عادات سلبية تفسد الوجه العمراني للأحياء الجديدة

  • PDF

نشر الغسيل والخردوات يشوّهان العمارات  
عادات سلبية تفسد الوجه العمراني للأحياء الجديدة

تسعى الدولة بكل مجهوداتها إلى تحسين الوجه العمراني للمدن عن طريق النسق الهندسي الجميل للأحياء وهو ما تعكسه الأحياء الجديدة التي أبهرت العيون بالنظر إلى بنائها المتناسق وشقها الحضاري الجميل وتوفير مختلف الضروريات وحتى ساحات لعب الأطفال كانت مهيأة إلى جانب الحدائق لكن دائما يد المواطن تتطاول من أجل إقحام جوانب سلبية على تلك الأحياء وهو ما نجده في بعض العادات غير الحضارية التي شوهت مناظر العمارات بالأحياء الجديدة.

نسيمة خباجة 

نجد من تلك المظاهر السلبية نشر الغسيل عبر الشرفات من دون أن ننسى الخردوات المتنوعة فيما راح بعض المواطنين إلى إعادة النسق العمراني بإعادة بناء الشرفة المفتوحة على الهواء وإلحاقها بإطارات الألومنيوم وعلى الرغم من بعض الحرية التي يمتلكها الشخص في سكنه إلا أن الأمر يكون سلبيا إذا مست تلك الملحقات الوجه الجمالي للعمارة وهو ما نلاحظه في الآونة الأخيرة بحيث يختلف كثيرا الحي قبل السكن فيه عنه بعد السكن وإقامة السكان بحيث يكون الحي نظيفا ومرتبا يبهر أعين المارة إلا أنه سرعان ما تتلاشى تلك الصور الرائعة بعد الإسكان بحيث تظهر الخردوات والألبسة من بعيد عبرالشرفات  لاسيما وأن أغلب الأحياء هي على حواف طرقات رئيسية بعد أن كانت معظم  مشاريع السكن خارج العاصمة. 
فمن العادات السلبية لدى العائلات تجفيف الغسيل بشرفات العمارات وهي عادة غير حضارية البتة وكانت فيما سبق من الأمور الممنوعة إذ قبل سنوات كان يحضر نشر الغسيل عبر العمارات بعد منتصف اليوم إلا أنه في الوقت الحالي ومع تطور مشاريع السكن تراجع ذلك الإجراء مما أظهر أغلب الأحياء الجديدة في صورة مشوهة بالغسيل والخردوات على مستوى الشرفات أما الهوائيات المقعرة فيتفاوت حضورها بين بعض الأحياء وتنعدم في أحياء أخرى التي تتزود فيها العمارات بنظام البث الهوائي الموحد.
ويجمع الكل أن تلك المظاهر هي سلبية وتشوه المنظر العام للأحياء الجديدة وهو ما يعكسه حي عين المالحة أو المعروف بـ(واد الكرمة) التي انطلقت فيها عمليات الإسكان وتم جلب بعض العائلات إليه وبدأت المناظر المشوهة تزور الحي مباشرة بعد إسكان العائلات التي تعد على الأصابع بحيث كان الحي رمزا للنظام والجمال وما أن استقبل بعض السكان حتى راح البعض يعيد بناء الشرفة على هواه وآخر يملأ الشرفة بالخردوات التي تظهر للعين المجردة من الطريق السريع دون أن ننسى الملابس متنوعة الأشكال والألوان والتي تظهر من بعيد وهي كلها مناظر وللأسف من صنع المواطن ويرفضها المواطن نفسه وينتظر وضع إجراءات للقضاء عليها في القريب العاجل.
وكان والي العاصمة ومنذ حوالي سنة شرع في تطبيق إجراءات  تهيئة العمارات ببلدية الجزائر الوسطى وما جاورها حيث أكد الوالي زوخ على أن عمارات العاصمة ستصبح بواجهة موحدة وسيمنع تركيب الهوائيات المقعرة ونشر الملابس على الأسطح بسبب المنظر المشوه لوجه العاصمة والتي تسعى السلطات إلى إعادة بريقها ووجهها ناصع البياض.
لكن يبدو أن الأمر يحتاج إلى سنوات خاصة وأن المواطنين ألفوا الحرية الكاملة في بيوتهم دون أي  قيود لكن الأمر يتوقف عند المساس بالوجه العمراني للأحياء بل القضاء عليه برمته من خلال التوصيلات والبناءات العشوائية التي يلحقها المواطن بالشرفات دون أدنى منع من طرف السلطات المحلية.
فتلك الأحياء هي كنوز في يد السكان لكن يبدو أن بعضهم خرقوا العهد وراحوا إلى تشويهها بمناظر لا تليق وتقضي على جانبها الجمالي على الرغم من المساعي الحثيثة التي يبذلها والي العاصمة من أجل إضفاء النظام والحفاظ على النسيج العمراني الجذاب والمتناسق وفق أساليب حضارية تخدم المواطن بالدرجة الأولى وما عليه إلا المساهمة في تطبيق تلك البرامج والأهداف ولعل أبرز مثال الحدائق الجميلة التي تزين العاصمة منها نافورة تافورة التي تخطف الأنظار بعد أن حولت المحطة التي كانت تجلب المنحرفين واللصوص إلى فضاء طبيعي جذاب ملحق بكافة الضروريات للراحة والاستجمام إلى جانب الشروع في تطبيق حاويات جديدة للنفايات تحت الأرض وكانت أول تجربة ببلدية محمد بلوزداد وهي نفايات حضارية بمعنى الكلمة نتمنى أن تُعمم على كافة بلديات العاصمة لتكون الجزائر البيضاء فعلا بيضاء ويكون بياضها ناصعا لا تشوبه أي شوائب.