التواصل الفعال مع الأطفال

  • PDF


 التواصل الفعال مع الأطفال


كل من تعامل مع الأطفال يعلم كيف يمكن لعملية التواصل أن تكون صعبة في بعض الأوقات بسبب عدة عوامل تتغير بمرور الوقت بدءا من حاجز اللغة عند الرضع ومرورا بسوء التفاهم البسيط وانتهاء بصراع الإرادات في سن المراهقة.
وترجع أهمية التواصل الفعال لعدة أسباب أولها أن التواصل الجيد مع الطفل في مرحلة الطفولة يعزز لديه إحساسه بالأمان وثقته في العالم المحيط مما يشجع الطفل علي الانطلاق واستكشاف العالم أكثر فأكثر وعلي بناء المزيد من العلاقات.
كذلك يتعلم الأطفال من خلال ملاحظة وتقليد المحيطين به وخاصة الوالدين الكثير من طرق التواصل الاجتماعية.. فهم يقلدون مع أقرانهم ما نفعله نحن معهم.
عامل آخر في غاية الأهمية هو أن صورة الطفل عن نفسه تتكون خلال سنيّ نموه الأولي وخاصة ما بين العام الثاني والسادس وهذه الصورة تتكون من خلال تفاعل فيه عدة عوامل مثل كيف يرى الطفل نفسه؟ وكيف يرى صورته في عيون الآخرين؟ وهل يشعر بأنه ذو قيمة أم لا؟ وهل يتلقى الرعاية المطلوبة أم لا؟
التواصل الفعال يساهم في تكوين صورة ذاتية إيجابية للطفل عن نفسه تنعكس في ثقته بنفسه في ما بعد وفقدان هذا النوع من التواصل من خلال النقد المستمر والإساءات والإهانات المستمرة للطفل يسبب تكون صورة سلبية عن نفسه مما ينتج منها فقدان الثقة بالنفس والكثير من المشكلات النفسية إذا استمرت معاملة الوالدين بنفس الطريقة.
 كيف يكون تواصلك فعالا؟
حتى تكون عملية التواصل فعالة بحيث تساهم بشكل جيد في تعزيز صحة الطفل النفسية.. هذه بعض التوجيهات العملية الخاصة بكل ركن.
 أولا: المرسل (الأم)
- كوني هادئة وتجنبي الانفعال والصراخ وهذا من أهم العناصر في تعزيز التواصل وبدونه لا قيمة لباقي العناصر ويساعدك على الهدوء فهمك لطريقة اكتساب الطفل للسلوك ووجود علاقة جيدة نبني عليها من خلال اللعب.
- تجنبي أوقات انشغالك كوقت إعداد الطعام ووقت الحديث في التليفون ووقت مشاهدة التلفزيون.. حتى تسهل عليك متابعة الأمر أو الطلب.
- استخدمي مهارات التواصل
- التواصل اللفظي:كوني مهذبة واستخدمي كلمات مثل (من فضلك – لو سمحت) وتجنبي الشتائم والألقاب والألفاظ المسيئة.
- التواصل غير اللفظي: اقتربي منه وانزلي لمستواه نفسياً وبدنياً وانظري في عينيه واستخدمي تعبيرات وجه لائقة.
- دربيه على فعل السلوك المطلوب (غسل الأكواب مثلا) قبل أن تطلبي منه تنفيذه والتدريب عدة مرات وليس مرة واحدة.
- امدحيه عند تنفيذ السلوك المطلوب واشكريه عليه.. فكما أننا لا ننسى توبيخه عن الخطأ ينبغي مدحه عند الصواب (شكرا لأنك كتبت الواجب أو شربت اللبن).
- ساعديه في التنفيذ إذا لم يستطع بمفرده فإذا طلبتِ منه جمع الألعاب مثلا وتكاسل فقومي وابدئي بجمعها معه.