رسالة نتنياهو من تحت الأقصى

  • PDF

بقلم: فتحي أحمد
جاء اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الأسبوعي من نفق تحت المسجد الأقصى المبارك بمثابة رسالة للعالم أن دولة الاحتلال ماضية في سياستها المتعلقة بالقدس على صعيد تهويدها وتحويلها كمستوطنة لليمين الصهيوني.
جاء ذلك بعد تصريحات أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في نيويورك والتي جاءت على هامش الاحتفال بيوم النكبة للشعب الفلسطيني هو تحصيل حاصل فهي خلاصة تاريخ له جذوره منذ الأزل وهو حق لا يقبل المساومة حينما قال لا وجود لإسرائيل في القدس وغيرها لم يكن يتكلم مجرد تعبئة فراغ في جمل أو لمجرد جهل في الجغرافيا والتاريخ تأريخ اليهود في فلسطين تاريخ عابر ولم يأتوا لفلسطين وهي خاوية على عروشها كما ادعوا أنها أرض بلا شعب لشعب بلا أرض بل جاؤوا وفيها شعبها الكنعاني الأصيل الذين هم عمروها وشيّدوا فيها حضارتهم ومدينيتهم وثقافتهم إذن لماذا حلق نتنياهو بعيدا عن الحقيقة؟
لقد أثبتت الحفريات الإسرائيلية وغيرها تحت الأقصى وفي المكان الذي عقد فيه اجتماع مجلس الوزراء حقيقة مفادها لا يوجد هنالك ما يثبت أن لليهود وجودا يستحق بل وجدوا عكس ما في فكرهم جميع الشواهد والمعالم في الأرض وتحت الأرض ما هي إلا دلائل تثبت بإسلامية الأرض وعمقها العربي تقول إصحاحاتهم إن العلاقة بين فلسطين واليهود هي علاقة عضوية حتمية فإن هذا يعني أن الأرض اليهودية ستظل خراباً ومهجورة في حال تم فصل الشعب المقدس عن أرضه المقدسة.
وهذا الشعب نفسه سيظل في حالة من الاغتراب والحزن والفساد والانحطاط إن ظل بعيداً عن الأرض فالأرض تكتسب الحياة من الشعب والشعب يكتسب الحياة من الأرض هذا هو مفهوم الخلاص في الفكر الصهيوني فمركز العالم حسب تفسيرهم هو أرض إسرائيل ومركز التاريخ هنالك يقف الشعب اليهودي وسط أرض إسرائيل تقف أورشليم وفي وسط الشعب يقف الأنبياء والملوك والكهنة وفي وسط أورشليم يوجد الهيكل وتابوت العهد.
*توجه اليمين
من هنا علينا أن ندرك ما هو توجه اليمين الديني والصهيوني معاً وحجم خطورة هذا الطرح الفكري المتصلب لم يكن تصريح رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو مجرد رده على الرئيس أبو مازن فحسب ولكن خرج في تصريح متلفز ليعلن للعالم أن إسرائيل أقدم من لندن وباريس والولايات المتحدة الأمريكية بهذا يكون نتنياهو قد جدد وضع النقاط على الحروف وذكر العالم بنواياه السلبية تجاه القضية الفلسطينية أي بمعنى كش ملك .
*قمة جدة
ثمة ملاحظة أخرى ربما تستحق الذكر في هذا السياق وهي أن رسالة زعيم دولة الكيان جاءت بعد اجتماع قمة الدول العربية في جدة فرغم تبني القمة وتجديدها لدعم القضية الفلسطينية ووقف المجازر ضد الشعب الفلسطيني ووقف تهويد القدس وغيره إلا إن هذا لم يفت في عضد نتنياهو وكأنه يقول للعالم قراراتكم مجرد حبر على ورق ونحن ما زلنا نقول لكم إن فلسطين والقدس هي أراض يهودية لهذا يتمسك في ورقة اليمين الديني.
وقد صرح قائلاً: هذه الحكومة أي اليمينية المتطرفة سوف تستمر وفعلاً باتت هي الورقة الوحيدة في يده التي يناور بها كطوق نجاة وصمام أمان له من محاكمته في قضايا الفساد التي وجهت له لهذا يسعى اليمين الحاكم في إسرائيل لابتزاز نتنياهو أكثر ووفقا لقناة كان التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية فإنه من المتوقع أن توافق الحكومة في الاجتماع على ميزانية حوالي 17 مليون شيكل (4.66 مليون دولار) لتطوير وبناء أنفاق الحائط الغربي من بين أمور أخرى لصالح الكشف عن مكتشفات أثرية والحفاظ عليها وتحسين البنية التحتية في المنطقة
كما يضغط اليمين الديني على رئيس الحكومة لزيادة موازنة المدارس الدينية التوراتية وهذا بحد ذاته زيادة في حجم التطرف داخل الكيان وسوف تحصل أحزاب التطرف الديني الصهيوني على ما تريد.
مجمل الكلام ثمة عدة رسائل تحملها الطغمة الحاكمة في إسرائيل من ضمنها ما تفوه به نتنياهو حول القدس وأحقية الصهاينة فيها وما جاء به بن غفير خلال جولته في باحات المسجد الأقصى حيث قال نحن المسؤولون هنا. يسعدني الصعود إلى جبل الهيكل المكان الأكثر أهمية للشعب اليهودي في إشارة إلى الحرم القدسي حسب التسمية اليهودية التوراتية بهذا تكون الصورة قد وضحت وأصبحت جلية فهم يريدونها حرباً دينية بكل المقاييس وقلب الحقائق والإمعان في تهويد المدينة المقدسة بكل السبل والطرق.
لا يوجد في إسرائيل اليوم من يحاسب بن غفير أو يمنعه من اللعب بالنار فرغم تصريحات يائير لبيد رئيس وزراء إسرائيل السابق وزعيم المعارضة الإسرائيلية قبل فترة حيث قال: من عهد بمسؤولية المسجد الأقصى لإيتمار ابن غفير وزير الأمن القومي يعلم أنه سيؤدي إلى كارثة. فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحتاج بشدة إلى دعم اليمين ليبقى يتسيّد المشهد السياسي في إسرائيل رغماً عن أنف المعارضة.