ضوء أحمر للعيد

  • PDF


بقلم: أمجد عرار*
عندما نتابع منحنى الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في عديد من البلدان بعد مرور قرابة السنة ونصف السنة على تفشّيه نلحظ معركة صعبة بل حامية الوطيس مع عدو شرس ونستنتج أن هذه المعركة أسلحتها متعددة ومتزامنة بحيث لا يمكننا أن نركن لاستخدام هذا السلاح أو ذاك منفرداً وننتظر نتائج إيجابية.
منذ بداية الجائحة بات واضحاً أن السمة الأبرز فيها هي الجماعية إذ إن المرض يتفشى سريعاً بالتوازي في كل مجتمع وفي كل المجتمعات وبالتالي يغدو التعافي جماعياً أيضاً وبالتوازي. لقد بات مؤكداً أن السلاح الأكثر نجاعة في هذه المعركة هو اللقاح.
فالدول التي بلغت فيها نسبة التطعيم مستويات عالية تراجع فيها الوضع الوبائي بصورة كبيرة وبعضها يقترب من التعافي. لكن الآمال تتركز على الوصول إلى عالم متعاف من هذا الوباء الذي يحتاج نسبة تطعيم أعلى من النسب المعروفة تاريخياً والأمر مرتبط بالانتشار وليس بخطورة المرض وهو استنتاج ذهب إليه خبراء بعضهم رأى أن نسبة التطعيم ينبغي أن تتجاوز 90 ليصبح التعافي واضحاً.
المؤكد أن اللقاحات بمختلف أنواعها تقي من التطورات الخطيرة للإصابة بما في ذلك الأعراض الشديدة والحاجة للمستشفى وبدرجة أولى التسبب بالوفاة.
وطالما أن اللقاح لا يمنع حمل الفيروس ونقله فإن الالتزام بإجراءات الوقاية لا يجب أن يخضع للتراخي من جانب المطعّمين وإن الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين يجب أن يبقى هو الأساس في سلوكنا.
نحن على أعتاب عيد الفطر المبارك لكنه يتجدّد في ظل الجائحة ما يعني إشعال الضوء الأحمر مجدداً. علينا أن نتذكر أن الذين نحبّهم قد نفقدهم في لحظة عاطفية خالية من المسؤولية الواعية. لدينا البدائل متمثّلة بوسائل التواصل صورة وصوتاً علينا أن نلجأ إليها حتى لا نقول: من الحب ما قتل.