الكمامات والمعقمات.. ميزانية إضافية ترهق العائلات

  • PDF


توفيرها للصغار أصبح ضرورة قصوى 
الكمامات والمعقمات.. ميزانية إضافية ترهق العائلات


وجد كثير من الأولياء أنفسهم في مواجهة أعباء ميزانية أخرى إثر الدخول المدرسي فرضتها جائحة كورونا التي دفعتهم إلى توفير وسائل الوقابة لابنائهم من كمامات ومعقمات قصد حمايتهم من عدوى كورونا وبالتالي اقتحمت تلك الميزانية الإضافية برنامج الأسر الجزائرية وأرهقتها إضافة إلى أعباء أخرى وتكاليف المستلزمات المدرسية.
نسيمة خباجة
رغم أن منظمة الصحة العالمية قدّرت سن ارتداء الكمامة ابتداء من 12 سنة إلا أن الكمامة حاضرة في المدارس الجزائرية عبر مختلف الاطوار وحتى بالنسبة لتلاميذ الابتدائي واختلفت أشكالها وألوانها وجذبت الأطفال إلى لبسها وصارت الحاضرة الاولى بين تلاميذ المدارس إلى جانب سوائل التعقيم.


مهمة على عاتق الأولياء 
على الرغم من البروتوكول الصحي الذي رافق العودة إلى المدارس والذي أقر بضرورة توفير مختلف وسائل التعقيم للتلاميذ عبر المؤسسات التربوية إلا ان ذلك لم يجسد في جميع المدارس إن لم نقل أغلبها بحيث غابت وسائل التعقيم من مطهرات وسوائل وحتى توفير الكمامات هي مهمة تقع على كاهل الأسر وأضيفت إلى ميزانيتها فبالإضافة إلى نفقات الكتب والأدوات المدرسية وجد الأولياء انفسهم يتخبطون في تكاليف أخرى فرضتها عليهم الأزمة الصحية مع تفشي وباء كورونا.
تقول السيدة كريمة إن وسائل التعقيم والوقاية فرضت تكاليف اضافية على الأسر مع بداية الدخول المدرسي ووجدوا انفسهم مجبرين على حماية أطفالهم وتزويدهم بالوسائل الضرورية من كمامات ومعقمات الأيدي خصوصا أن بعض المدارس تخلو من سوائل التعقيم وحتى منها من تضع ماء جافيل وتخلطه بالماء فقط حسب ما أكدته ابنتها التي تدرس في ثانوية بنواحي العاشور ويضعونه بمدخل المؤسسة مما اجبرها على تزويد أبنائها في مختلف الأطوار بالكمامات والمعقمات وقالت انه بالفعل الوضع الصحي فرض ميزانية أخرى على العائلة لتوفير وسائل الوقاية للأبناء في ظل غيابها عبر المدارس إلا أن كل شيء يهون في سبيل حماية فلذات كبدها من وباء فتاك. 
وإن كانت الأسر المتوسطة الحال تقوى على توفير وسائل الوقاية لأبنائها مهما كانت الظروف فإن الأسر الفقيرة يصعب عليها الامر ومن الأطفال من يمكثون بكمامات مهترئة انعدمت صلاحيتها لمدة طويلة بسبب العوز والفقر وخير دليل ذلك الطفل الذي ينحدر من ولاية غليزان الذي تداولت صورته عبر الوسائط الاجتماعية وهو يمسك بكمامة مهترئة ومتسخة كان وفيا لها وارتداها لأزيد من عشرة أيام حتى تمزقت خيوطها وقال إن أباه لا يقوى على اقتناء كمامة له وان تلك الكمامة القديمة منحت له مجانا في اول يوم من الدخول المدرسي بحيث لا ننفي ان هناك حملات تطوعية لتوزيع الكمامات بالمجان لتخفيف العبء على الأولياء خاصة الأسر المعوزة. 


شروط ارتداء الأطفال للكمامة 
 يجمع الأطباء على أن إعلان البرتوكول الصحي لأطفال المدارس يكون قد أربك الأولياء والمختصين بحيث تم في الأول الإعلان عن عدم إلزام الأطفال دون سن 12  بارتداء الكمامة ثم تم طرح منظومة أخرى تؤكد أن يرتدي الأطفال ما فوق 6 سنوات الكمامة وإلزامهم بها في المدارس الأمر الذي جعل الأهل يحتارون في أهميتها وخطورتها على الأطفال.
ويؤكد المختصون على عدة أمور طبية تجب مراعاتها عند ارتداء الكمامة للأطفال وأبرزها عدم إلزام الطفل بارتدائها لفترة طويلة أو لساعات متواصلة كون هذا الأمر قد يزيد من نسبة ثاني أكسيد الكربون الخارج من أنفاس الأطفال الذي قد يتراكم على الكمامة ثم يتم استنشاقه مرةً أخرى وهذا يسبب ضررا كبيرا على صحة الطفل فيما بعد وعلى مدى استيعابه للدروس فالأطفال هم أكثر حركة ونشاطا من الكبار وعندما يلعبون ويقفزون يزداد تسارع النفس لديهم وهذا قد يزيد من خطورة وجود الكمامة على الأنف والفم في ذات الوقت لذا ينصح بالسماح للأطفال بإزالة الكمامة كل نصف ساعة على الأقل ليجدد فيها الطفل الهواء الذي يستنشقه ويساعده على تقبلها بعد ذلك.
ومن الأمور التي يجب على الأهل الانتباه لها هو نوعية القماش المستخدم في كمامات الأطفال والأفضل منها هي الكمامة الطبية المعتاد استخدامها منذ زمن من حيث ان سماكتها مقبولة ويمكن تغييرها بشكل يومي ووجب السماح للأطفال بإزالة الكمامة لفترة قصيرة مع الالتزام بالتباعد الجسدي قدر الإمكان وأن يسمح المعلمون لبعض التلاميذ بإزالتها لدقائق ثم السماح للباقين بإزالتها بعد ذلك حتى نساعد الطفل في المحافظة على أنفاسه نظيفة ومتجددة.