قاعات الرياضة.. بين تداعيات كورونا والعمل عبر الأنترنت

  • PDF


أغلب هواتها يكتفون بالبيوت والفضاءات المفتوحة 
قاعات الرياضة.. بين تداعيات كورونا والعمل عبر الأنترنت


الجسم السليم في العقل السليم .. عبارة طالما سمعناها في سياق الحث على ممارسة الرياضة لمختلف الشرائح بالنظر إلى أهميتها في حفظ الصحة إلا أن وباء كورونا أثّر على هذه الهواية الضرورية بعد غلق قاعات الرياضة خوفا من انتشار وباء كورونا واحتراما للإجراءات الوقائية مما وضع عشاقها في معضلة كما أن غلق قاعات الرياضة انعكس سلبا على ممارسي النشاط.
 نسيمة خباجة
تأثرت هواية الرياضة بشكل كبير خلال وباء كورونا بحيث توقفت نشاطات أندية عالمية ومحلية وحتى الرياضات الفردية بعد ان اغلقت قاعات الرياضة في وجوه عشاق الهواية مما وضعهم في ورطة وجعلهم ينتهجون حيلا لمزاولتها عبر البيوت والفضاءات واستعمال الأنترنت لتعلم بعض أنواعها على يد المحترفين كما كانت مواقع الأنترنت بديلا لأصحاب النشاط للترويج إلى نشاطاتهم.


 البيوت والفضاءات المفتوحة.. وجهة جديدة  
عاد الكثير من المدمنين على ممارسة الرياضة إلى بيوتهم والمساحات المفتوحة للاستمرار في ممارستها بعد الغلق الذي تعرضت له قاعات الرياضة تطبيقا للإجراءات الاحترازية واحترام قواعد التباعد الاجتماعي وبذلك وجد الكل الحل في شراء وسائل وآلات الرياضة من أجل ممارستها في البيوت وحدائق المنازل والمساحات الخضراء وعرفت تلك المستلزمات الرياضية عبر المحلات المختصة في بيعها إقبالا كبيرا من طرف هواة الرياضة وهو ما أوضحته السيدة نسيبة التي قالت إنها تمارس الرياضة منذ 17 سنة ولا تستطيع التوقف عن ممارستها وبعد غلق القاعات اقتنت الوسائل اللازمة وهي تمارسها في البيت أحيانا وأحيانا أخرى في حديقة المنزل.
كما وجد بعض الرجال في الفضاءات المفتوحة والغابات حلا لممارسة الرياضة على غرار الركض ورأوا أن القيام بذلك أفضل بكثير من التوقف عن ممارسة هوايتهم لاسيما الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة على غرار السكري والسمنة والضغط الدموي.


 العمل عبر الأنترنت بديل 
وجد بعض المتمرسين في الرياضة والمعلمين في الأنترنت مجالا فسيحا لعرض إبداعاتهم ونشاطاتهم بعد ان أصبحت ايضا ملاذا لهواة الرياضة من اجل تعلم حركات جديدة ورياضات تبعدهم عن أجواء الوباء المشحونة وبحثا عن السلامة والرشاقة وحفظ الصحة من مختلف الأمراض ويرى المختصون انه يتعين على أصحاب صالات الرياضة تعويض التداعيات المالية للغلق الإجباري حيث يتعين إعادة رسوم العضوية التي استمر تحويلها إلكترونيا كما أن الانقطاع في العضويات الجديدة شكل ضغوطاً على الإيرادات. وفي نهاية العام من المتوقع أن يكون لدى صالات الرياضة أعضاء أقل بنسبة 10 في المائة مقارنة بنهاية 2019 وعندما ضربت الجائحة العالم تحول كثير من العاملين في عالم الرياضة إلى الأنترنت حيث قدموا فصولهم وتمارينهم في تدفق حي.
وعلى الرغم من فتح قاعات ممارسة الرياضة مستقبلا يقول موريتس كريبل المؤسس المشارك لنادي أوروبان سبورتس كلوب سيستمر المحتوى الرياضي عبر الأنترنت. والمزيج من محتوى البث التدفقي المباشر ومن دون الاتصال بالأنترنت أمر منطقي للغاية. وإمكانية استخدام الاثنين مهمة للغاية .
وأوضح أن هناك أشخاصاً أحياناً ما يريدون أن يكونوا حاضرين جسدياً خلال درس اليوغا على سبيل المثال وأن يحتسوا كوباً من الشاي مع المعلم أو مع زميل بعد الدرس لكنهم في أوقات أخرى يفضلون ممارسة اليوغا بسرعة في المنزل بمفردهم.
وحسب سوزانا تيتلباخ أستاذة العلوم الاجتماعية والصحية في الرياضة بجامعة بايروت في ألمانيا وجد الباحثون أن الأشخاص بشكل عام أصبحوا أقل نشاطاً بدنياً خلال فترة ذروة الجائحة.
وبشكل لافت أصبح هؤلاء الذين كانوا نشطاء للغاية في السابق أكثر نشاطاً في حين أن الذين لم يكونوا نشطاء للغاية أصبحوا أقل. وبالنسبة للفئة الأخيرة قد تكون الفصول الفعلية خارج المنزل في أوقات ثابتة - ربما ضمن مجموعة - مفيدة في تحفيزهم للنهوض عن الأريكة.
وبذلك يطمح هواة الرياضة إلى عودة الحياة الطبيعية وفتح قاعات الرياضة بعد ان صارت الهواية جارية في عروقهم.