ارتفاع منحى كورونا يعيد السوسبانس للجزائريين

  • PDF

تسجيل التزام نسبي بالتدابير الاحترازية 
ارتفاع منحى كورونا يعيد السوسبانس للجزائريين 

الارتفاع المخيف للإصابات بوباء كورونا في الجزائر أعاد مظاهر الحيطة والحذر ولو نسبياً للمواطنين بحيث عاد كثيرون إلى الالتزام التام بالتدابير الوقائية التي غابت فيما مضى كما حضرت الكمامات بقوة على الوجوه عبر الأماكن العمومية قصد الوقاية وتجنب العدوى خلال الموجة الثانية التي ضربت العالم بقوة.
نسيمة خباجة
المنحى التصاعدي للإصابات بكورونا جعل الكل يعيدون الحسابات بعد التهاون والتراخي والاستهتار الذي ادى إلى حدوث الكارثة وارتفاع الإصابات إلى ارقام مرعبة لم نشهدها منذ دخول الوباء ووصلت إلى ازيد من 800حالة يوميا.

تخوف وترقب يومي لعدد الإصابات
الموجة الثانية لوباء كورونا لم تمر بردا وسلاما على الجزائريين بحيث صنع ارتفاع الإصابات الحدث بينهم واعاد الذعر والخوف وعادت معه ولحسن الحظ تدابير الوقاية والالتزام بالاجراءات الاحترازية على راسها لبس الكمامة واحترام مسافة الامان وتجنب التجمعات وتبادل التحية من بعيد لاسيما وان الإصابات تعدت 800 حالة يومياً مما أدى بالاطباء إلى دق ناقوس الخطر تجنبا لحدوث الكارثة وعدم استيعاب المستشفيات لاعداد الإصابات المتزايدة يوم بعد يوم وصرح اكثر من طبيب للرأي العام بخطورة الوضع وضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية لتوخي المنحى التصاعدي للإصابات وارتفاعها اكثر مما ينبىء باستعصاء التحكم في الوضع واستيعاب الحالات. 
نزلنا إلى الشارع للوقوف على الوضع ومدى التزام المواطنين بلبس الكمامة واحترام قواعد التباعد فلاحظنا مدى وعي فئات واسعة من مختلف الشرائح العمرية خصوصا وان الوضع هو جد صعب مثلما اجمع عليه اغلب المواطنين تقول السيدة حميدة في العقد الرابع انها تعمل وتجبرها مهنتها على التنقل يوميا من والى مقر العمل ومع كثير من التخوف تقول انها تلتزم بلبس الكمامة منذ خروجها من المنزل وإلى غاية دخولها كما تستعمل معقمات الأيدي عدة مرات خارج المنزل وفي البيت لا تستغني عن الماء وأجود المطهرات لتنظيف يديها ويالتزامها بتدابير الوقاية نجت من حمل عدوى الفيروس رغم إصابة بعض زملائها في العمل بالوباء وأضافت أن الوضع هو جد صعب ولا نقضي على الوباء سوى بتضافر كل الجهود ولا نكتفي فقط بحساب الحالات المسجلة يومياً بل وجب التقيد بالإجراءات وشروط الوقاية للخروج سالمين وبأقل الوفيات وما حدث يكفينا فلا يجب المخاطرة بصحتنا وصحة الآخرين. 

الجلفاويون يلتزمون بتدابير الوقاية 
تعرف الإجراءات والتدابير الاحترازية التي اتخذتها السلطات المحلية لولاية الجلفة بهدف الحد من انتشار وباء كورونا في الفترة الاخيرة التزاما تاما من طرف المواطنين حسب تقرير نشرته وكالة الأنباء الجزائرية.
ومن أهم مظاهر هذا الالتزام استجابة التجار والموالين للغلق الاستثنائي للأسواق الأسبوعية للماشية حيث بدت هذه الفضاءات التجارية الكبرى خاوية على عروشها كما هو الحال لسوق حاسي بحبح والرومية ببلدية عين الإبل التي شملها القرار في بدايته.
وأقرت السلطات المحلية للولاية نهاية الأسبوع الفارط غلق 11 سوقا أسبوعيا للماشية حيث كلفت المصالح المختصة بتنفيذ القرار بصرامة من أجل تفادي فتح هذه الأسواق لما تشكله من فضاءات يحتك فيها المواطنون بشكل متقارب وهو ما يساهم في انتشار الوباء.
ولوحظ في عطلة نهاية الأسبوع توقف كلي للنقل الحضري بعاصمة الولاية تنفيذا للإجراءات المتخذة في ذات الشأن وهو الأمر الذي عرف نجاعة في ظل التزام السائقين بهذا الإجراء وكذا من خلال المراقبة المشددة لأعوان الشرطة في نقاط ومحاور الدوران.
كما استجاب المواطنون للفرض الإجباري لوضع الكمامة لا سيما عند دخولهم للمؤسسات العمومية والمرافق الإدارية مثلما أكدت عليه السلطات المحلية في قرارها الأخير كما لوحظ بمقر الولاية حيث يتم استقبال المواطنين بشكل عادي شريطة اتخاذ هؤلاء للإجراءات الوقائية من خلال لبس الكمامة واحترام التباعد.
ومن جهتها سطرت مصالح أمن ولاية الجلفة في إطار مكافحة الوباء خطة أمنية وبرنامج محكم تم تجسيده على شقين أحدهما وقائي والآخر ردعي حسب ما أوضحه المكلف بالإعلام لدى ذات الهيئة محافظ الشرطة فيطس ساعد.
وتم منذ بداية الشهر الجاري توازيا مع توقع الموجة الثانية المحتملة للوباء وتنفيذ التعليمات القيادية يضيف محافظ الشرطة فيطس وضع 194 مركبة من مختلف الأنواع والأحجام على مستوى المحاشر البلدية لمخالفة أصحابها للإجراءات الوقائية الرامية للحد من وباء كوفيد-19.
كما تم تسجيل 1310 مخالفة ضد المواطنين لعدم ارتدائهم للكمامات الوقائية. أما بالنسبة للمحلات التجارية فقد تم مراقبة 5671 محل تجاري مع تحرير تبليغ وإعذار لــ 507 تاجر وفقا للمسؤول الأمني.وبخصوص المخالفات المسجلة ضد هؤلاء التجار فقد تم تحرير 384 مخالفة لعدم وضع القناع الواقي و110 مخالفة لعدم الالتزام بالتباعد الجسدي ناهيك عن 140 مخالفة لعدم التقيد بالتعقيم والنظافة وتسجيل 60 مخالفا لعدم وضع اللافتات الموضحة للإجراءات الوقائية.
وبالنسبة للجانب التحسيسي يقول محافظ الشرطة فيطس ساعد فقد تم منذ بداية الوباء القيام ب 818 حملة تحسيسية من بينها 536 موجهة للمواطنين و227 لأصحاب المحلات التجارية فضلا عن 55 حملة لمجابهة مختلف أنواع المضاربة في السلع والمواد الغذائية .
كما تم توزيع أكثر من 10100 مطوية والقيام بــ 174 ومضة عبر الصفحة الرسمية لمصالح أمن ولاية الجلفة على منصة التواصل الاجتماعي.
وفي سياق متصل لوحظ في الآونة الأخيرة بولاية الجلفة وعي كبير لدى المواطنين في مجال الالتزام بلبس الكمامات الطبية في المرفق العام وحتى في الشوارع وهو ما يلاحظ في حركة المارة ويعكس حسب المختصين مظهرا حضاريا في مرافقة الدولة لمجابهة انتشار وباء كوفيد-19 .
وبدا المواطنون أكثر وعيا بهذا الإجراء الوقائي الذي أصبح تعايشا مقبولا في الحياة اليومية وهو الأمر الذي تم الوقوف عليه في المؤسسات التربوية كمثال حي يعزز الثقافة الصحية لدى الناشئة من تلاميذ المدارس وطلاب الجامعة.