التعليم الإلكتروني يستقطب مستثمرين شباب في مجال الاقتصاد الرقمي

الجمعة, 08 يناير 2021

يعتبر بمثابة تحصيل حاصل في ظل جائحة كورونا
التعليم الإلكتروني يستقطب مستثمرين شباب في مجال الاقتصاد الرقمي

عرف استحداث مؤسسات ناشئة في مجال التعليم أو التكوين الإلكتروني تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة في الجزائر حيث أضحى سوقا واعدا يستقطب الشباب الراغبين في الاستثمار في مجال الاقتصاد الرقمي وبات التعليم الإلكتروني يستقطب مستثمرين شباب في مجال الاقتصاد الرقمي
في ظل استمرار تفشي جائحة كورونا.
نسيمة خباجة 

تقدم المؤسسات الناشئة نماذج من مشاريع مبتكرة يتوخى منها أن تساهم في تعزيز الجانب البيداغوجي وتوفير دروس الدعم للتلاميذ في مختلف الأطوار التعليمية فضلا عن التكوين المستمر مما يشجع على احترام التدابير الصحية الخاصة بالتباعد الجسدي مثلما جرى توضيحه.

خطوة منصة الكترونية للتعليم عن بعد
ومن بين تلك المشاريع توجد المنصة الرقمية خطوة التي تقدم لتلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة (إبتدائي ومتوسط وثانوي) وطلاب الجامعات دروسا عن بعد في مختلف المواد والتخصصات باستخدام تقنية الفيديو عبر تطبيقات مثل زوم و غوغل هانغ آوتس وغيرها ويقدم المعلم أو الأستاذ الدرس من خلال أقسام أو فصول افتراضية وتفاعلية يمكن للطلبة متابعتها والمناقشة والتعبير عن أفكارهم مباشرة على أجهزة الكمبيوتر أو اللوحات الإلكترونية أو هواتفهم الذكية كما أشارت مديرة الشركة الناشئة خطوة نسيبة غديري والمتخصصة في مجال الفيزياء الطبية.
وتعد خطوة منصة تعليم وتدريب على الإنترنت تأسست منذ نحو سنتين بمبادرة من بعض أعضاء جمعية فكرتك والكائن مقرها بمدينة تقرت تضيف المتحدثة ذاتها في البداية قمنا بتقديم دروس مجانية عبر الإنترنت لفائدة المقبلين على امتحانات شهادة البكالوريا ثم تطور المشروع بفضل جهود خاصة للطاقم المشرف عليه للوصول إلى كافة المستويات التعليمية إلى جانب تقديم دروس في بعض التخصصات والشعب في التعليم العالي بالإضافة إلى تنظيم دورات تكوينية ذات الصلة بمجالات مختلفة ومتعددة كما ذكرت ذات المتحدثة.

جهد وتكلفة أقل
أبرزت نسيبة غديري أهمية التعليم الإلكتروني الذي يقدم -حسبها- محتوى جيد ودقيق عبر الوسائل الرقمية انه يلبي احتياجات أكبر عدد ممكن من المتعلمين مشيرة إلى أن هذا النمط التعليمي يعد أكثر مرونة وأقل تكلفة مقارنة بالتعليم الحضوري مما يوفر الوقت والمال ومن جانبها تنشط المؤسسة الناشئة إيكوليفي هي الأخرى في مجال التعليم والتكوين عبر شبكة الأنترنت حيث يشرف عليها مجموعة من الشباب على مستوى مشتلة المؤسسات المتواجدة بمنطقة النشاطات بعاصمة الولاية.
وتقدم هذه المؤسسة التي تستخدم تكنولوجيا المعلومات القائمة على الذكاء الإصطناعي أفكارا مبتكرة تتمثل في منصة إلكترونية متخصصة في مجال التعليم عن بعد يمكن أن تستفيد منها المؤسسات التربوية والجامعات ومراكز التكوين المنهي كما أوضح المشرف على المشروع محمد نصر الدين بابكر (متخصص الإعلام الآلي).
واضاف قائلا لقد وصل مشروعنا مرحلة اللمسات الأخيرة لكن واجهتنا بعض الصعوبات الفنية المتعلقة بشكل خاص بتطبيق نظام الدفع الإلكتروني الذي يربط موقعنا الإلكتروني المستضاف في الخارج بالشبكة الوطنية بين البنوك ونأمل أن نجد لها حلا في القريب العاجل .

مزايا عديدة 
وفي سياق آخر تنقسم الآراء بين أولئك الذين يعتقدون أن التعليم عن بعد يوفر مزايا عديدة وآخرون يرون عكس ذلك وفقا لإنطباعات المواطنين لاسيما أولياء التلاميذ.
وفي هذا الشأن رجح عدد منهم أن التعليم عن بعد الذي لا يعترف بالحواجز الجغرافية أصبح ضروريا في ظل الحياة المعاصرة علاوة على كونه قادرا لأن يلبي متطلبات المتعلمين بدقة ومرونة وبأقل تكلفة مالية في حين أن التعليم الحضوري الكلاسيكي له بعض العيوب التي تتمثل بالخصوص في التنقل لحضور الدروس ناهيك عن الجداول الزمنية المقيدة ومن جهتهم يرى معارضو التعليم الإلكتروني أن هذا النمط يمكن أن يطرح صعوبات من حيث نقص الحافز لدى الطلبة لأن وجود الأستاذ الذي يقوم بتأطير عملية التدريس - حسبهم - ضروري للإجابة على الأسئلة وتقديم الشرح المناسب خاصة فيما يتعلق بالمواضيع الأساسية التي تحتاج إلى تركيز أكثر.
جدير بالذكر أن ولوج عالم المقاولاتية من خلال إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة ما فتئ يشهد تطورا من سنة إلى أخرى في ولاية ورقلة سيما بالنسبة للشباب حاملي الشهادات الجامعية الراغبين في الإستثمار في مختلف الميادين الإقتصادية.
وفي هذا الصدد فقد استفادت ولاية ورقلة من حاضنة جامعية تم افتتاحها مؤخرا على مستوى القطب الجامعي الثالث تندرج ضمن برنامج وطني يهدف إلى دعم الشباب حاملي مشاريع إبداعية وأفكار مبتكرة في الوسط الجامعي.
وتعد هذه الحاضنة التي تم افتتاحها بموجب إتفاقية شراكة وتعاون بين جامعة قاصدي مرباح بورقلة والشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك والوكالة الوطنية لتثمين نتائج البحث والتنمية التكنولوجية منشأة لدعم ومرافقة المشاريع المبتكرة ذات الصلة بالجامعة والبحث العلمي بالإضافة إلى مساعدة حاملي المشاريع على تجسيد أفكارهم والتحقق من جدوى هذه المشاريع والقيمة المضافة التي يتوقع أن توفرها وتقديم الدعم اللازم لهم من حيث التكوين والتمويل واستضافتهم حتى انطلاق مشاريعهم على أرض الواقع كما أوضح إطارات بهذه الهيئة.