المفتاح السحري لتربية طفل مهذب

  • PDF


من القائل إن تربية الأطفال سهلة؟ بالطبع كل أم تعي جيدًا أبعاد هذه المسألة ومدى جسامتها فمن الطبيعي أن الأطفال في هذه السن الصغيرة يميلون للعب والحركة والاستكشاف ما يجعلهم يتسببون في الكثير من الإزعاج وارتكاب الكثير من الأخطاء. ولكن مع بعض العناية والتوجيه يمكنكِ مساعدة طفلكِ على أن يحسن التصرف بطريقة تصقل شخصيته وتنمي قدراته.. إليكِ فيما يلي بعض النصائح التي ستساعدكِ على أداء ذلك.

كل نظام يبدأ بوضع القواعد
لا يوجد أي نظام يمكن أن ينجح دون أي قواعد بما في ذلك نظام تربية طفلكِ ولا بد من وضع بعض القواعد والتعليمات له حتى يحظى بالتربية السليمة ومنها على سبيل المثال: يجب أن تنام بحلول الثامنة لا تتحدث بصوت عال لا تترك أغراضك مبعثرة. لكن يجب أن تعلمي أنه عندما يأتي طفلكِ إلى هذا العالم لا يعلم ماهية النظام والقواعد وهنا يأتي دوركِ لإقناعه بتنفيذها فكل أم يمكنها أن تضع العشرات من القواعد والتعليمات ولكن القليلات يمكنهن إقناع أطفالهن بتنفيذها وهي كما يلي:
- أولًا: لا بد أن يقتنع الطفل بجدوى هذه التعليمات فمثلًا: لا بد أن تنام بحلول الثامنة حتى تنعم بجسم صحي وقوي أو (لا بد من أن تغسل أسنانك كل صباح حتى تصبح بيضاء كوالديك). إذا اقتنع طفلكِ بالسبب سينفذ هذه المهام بنفسه دون الحاجة لأن تطلبي منه ذلك.
- ثانيًا: التشجيع من أهم الوسائل التي ستجعل طفلكِ يستمر في سلوكياته الحسنة ويمكنكِ ببساطة تشجيعه ببعض عبارات الثناء مثل (كم أنا فخورة برجلي الصغير الذي يرتب سريره كل يوم). فالمشاعر الإيجابية تساعدنا على المضي قدمًا خاصةً وإن الأطفال عادة ما يرغبون في الحصول على رضا والديهم.
- ثالثًا: أطفالنا ليسوا إلا مرآة لنا وعلى سبيل المثال لا يمكنكِ أن تطلبي من صغيركِ أن يتوقف عن الصياح وهو يرى والده يصيح طوال الوقت ولا يمكنك كذلك أن تطلبي منه ترتيب فراشه وأنتِ لا تفعلين ذلك. وهناك الكثير من الأفعال والعادات التي سيتعلمها صغيركِ أو صغيرتكِ منكِ لذ احرصي أن تنقلي له أفعالًا وعادات إيجابية.
- رابعًا: لا  تقسي عليه على سبيل المثال إذا بكى طفلكِ لأنه كسر لعبته أو لم يرتب أغراضه كما وعدكِ قولي له (حسنًا لقد أخطأت هذه المرة وجميعنا نخطئ لكن يجب أن نتعلم من أخطائنا وفي المرة القادمة ستحسن التصرف).
-خامسًا: عادة ما يكره الأطفال كونهم يتلقون تعليمات طوال الوقت ويمكنكِ أن تمنحي طفلكِ الخيارات مثلًا هل تفضل الرداء الأخضر أم الأزرق؟ أو هل تفضل السمك أم الدجاج لهذا الغداء؟ وفي مرحلة متقدمة يمكن لطفلكِ اتخاذ قراراته بنفسه.
- سادسًا: سيساعده تشجيعه على التجربة وتكرارها على تطوير مهارات اتخاذ القرارات وحل المشكلات ويمكنكِ مساعدته على ذلك عن طريق إسناد مهام بسيطة له مثل فرز الجوارب أو تجميع الألعاب ورصها دون أن تتدخلي أو تملي عليه الطريقة التي يمكن استخدامها للقيام بذلك.

مفاهيم لا يعرفها الأطفال
هناك الكثير من المفاهيم التي نعرفها ونعيشها يوميًا ولكنها وعلى بساطتها غير مستساغة بالنسبة للأطفال بعد ومن أهم هذه المفاهيم الصبر فعادة عندما يريد الأطفال شيئًا فإنهم يريدون الحصول عليه على الفور وإذا لم يحصلوا عليه فإنهم قد يتصرفون بشكل عصبي أو غاضب حتى يحققوا مرادهم. في هذه الحالة أسوأ تصرف هو أن تمنحيه ما يرغب به بل يتعين عليكِ في المقابل أن تعلميه فضيلة الصبر وذلك عن طريق:
- أولًا: دربي طفلكِ على الانتظار لن يتعلم صغيركِ الصبر إلا إذا اختبر مرارة الانتظار. فعليكِ إذًا على سبيل المثال عدم تقديم الحلوى التي يحبها على الفور بل اتركيه ينتظر قليلًا قبل أن تقدميها له.
- ثانيًا: عادة ما يعجز الأطفال عن التعبير عن مشاعرهم وخاصة إذا لم ترق لهم لذا يمكنكِ مساعدة طفلكِ على تحديد ماهية مشاعره والثناء عليها في حالة الصبر مثلًا (أنا فخورة بصغيري لأنه يتحلى بالصبر.. أعلم أن الأمر ليس سهلًا ولكنك رائع كالعادة).
- ثالثًا: شجعي طفلكِ على الانخراط في أنشطة تعلمه الصبر مثل تلك الألعاب التي تتطلب مزيدًا من المجهود والوقت كألعاب البناء والتركيب وألعاب الألغاز وغيرها.
- رابعا: الثناء هو الكلمة الذهبية لتشجيع طفلكِ على أي تصرف إيجابي فإذا أبدى طفلكِ أي تصرف إيجابي فاثني عليه في الحال مثلًا إذا علمت إنه اقتسم قطعة الحلوى أو وجبته مع صديقه احرصي على تشجيعه واثني على حسن تصرفه.
تذكري دومًا أن تخصصي الوقت والمساحة الكافيين لصغيركِ وألا يقتصر دوركِ على تحضير الطعام وكي الملابس بل احتفي به عندما يشاركك أي شيء مهما كان صغيرًا واستمعي له جيدًا فكثير من السلوكيات الغاضبة التي يبديها الأطفال تكون في حقيقتها طريقة بائسة للحصول على الاهتمام. وتذكري أخيرًا أن الحب والمشاركة قد تكون طريقة أفضل لتهذيب طفلكِ بدلًا من العقاب والضرب.
ق.م