؟
بين اتقان لغة ما بنسبة معينة والكتابة بها فارق شاسع جدا لأن الاتقان يعني الالمام بقواعد لغة ما وثقافة شعبها الماما واسعا وحتى الترجمة من لغة إلى لغة أخرى مهمة صعبة جدا خصوصا حينما يتعلق الأمر بالترجمة الأدبية ولذلك حاليا أكتب باللغة العربية التي تسمح لي بالتعبير عما أشعر وأفكر فيه بشكل أحسن من التعبير بلغة أخرى وأكتفي بقراءة ترجمات كتاباتي بالفرنسية والانجليزية وفي هذا السياق لا يفوتني أن أشكر كل من قام بترجمة هذه الأعمال وصبوا فيها معارفهم الترجمية وكفاءتهم وقلوبهم فقد تمت ترجمة كتاب: همسات (Whispers) إلى الإنجليزية من طرف الدكتورة: سهام روابح من باتنة والتي ناقشت منذ أشهر رسالة الدكتوراه في بريطانيا أما المجموعة القصصية: تاء الوجع فقد ترجمها إلى الإنجليزية الدكتور علي الغرباني (The HER pain) والذي أنهى رسالة الدكتوراه كذلك مؤخرا في ماليزيا . أما ترجمة هذه الأخيرة أي المجموعة القصصية: (Meurtrissures Féminines) ومجموعة الخواطر: (Murmures) إلى الفرنسية فقد كانت من أداء المترجم الفرنسي: (Irénée Preira) وهو مترجم كان في الأصل مسيحيا ثم دخل إلى الإسلام منذ سنوات ولأن الترجمات الفرنسية التي كانت توضح وتشرح الإسلام لم تكن مقنعة له فقد اتخذ قرار الرحيل إلى مصر لتعلم اللغة العربية وهو القرار الذي جعله يكتشف الحضارة الإسلامية بالإضافة إلى اللغة العربية والتعمق فيها إلى درجة الاتقان الذي نفتقده حتى في أقسام اللغة العربية عبر الدول الإسلامية ودون لَكْنة كذلك وتزوج من امرأة مصرية رائعة وقد أبهرني سماعهم يتحدثون باللغة العربية الفصحى بشكل دائم في البيت بينهما وبين أبنائهم ربي يحفظهم جميعا وبقدر ما أفرحني ذلك فقد ذكرني بالواقع المحزن للغة العربية في بلدانها والتي كان من المفروض أن يتقنها أبناؤها كما أتقنها الأولون لكن للأسف حتى التقدم التكنولوجي قد ساهم في تشويه توظيف العربية ونسيان قواعدها وطغيان مسوخ من التوظيفات اللغوية التي تجمع بين فصائل اللهجات المختلفة واللغات الأجنبية وعلى رأسها الفرنسية والانجليزية تأثرا وتبعية للغرب من جهة وتراجع الاهتمام بالعربية الفصحى وعلوم القرآن من جهة أخرى.


* من يقرأ لسعيدة يُحس بنبرة الحُزن الداخلي والغُربة وغيرها من المشاعر التي ترجمتها بعض كتاباتك؟
ـ نبرة الحزن في كتاباتي طاغية نعم وليست هذه أول مرة أتلقى هذه الملاحظة...هي مستوحاة من تجاربي وحياتي العائلية التي لم تكن كما يرجوها أي طفل عادي وتلك الظروف قد تركت بصمتها بطبيعة الحال وما يُطبع في الطفولة لا يمكن الانعتاق منه مهما مر الزمن للأسف ويظل مُصاحبا للوجدان طيلة حياة الانسان وحتى تجارب المقربات إلي لم تكن دائما بالسعيدة لذا استحال عليّ تجنب هذا اللون في الكتابة.


* فلسطين جريحة ومُتألمة إخواننا هناك يتألمون ويموتون وكالعادة صمت دولي قاتل وعربي مفضوح أمام الاجرام الصهيوني؟ ما هو الحل في رأيكللملمة الشتات العربي وإنقاذ ما تبقى من فلسطين وكرامتنا الاسلامية؟
ـ فلسطين هي ترمومتر الايمان على الأرض وتحكي واقع الأمة عبر كل مراحلها فكلما ساد شرع الله في الأرض عادت فلسطين إلى حكم المسلمين وكلما رُكن شرع الله وقعت بين أيدي الاحتلال واليوم تشهد الاحتلال الأقذر على وجه الأرض ومنذ بداية الحياة البشرية وستظل في قبضتهم ما بقي المسلمون غرباء عن دينهم وإن كنا نشهد صحوة واعية في السنوات الأخيرة إلا أنها صحوة جزئية وغير موحدة ودون قيادة واعية خصوصا مع عمليات تقتيل وسجن العلماء الذين يُعوّل عليهم من طرف الأنظمة الظالمة والمحتلة بالوكالة للبلدان الإسلامية...ويبقى الغد مفتوحا على كل الاحتمالات.


* من يستطيع أن يقول عن الكاتب أنه موهوب؟ القارئ الكاتب أم الزمن؟ وما رأيك في ظاهرة الكتابات الشبابية؟ هل هي سليمة أم تحتاج للمُراجعة والغربلة؟
ـ أعتقد أن الزمن كفيل بغربلة نوعية الكتّاب للإبقاء على من يصلح للبقاء ودفن من لا يستحق لأن واقعنا الثقافي حاليا يُبجّل التفاهة أكثر على حساب القيم الإنسانية والأخلاق وحتى اللغة لم تسلم من التفكير التجاري لأغلب دور النشر والتي لا تُكلف حتى نفسها عناء تصحيح الأعمال التي تُقدم لها للنشر قبل طبعها فأصبح كل من هب ودب يكتب وينشر ويُعدون جيوشا من الأصدقاء المشابهين لهم لمدح أعمالهم والاشهار لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل السمعية البصرية والتي تكون تافهة وفارغة من أي معني في أغلب الأحيان إلا ما رحم ربي وهذه النكبة قد انتقلت إلى من هم من النخبة للأسف فأصبحت المجاملات المتبادلة والنشر بمقابل مالي أو إشهاري واقعا سائدا للأسف... أكتب عن كتابي وسأكتب عن كتابك أنشر لي في المجلة التي أنت مسؤول فيها وسأنشر لك في مجلة لمعارفي أدعوني لحضور ملتقى أو تظاهرة ثقافية وسأفعل بالمثل ....وهكذا انتشرت الرداءة والتفاهة...وأصبحت السيادة لهما في ظل السيادة العالمية للتفاهة وانحطاط الأخلاق على كل المستويات.


* الانتماء في روايات مالك حداد (دراسة على ضوء سيمياء الأهواء) هو عنوان رسالة الدكتوراه التي سترى النور قريبا بإذن الله هل من الممكن أن تقدمي لنا لمحة عن هذا الموضوع الشيِّق؟ ولماذا اخترت مالك حداد وليس كاتبا آخر؟
ـ بالنسبة لموضوع رسالة الدكتوراه والتي تم تسجيلها بجامعة الحاج لخضر ب باتنة والتي تحمل عنوان: (الانتماء في روايات مالك حداد دراسة على ضوء سيمياء الأهواء) فهي تكملة لدراسة سابقة بدأتها أثناء مرحلة الماجستير بجامعة مولود معمري بعنوان: (سيمياء الانتماء في رواية: الانطباع الأخير ل: مالك حداد) والتي تُوجت بمناقشتها عام 2010 وكلا الدراستين تحت إشراف الدكتورة: آمنة بلعلى وتوجيه الدكتور جاك فونتاني أثناء مرحلة الماجستير والبحث فيها عن عوالم الهوية في الرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية خصوصا وأن الاختلاف قائم بين النقاد حول هويتها باعتبار اللغة الموظفة والتي بسببها قام بعض النقاد بإقصاء الهوية الجزائرية عن هذا الكم الإبداعي الهائل باعتبار أن أصحابها قد وظفوا لغة المحتل الفرنسي وهذا ما يجعل التساؤل يتسع ليضم تساؤلات أخرى حول مكونات الهوية: الرقعة الجغرافية المشتركة التاريخ المشترك الدين المشترك بالإضافة إلى اللغة بطبيعة الحال والارتكاز على هذه المكونات واعتبارها مُحددات للهوية يُقصيها عن كثيرين لمجرد الميلاد مثلا على أرض مختلفة واستعمال لغة القوم الذين يتواجد بينهم ويثبت علامات استفهام حول من يتشارك أغلب هذه المكونات ويختلف في مكوّن آخر كالدين مثلا وهذا إشكالية لا أزال أتساءل حولها إلى اليوم خصوصا وأنها فتحت المجال لمتاهة من التساؤلات الأخرى التي تمتد لتُصرح بزيف كثير من المعلومات التي درسناها سواء في التاريخ أو الجغرافيا أو الخلط بين مختلف الفرق الدينية وعوامل أخرى تزيد القضية تعقيدا خصوصا في ظل ما يعيشه العالم اليوم من صراعات عرقية ودينية وجغرافية وعسكرية وفكرية....إلخ ونموذج مالك حداد يُلخص هذه الإشكالية المشتتة بين علوم إنسانية مختلفة وأصبحت قضية الساعة الكبرى في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم والتي تسير بنا إلى غد مجهول المعالم.


* الإنسان زائل ولا تبقى منه إلا كلماته؟ لك حُرية الكلام وختم هذا الحوار؟
ـ الكتابة ليست بترف ولا نشوة رؤية الاسم الشخصي على كتاب ما فهي مسؤولية تظل مُرافقة للكاتب أثناء حياتهوبعد موته إلى حين الوعد الحق وهذه المسؤولية قد لخصها الامام الشافعي رحمة الله عليه في بيتين شعريين يقول فيهما:
وما من كــــــــــــــــاتب إلا سيفنى ويُبقي الدّهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء يســــــــرك في القيامة أن تراه
في 2021 تعاملت مع دار قيرطا للنشر والتوزيع بقسنطينة لإصدار الكتاب المترجم الأخير: (Murmures) وقد فاجأتني صاحبتها بالاحتفاء المميز الذي استقبلت به هذا العمل على الرغم من أنه كتاب واحد وليس عدة كتب كما سبق وأحاطته بكم من الاشهار على وسائل التواصل الاجتماعي والجرائد وهو الأمر الذي لم أتوقعه ولم أنتظره وتشجيعاتها المستمرة والصادقة قد فتحت المجال لأحلام أخرى لإصدار كتب ظلت أفكارها حبيسة نفسي منذ سنوات بسبب الخيبات السابقة مع دور النشر التي تعاملت معها ولهذا لا يمكنني أن أفيها حقها من الشكر على كل الدعم الذي قدمته لي والذي لم أتوقعه صراحة ولها مني جزيل الشكر والامتنان ولقسنطينة أن تفتخر بهذه الدار الناشئة والجادة ولجامعة قسنطينة أيضا حيث درست فيها وأنشأت هذا المشروع الذي تعقد عليه الآمال لنشر الأعمال الهادفة والراقية من حيث الشكل والمضمون.
حاورتها: و. ح