أصحاب الأعراس يتحدون الوباء الفتاك

  • PDF

تجمعات وولائم في عز كورونا 
أصحاب الأعراس يتحدون الوباء الفتاك 

* تعليق عقود الزواج وارد

لازالت بعض العائلات الجزائرية تتحدى الوباء القاتل وتغامر بالأرواح رغم ارتفاع عدد الإصابات اليومية إلى أزيد من 600 إصابة إلا أن مواكب الأعراس لازالت مدوية عبر الطرقات والشوارع بأبواقها وحتى فرق الزرناجية كعادة تراثية عادت إلى الأعراس بعد غياب طويل بسبب الوباء كل ذلك التراخي وعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية أعادنا إلى نقطة الصفر لتظهر موجة جديدة بقوة خلال هذه الأيام.
نسيمة خباجة 
كانت الأعراس من التجمعات المحظورة منذ ظهور الوباء لكونها بؤرة لاحتمال انتقال العدوى ما أدى أيضا إلى غلق قاعات الزفاف وتعليق عقود الزواج عبر المصالح المختصة لعدم المخاطرة بالأرواح في ظل تعنت بعض العائلات واستمرارها في إقامة أعراسها.
وبعد انخفاض عدد الإصابات وعودة سريان عقود الزواج عادت الأعراس بقوة وكأن شيئا لم يحدث وعادت بدورها التجمعات وكل مراسيم الأعراس الجزائرية وحتى فرق الزرناجية عادت تلك التي غابت بعد ظهور الوباء فهي بحد ذاتها كعادة تفرض تجمعا للفرقة يؤدي إلى المخاطرة بالأنفس كل ذلك التسيب أدى إلى ما لا يحمد عقباه وارتفعت الإصابات من جديد بصورة تنبىء بالخطر الوشيك مما أدى إلى دق ناقوس الخطر في العديد من الولايات خوفا من حدوث الكارثة وعدم القدرة على التكفل الصحي واستيعاب الحالات في ظل محدودية الإمكانيات.


مواكب.. تجمعات واختلاط
تفرض الأعراس الجزائرية العديد من المراسيم التي ألفناها منذ زمن بعيد على غرار التجمعات والاكراميات وغيرها إلا أن تلك العادات تتناقض مع الظرف الصحي الصعب الذي نجتازه وكان التراخي وعودة الأعراس بقوة من بين الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الإصابات بحيث عادت الولائم والتجمعات ومواكب السيارات عبر الطرقات رغم استمرار غلق قاعات الأفراح إلا أن بعض العائلات عولت على اقامة أعراسها بالبيوت والأسطح فغاية تزويج الأبناء والوصول إلى الهدف المنشود أجازت كل الوسائل الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الإصابات مرة أخرى.
وهو ما نلاحظه مرارا وتكرارا بمرور مواكب الأعراس تتزعمه سيارة العروس المزدانة بالورود واختلطت أبواق السيارات بزغاريد النسوة وكان الكل ينظرون باستغراب خصوصا أن إصابات كورونا ترتفع يوم بعد يوم وتلك السلوكات من شأنها أن تضاعف الأزمة الصحية وتطيلها فمسؤولية القضاء على كورونا هي مسؤولية جماعية. 
واتجهت العديد من الولايات على غرار معسكر وعنابة وجيجل إلى منع مواكب وحفلات الزفاف وتسليط عقوبات على المخالفين للتعليمات الاحترازية. 

تعليق عقود الزواج وارد 
لا ينكر أحد أن الأعراس عادت بقوة بعد رفع التعليق عن عقود الزواج وإعادة سريانها بحيث راح العرسان إلى عقد قرانهم وانطلقت الأعراس ويبدو أن تعليق عقود الزواج مرة أخرى أمر وارد في العديد من الولايات بسبب تأزم الوضع الصحي الذي يدعو إلى القلق والى الالتزام أكثر بالتدابير الاحترازية وسبل الوقاية ومن بين الولايات التي تم فيها تعليق عقود الزواج إلى إشعار آخر ولاية جيجل بسبب ارتفاع الإصابات على مستواها بشكل ملفت للانتباه مما أدى إلى اتخاذ ذات القرار الذي يحتمل زحفه إلى ولايات أخرى في ظل ارتفاع الإصابات من اجل توقيف الأعراس التي عادت بتجمعاتها ومراسيمها وكأننا نحيا في ظروف عادية.
فالإجراءات القاسية للحد من الوباء هي خطوة لابد منها في ظل الاستهتار والتراخي الظاهر من طرف أغلب المواطنين فحتى الكمامة صارت تغيب عن أغلب الوجوه في عز الوباء.