الشدّة التلمسانية.. أ صالة واستمرارية

الأحد, 04 ديسمبر 2022

تمّ تصنيفها ضمن التراث العالمي
الشدّة التلمسانية.. أ صالة واستمرارية 

تنوعت الموروثات العريقة التي تزخر بها الجزائر والتي ذاع صيتها عالميا كما تعد رمزا للهوية الوطنية فمن الطبوع الغنائية وتألق الراي كتراث عالمي إلى الأطباق التقليدية على غرار الكسكسي الذي افتك مراتب عالمية وصولا إلى الأزياء الجزائرية العريقة كالكاراكو العاصمي والجبة القبائلية والشدّة التلمسانية التي افتكّت ألقابا وحصدت مراتب مشرفة في المهرجانات والمعارض الدولية.
نسيمة خباجة 
الشدة التلمسانية زي تقليدي كان ولازال حاضرا بقوة فميزته وخصائصه جعلت منه لباسا متألقا وضاربا في الأعماق بحيث يعد زيا حاضرا في المناسبات الدينية كالأعياد والمولد النبوي الشريف كما انه بصمة للعروس الجزائرية بحيث لا تخلو التصديرة من زي الشدة لاسيما في ولايات الغرب الجزائري كتلمسان ومعسكر ووهران ومستغانم وغيرها بل زحف إلى كل نقطة من الوطن فهو زي فخم تزدان به المرأة الجزائرية في مختلف المناسبات والأعراس كما انه رمز للهمة. 
في تلمسان تحرص العروس على ارتداء الشدة يوم زفافها ويصل وزن هذا اللباس أحيانا إلى 15 كيلوغراما لأنه مرصع بعدة أنواع من المجوهرات ومطرز بخيوط ذهبية وصنفت الشدة التلمسانية من طرف منظمة اليونسكو كتراث لا مادي للإنسانية عام 2012 لقيمته التاريخية والجمالية والحضارية.

الشدة تزين قصر المشور 
يُرتقب إحياء الذكرى العاشرة لتصنيف الشدة التلمسانية ضمن قائمة التراث المادي واللامادي لليونيسكو ما بين 5 و10 ديسمبر الجاري بإقامة أنشطة متنوعة تسلط الضوء على هذا الزي التقليدي حسب ما علم لدى مديرة المركز التفسيري ذو الطابع المتحفي للباس التقليدي الجزائري بتلمسان رشيدة عامري.
وأشارت ذات المسؤولة إلى أن الاحتفال بهذا الحدث سيتميز بتنظيم أنشطة على مدار أسبوع بهدف إبراز هذا الزي التقليدي الذي يعكس جزءا من الهوية الثقافية الوطنية وفي هذا السياق سيقام عرض أزياء للشدة في القصر الملكي المشور وكذا عرض آخر لأزياء جزائرية تقليدية مختلفة.
ويتنظر تنظيم أيضا لقاء علمي حول هذا الزي تحت عنوان الشدة التلمسانية بين الأصالة والاستمرارية بمشاركة باحثين من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا والتاريخ والجمعية المحلية الأصالة .
كما برمج تقديم يوم 11 ديسمبر الجاري كتاب يتناول هذا الزي التقليدي الذي ترتديه النسوة في الأعراس وكذا العرس التلمساني من إعداد المركز التفسيري للباس التقليدي الجزائري لتلمسان.
ويعكف المركز التفسيري ذو الطابع المتحفي للباس التقليدي الجزائري الذي تم إنشاؤه عام 2011 على إجراء بحوث وشرح وفك رموز الملابس التقليدية الجزائرية بشكل عام وخاصة القفطان أو الشدّة.
للتذكير فقد تم تصنيف زي الزفاف التلمساني الشدّة في 5 ديسمبر 2012 من قبل اليونيسكو كتراث مادي وغير مادي عالمي وهو عبارة عن قفطان تقليدي من القطيفة والخيوط الذهبية مزين بالجوهر والقلائد و المسكية و الكرافاش والخرسة (أقراط تسقط على الكتفين) وأقراط ضخمة معلقة بغطاء مخروطي مطرز بخيط ذهبي يوضع على الرأس.
ويقترح المركز التفسيري ذو الطابع المتحفي للباس التقليدي الجزائري بتلمسان معارض دائمة للأزياء التقليدية الجزائرية منها نماذج مختلفة كلاسيكية وحديثة تتماشى والمتطلبات الحالية كما أشير إليه.
وتبقى الشدة التلمسانية كتراث ثقافي عريق يحرص التلمسانيون كما كل الجزائريون على صونه والمحافظة عليه جيلا بعد جيل لأنه مفخرة ورمز للهوية والانتماء .