فلوكة المولد احتفال خاص بالمولد النبوي الشريف

  • PDF

تتمسك به العائلات الشلفية
فلوكة المولد احتفال خاص بالمولد النبوي الشريف
أحيت العائلات الشلفية مناسبة المولد النبوي الشريف وسط أجواء احتفالية استحضرت فيها سيرة الرسول وأخلاقه ورسمت البسمة على وجوه الأطفال بطقوس خاصة ترسخ لعادات وتقاليد تتوارثها الأجيال بمدينة الشلف.
ق. م
وتتميز مدينة تنس بالشلف باحتفالية خاصة لإحياء مناسبة المولد النبوي الشريف والتي تترجم بسالة المواطنين المحليين في الدفاع عن الهوية الإسلامية والثقافية والمقومات الشخصية الجزائرية وهي ما يعرف بـ (فلوكة المولد).
وترجع أصول هذه الاحتفالية حسب أستاذ التاريخ والمرشد السياحي بمدينة تنس مروان صفطة إلى ثلاثينات القرن الماضي عندما قرر أعيان وشيوخ مدينة تنس ترسيخ الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف على هذه الطريقة كرد فعل على المحاولات
التبشيرية ومحاولات طمس الهوية الإسلامية لمدينة تنس.
وكان المعمرون بتنس يحتفلون بتمثال مريم العذراء بالصعود مشيا من قلب المدينة إلى أعلى التمثال وخشية أن ينساق شباب مدينة تنس وراء هذا التقليد المسيحي  قرر شيوخ المدينة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بجر قارب (الفلوكة) وسط المدينة من طرف الشباب متبوعا بالفرقة الفلكلورية التي تعرف بعيساوة يبرز ذات المتحدث. وأضاف أن هذه الاحتفالية تجسد معاني المقاومة الدينية والثقافية لسكان مدينة تنس ضد كل محاولات الاستعمار الفرنسي من أجل تنصير المدينة المعروفة بمعالمها الإسلامية العتيقة.
ويبدأ التحضير لهذه الاحتفالية حسبما صرح به رئيس جمعية ثقافة وآثار بتنس مروان مرزوقي منذ عدة أيام قبل حلول ليلة المولد وذلك بتزيين القارب (الفلوكة) المحفوظ بحظيرة البلدية بالأضواء وكل المنتوجات التي تعبر عن مدينة تنس وتنطلق الاحتفالية بـ (فلوكة المولد) مباشرة بعد صلاة المغرب وعقب حفل ديني يتم خلاله تلاوة القرآن وتقديم الجوائز للطلبة المتفوقين بالمسجد العتيق سيدي معيزة الذي يعود تاريخ بنائه لحوالي 12 قرن حسب ذات المتحدث.
ويجوب القارب المدينة القديمة مرورا بالميناء ووصولا إلى المدينة الاستعمارية على أن يعود إلى المسجد العتيق سيدي معيزة وسط زغاريد العائلات والأناشيد الدينية التي تمدح الرسول.
كما يقوم الأطفال الصغار بصناعة (البنارة) وهي لعبة تقليدية تحتوي على القصب وأوراق مختلفة اللون بحيث يتم تجميع المكونات عن طريق غراء تقليدي يصنع من الفرينة والماء على أن يتشكل في الأخير معين تتوسطه حبة بطاطا وهي المكان الذي
توضع فيه شمعة المولد النبوي الشريف.
وغابت هذه التقاليد عن مدينة تنس خلال العشرية السوداء ليتم إحياؤها من جديد من طرف الجمعيات والسلطات المحلية منذ سنة 2000 وتنظم دوريا كل سنة بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.