التربية الإيجابية تساعد في حل مشكلة التعنت لدى الأطفال

الأربعاء, 27 يناير 2021


التربية الإيجابية تساعد في حل مشكلة التعنت لدى الأطفال
طفلي لا يريد مغادرة منزل صديقه صغيري لا يستمع إلى كلامي ولا ينصت إلى إرشاداتي كلها شكاوى تطلقها الأمهات إلى المقربين أملا في الحصول على حل لمعضلة التعنت الذي يصيب الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة.
السبب الرئيسي في ذلك حسب المختصين في العلاجي السلوكي أن الطفل يرغب في التمرد بل لأنه يمر في مرحلة يدرك فيها أنه شخص مستقل قراره بيده وهو أمر جديد بالنسبة له ويريد أن يستخدمه في حياته اليومية فالطفل لم يعد صغيرا تقوده أمه بل أصبح شخصا منفصلا له شخصية ورأي وذوق وعلى الأهل احترام ذلك وأول ما يجب فعله للتأقلم مع الشخصية الجديدة للطفل هو أن نتفهمه ونحاول إعطاءه الشعور بالرضا فمثلا عندما تطلب الأم من طفلها القدوم لتناول وجبة الغداء ويرفض ثم يبكي لأنك أجبرتيه عليك عدم تعنيفه بل يجب التحدث معه والتعاطف معه يمكن احتضان الطفل وإخباره أنك حزينة لأنه توقف عن اللعب وتخبرينه أنه سيعاود اللعب بعد تناول وجبته.
وعلى الأم إشعار الطفل أنها في صفه وأنها تسانده في كل الأوقات وهذه الطريقة تبني الثقة بين الآباء والأطفال.
 الطفل في هذه المرحلة يحب أن يعرف حدوده لذا على الأم رسم تلك الحدود بشكل واضح له فمثلا تذكره باستمرار أن عليه إمساك يدها أثناء عبور الشارع أو أن تخبره أن ضرب الأصدقاء ممنوع وبعد ذلك إذا استمر الطفل في القيام بالتصرفات الخاطئة على الأم إيجاد الحلول لتلك المشاكل فمثلا إذا كان الطفل يضرب شقيقه الأصغر فإنه على الأغلب يشعر بالإهمال وهنا لا بد للأم أن تطلب منه المساعدة في إطعام الصغير أو في تلبيسه ليشعر بالمسؤولية كما عليها
إيجاد وقت معين لتقضي الوقت مع صغيرها ليشعر بالحنان أما اذا كان يخاف من النوم وحده بسبب خوفه من الظلام فيمكن شراء مصباح صغير له ليشعله متى ما شعر بالخوف.
وعلى الأم تعزيز السلوك الإيجابي وامتداحه باستمرار كلما قام الطفل بالتصرف الصحيح ويجب على الآباء التذكر أنهم لا يتحكمون بأطفالهم فعليا فوظيفة الأهل تقويم سلوك الأبناء وتهيئتهم لخوض معارك الحياة فالعقاب يجعل الطفل لا يريد التصرف لأنه خائف ليس لأنه يعرف أن التصرف خاطئ.
ولا يجب على الأم تعقيد المسائل وخوض معارك لا معنى لها مع الطفل فمثلا إذا أراد الطفل ارتداء قميص برتقالي مع سروال أحمر ليس على الأم معاندته لأن الأمر ليس مضرا للطفل ويجب على الأم ترك مساحة لطفلها ليختار ما يريد ما لم يؤثر ذلك على صحته أو يؤذيه.
وعندما يصبح الطفل عصبيا أو تخرج الأمور عن السيطرة على الأم تدارك الأمر وجعله يهدأ بإرساله إلى مكان خاص تعده الأم في البيت لتلك اللحظات وكلما أصبح الطفل عصبيا يمكن للأم اصطحاب الطفل إلى مكان ليهدئ من روعه وإذا رفض الطفل الذهاب إلى تلك الزاوية يمكن للأم أن تعرض عليه الذهاب معا إليه وإذا لم يقبل يجب عليها الذهاب وحدها ليدرك الطفل أن هذا المكان مكان خاص يمكن الاستعانة به للحصول على الراحة.
وقبل ان تطلب الأم من طفلها القيام بالشيء عليها أن تكون مدركة أنه يستطيع القيام بذلك فعندما تطلب منه ترتيب غرفته عليها أن تدربه أولا على ذلك وتقوم بالترتيب معه إلى أن يتمكن من القيام بالمهمات وحده بدون مساعدة وبهذه الطريقة يصبح الطفل قادرا على الاستجابة للأوامر.