أدهم الشرقاوي مُلهمي في الكتابة

الأحد, 20 نوفمبر 2022

الأديبة داشر شيماء في حوار خاص:
أدهم الشرقاوي مُلهمي في الكتابة

* مُشاركتي في معرض الكتاب مع دار قيرطا حُلم جميل عشتُه

طموحة ومُتفائلة تعتبر القلم رفيق دربها وسلاحها لمواجهة الأزمات والعواصف التي تعصف بها بين الفينة والأُخرى حالمة بمُستقبل زاهر البيطرة وعلم النفس من بين التخصصات الجامعية التي تطمح إليها وهي الطالبة بالصف الثالث ثانوي شُعبة علوم طبيعية إختارت هرمونا من هرمونات السعادة عنوانا لكتابها الأول الصادر عن دار قيرطا للنشر والتوزيع بقسنطينة.

* ماذا تعني الكتابة لداشر شيماء ومتى كان أول موعد لك مع الكتابة؟
ـ الكتابة هي عالمي الثاني حيث أخلو بأفكاري وأحاسيسي وأتنقل بين أركانه بحرية تامة دون قيود أو ردود وهي المتنفس الوحيد من كل ضغوطات الحياة كذلك هي وسيلة للتعبير عن الذات ومبتغياتها وأدات لإيصال الأفكار وتغيير بعض المعتقدات بواسطة الكلمات فقد حيث أن إجتماع الكلمات والأفكار كفيل جدا بتغيير العالم فالكتابة لا تعني فقط إخراج المكبوتات والكاتب ليس فقط جملة من الآلام والأحزان. وإنما الكتابة كنز كُّرم به المرءليصنع التغيير بإستغلال تلك الأحاسيس المرهفة والواقع الجميل. فإمتلاك الكلمة يعني إمتلاك الحكمة وهذه الأخيرة هبة من عند الله يهبها لمن يشاء من عباده.

* كتاب سيروتونين كان أول إصدار أولا لماذا هذا العنوان؟ وكيف جاءت فكرة مخطوطك الأول؟
. أول موعد لي مع الكتابة كان مذ أن لمست أناملي القلم في المرحلة الإبتدائية إذ كنت أتنغم بسماع الكلمات الجديدة ذات الوقع الغريب وأتوق لإعادة صياغتها بطابعي الخاص في حصة التعبير الكتابي لأتحصل بدوري على العلامة الكاملة رغم أنها مادة نسبية حيث أُبدع وأترك المجال لمخيلتي أن تسبح بي في عالم الخيال لصنع أحداث وتصورات لا مثيل لها فتجتمع كلها تحت سيادة قلمي وكلماتي وتولد بدورها كتاباتي. هنا يكتمل موعدي وتبقى روحي على وعد مع موعد آخر في كل مرة مع مرور السنون. قبل معرفة ماهية تسمية أول مولود أدبي لي بهذا الاسم يجب معرفة معنى هذا العنوان في الأصل فبفهم العناوين تتضح الأقاويل. 
سيروتونين هو هرمون مسؤول عن الشعور بالسعادة لفترة طويلة والشعور بالرضا والراحة النفسية حيث يعزز أو يفرز عند تحقيق الذات وبلوغ مكانة مرموقة فتزداد ثقة المرء بنفسه وتزداد عزيمته لتقديم الأفضل في مجتمعه ومحيطه ومن هذا المنطلق أردت تجسيد معنى هذه الكلمة في محتوى الكتاب والتفصيل أكثر في الخواطر حيث كل خاطرة تصب في رسالة مفادها أنه ما بعد العناء سيأتي الرضا لا محالة وبعد الفشل يأتي النجاح... وأنكل تلك الاشياء الإيجابية هي مجرد مجموعة من القرارات تبدأ من الأحاسيس وصولا للأفعال بعمل الهرمونات فقط. فكل هرمون هو مسؤول عن سعادة أو تعاسة أي شخص في الحياة فنلتمس بدورنا قدرة الله عز وجل في خلقه. 
بصراحة كنت وفي الطفولة أحلم أن اصبح كاتبة يوماً ما من شدة تأثري بقناتي المفضلة سبيستون (قناة شباب المستقبل) إذ كنت أُشاهد وبشغف أفلام الكاتبتين ( جودي أبوت) و ( ايميلي) فأتوه في أرض الأوهام وأحدث نفسي متى يا ترى؟ لكني ظللت مستبعدة للأمر ظناً مني أنه أمر شبه مستحيل فمرت بعد ذلك السنون حتى رجع ذاك الصوت الذي بداخلي بالنداء مجدداً : إنه لم يتبقى لي من طفولتي سوى حلم الطفولة والقليل من الشقاوة فهل أحقق ذلك قبل سن الرشد  لممت بعضاً من خواطري وأعنته بقليل من شغفي في مادة العلوم الطبيعية ورغبتي الجامحة في ترك بصمة لي في هذا العالم قبل الكِبر لأصنع منهم مزيجا أدبيا وعلميا في الآن ذاته واخرج بالنتيجة التي بين أيديكم رغم بساطة الكتاب إلا أن تحقيق الحلم كان بالنسبة لي هو أكبر هدف. فسبحانه إذا أراد شيئا لعبد من عباده فإن يقل له كن فيكون.

* شيماء الطالبة سنة ثالثة ثانوي لماذا إخترت هذا التخصص العلمي؟ وهل كان عن حُب وإقتناع؟
كان إختياري للتخصص العلمي كما ذكرت سابقاً من دافع شغف وحب لمادة العلوم الطبيعية والحياة تحديداً. فهي مادة لا تُمل ولا تُكتمل وتحتوي كم هائل من المعلومات والمتعة التي لا توصف وذلك في جميع مستويات التعليم بصفة عامة أعلم أنه من المثير للإستغرابأنه كيف لكاتب وأديب أن يميل للتخصص العلمي! مع أن المتعارف عليه هو وجوب ميله للشعب الأدبية والفنية لأن ذلك أقرب لمجاله ويفتح له آفاق أوسع ولكن من الخطأ إعتبار التخصص العلمي بعيدا كل البعد عن المجال الأدبي فمادة العلوم الطبيعية بصفة خاصة تتعامل بمبدأ المقاربة بالكفاءات العلمية والنحوية والإملائية والكتابة هي جزء لا يتجزأ منها. فمعرفتك للقدر الكافي من المصطلحات والكلمات المتنوعة يزيد جمال النصوص العلمية ومع كل خطأ كتابي يخصم جزء من النقطة في كل وضعية و أنا كشيماء أتعامل مع الكتابة كهواية والأدب كحس فني جميل فكلاهما وسيلة لإيصال الأفكار العلمية والإجتماعية والفنية وغيرها بطريقة منمقة وسلسة لا تجعل القارئ يتلقى المعلومات فقط وإنما يشعر بها ويعيشها..


* لمن تقرأ شيماء في الأدب الجزائري والمشرقي ومن هو مُلهمك في الكتابة؟
في الأدب الجزائري قد قرأت للكاتب والمفكر مالك بن نبي البعض من المؤلفات ك مشكلة الثقافة وغيرها... حيث تعجبني طريقته في معالجة قضايا المجتمع المعاصر كذلك أميل لقراءة كتب التنمية البشرية لإبراهيم الفقي المتنوعة وكل ما أراه يدعو للتغير والغيير لحياة أفضل. بالإضافة إلى الأدب الغربي ( الأوروبي) من روايات وكتب تطوير الذات. 
أما عن ملهمي في الكتابة هو الكاتب أدهم الشرقاوي إذ أجد أُسلوبه سلس وبسيط وتعدد أفكاره ووضوحها إذ تحاكي الواقع المعاش وتلامس القلوب. ومنه يزداد شغفي للكتابة أكثر لأصل إلى إتقانه وجمال نصوصه ومهما تعددت الكتب من ثقافات وأفكار تبقى القراءة هي رياضة العقل توسع مداركه وتجعله منفتح على العالم.


* مشاريع شيماء في الحياة العلمية والإبداعية؟
والله حالياً لا أُفكر سوى في التعليم العالي وإكمال المسيرة على أكمل وجه والتحصل على الشهادات العليا أولاً في الحياة العلمية ومن ثم التوجه لحياة التنفيذ والتخطيط للمشاريع الإبداعية سواءًا بالاعتماد على القاعدة التعليمية أو دونها.
أما من الناحية الإبداعية بحد ذاتها فأنا في قيد تزويد جعبتي بمعلومات أكثر والبحث والتدبر في مجال التنمية الذاتية وسيكولوجية العقل البشري وبطول الأعمار فأكيد يوجد بحوزتي العديد من الأفكار والمشاريع المستقبلية من مؤلفات وغيرها تكون قيّمة وأكثر حيوية من سابقاتها. فمادمنا على قيد الحياة فلا يزال الحلم قائماً ولازلنا نمتلك شعلة التغير والتغيير.


* مُشاركتك في فعاليات معرض الكتاب الدولي بالعاصمة مع دار قيرطا للنشر والتوزيع كيف تصفينها وأهم مشهد بقي راسخ في ذاكرتك في جلسة توقيع كتابك؟
مشاركتي في فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالعاصمة مع دار قيرطا للنشر والتوزيع كانت بمثابة حلم جميل عشته والحمد لله الذي رزقنا اياه وأنا بدوري أُصنفها من أجمل اللحظات وأروع السويعات التي مرّت كمرور الثواني لكنها خلدت ذكراها في ذاكرتي لا مفارقٌ ومن أجمل المشاهد التي شهدتها في جلسة توقيع كتابي كانت حين أقبل نحو طاولتي زائر فسألني عن ماهية الكتاب وغيرها من أسئلة تتعلق بالعنوان ومعناه .. حتى أجده يعلم كل كلمة أُريد قولها ويفوقني عِلما به فإستغربت من ردود فعله فإذا به يُريني بطاقته فهو طبيب نفسي خاص بالأطفال ويدرس خواص هذا الهرمون سيروتونين منذ زمن طويل فسررت حين وجدت شخص بمكانته لديه نفس أفكاري وإزددت سعادة عند إقتنائهلعدة نسخ من الكتاب قائلا أنه سيأخذه لمرضاه الأطفال وبصفة عامة كانت الأجواء تستحق العناء بالإضافة لإبتسامة وحسن إستقبال السيدة الناشرة وطيبة المؤلفين كذلك. وفقكم ووفقهم الله لما يحب ويرضى..


* التخصص الذي تريدين دراسته في الجامعة ولماذا؟
لم أُقرر بعد ما نوع التخصص الذي سأدرسه في الجامعة مستقبلا لأن النتيجة النهائية هي من تخصم التوجه لكني أميل للبيطرة أو الشبه طبي وعلم النفس لأن كلها مهن إنسانية بجدارة وتليق بشخصيتي المرهفة وتقديم شيء للبشرية سيكون بالنسبة لي أعظم انجاز


* هوايتك المُفضلة في الحياة؟
هوايتي المفضلة هي القراءة والكتابة بكل تأكيد بالإضافة لحب الطبيعة القهوة القطط المطر الغروب. فالهواية في الحياة هي مجرد الإستمتاع بلحظات الحياة.


أُس* تاذ تأثرت به وترك أثرا في حياتك؟
كان لجميع الأساتذةالكرام الفضل في ترك بصماتهم عبر مسيرتي الدراسية إلا أني أذكر معلم الإبتدائي (ل. ح) أطال الله في عمره هو من علمني أولى الأحرف والكلمات ومهد لي السبيل في حب لغتي الأم. بالإضافة لأستاذ المتوسط الذي علمني من لدنه حكمة أقتدي بها وهي: (يظل الإنسان في هذه الحياة كقلم الرصاص تبريه العثرات ليكتب بخط أجمل ويبقى هكذا حتى يفنى القلم فلا يبقى له إلا جميل ما كتب).


حاورتها: ح و