أمطار وثلوج الخير تعم مختلف ربوع الوطن

  • PDF

ارتياح كبير للمواطنين وبشرى خير للفلاحين 
أمطار وثلوج الخير تعم مختلف ربوع الوطن

بعد تخوفات كبيرة من الجفاف بسبب شح الأمطار عمت الفرحة في القلوب واستبشر الكل خيرا بتهاطل الأمطار والثلوج في مختلف ربوع الوطن بحيث لبست الجبال والمرتفعات حلة بيضاء ناصعة وعاش الكل أجواء موسم شتوي بارد بعد تساقط الثلوج بكميات معتبرة كما هب عاشق الأبيض إلى المرتفعات لمداعبة كرات الثلج البيضاء على غرار ما عاشته منطقة تيكجدة بالبويرة والشريعة بالبليدة بحيث خرجت العائلات لعيش الأجواء الشتوية الرائعة مع تساقط أولى الثلوج التي تنبئ بموسم فلاحي زاهر. 
نسيمة خباجة
عرفت العديد من ولايات الوطن بداية من مساء الاربعاء الفارط تقلبات جوية ميزها تساقط الأمطار والثلوج بحيث لبست حلة بيضاء على غرار ولاية جيجل المدية البليدة البويرة عنابة.. وغيرها من الولايات بحيث استبشر الكل بأمطار وثلوج الخير التي زينت الواقع وملأت صورها المواقع والوسائط الاجتماعية في مناظر تبهر العيون.

منطقة تيكجدة تكتسي حلة بيضاء 

عادت الثلوج أخيرا لتغطي مرتفعات ولاية البويرة بردائها الأبيض لاسيما المحطة المناخية لتيكجدة (شمال شرق الولاية) حيث تساقطت كميات كبيرة من الثلوج مساء الأربعاء الفارط لتكسيها اللون الأبيض الناصع الذي تشتهر به في الشتاء.
وتواصلت حبات الثلج في السقوط إلى غاية صبيحة يوم الخميس بمرتفعات كل الجهة الشمالية من ولاية البويرة حيث غطت الثلوج العديد من القرى على غرار أقويلال وآث حماد وإمسدورار وايصلان في الوقت الذي سجلت فيه مدن الولاية موجة برد شديدة.
كما سجل الطريق الوطني رقم 33 المؤدي من حيزر إلى تيكجدة تباطؤا في حركة السير بسبب اعتماد السائقين الحذر الشديد في قيادة سياراتهم خوفا من الانزلاقات ومن جهتها جندت مصالح الحماية المدنية كل الوسائل المادية لإعادة فتح العديد من المحاور التي أغلقتها الثلوج. وأوضح ضابط بالحماية المدنية الملازم يوسف عبدات لوكالة الانباء الجزائرية انه تم تجنيد كاسحات الثلوج لإعادة فتح الطريق الوطني رقم 30 الرابط بين البويرة وتيزي وزو على مستوى فج تيزي نكويلال الذي أغلقته الثلوج كما أشار ذات المتحدث إلى غلق الطريق الوطني رقم 15 الرابط بين أغبالو (شرق البويرة) وتيزي وزو على مستوى فج تيروردا وأفاد الملازم يوسف عبدات في السياق بغلق الطريق الوطني رقم 33 المؤدي من تيكجدة إلى أسوال بسبب تراكم الثلوج منذ مساءالاربعاء بهذه المنطقة التي يبلغ ارتفاعها أكثر من 1400 متر فوق مستوى البحر.
ولم يفوت نفس المسؤول الفرصة لدعوة سكان وزوار المنطقة إلى توخي الحذر خلال هذه الاضطرابات الجوية وتجنب أي مغامرة محتملة إلى مرتفعات جرجرة.
للإشارة حاول العديد من الزوار بلوغ محطة تيكجدة بسياراتهم دون جدوى بسبب الثلوج التي أغلقت الطرقات.
كما لوحظ تواجد مكثف لعناصر الدرك الوطني على مستوى الطرق المغلقة لضمان سلامة سائقي السيارات.


فرحة واستبشار بأولى ثلوج الموسم 


وشكلت عودة الثلوج إلى تيكجدة بعد عدة أشهر من الانتظار مصدر بهجة كبيرة بالنسبة لعشاق الطبيعة كما أسعدت أيضا كل فلاحي المناطق المجاورة الذين استبشروا خيرا بها وقالوا إنها تبشر بموسم فلاحي جيد .
واعتبر السيد يوسف احد منتجي الزيتون بمنطقة صماش أن عودة الثلوج إلى جبالنا بشرى خير لأن غياب الثلج في الشتاء يؤثر سلبا على القطاع الفلاحي .
كما تفاءل كل سكان المنطقة خيرا بهذه الثلوج بعدما كان الكثير يتخوفون من جفاف محتمل بسبب قلة الأمطار.
ولم تتردد العائلات في الخروج رفقة أبنائها في بعض الأحيان للتنقل إلى المرتفعات والاستمتاع بأولى ثلوج الموسم من بينها عائلة مصطفى (40 سنة) الذي التقته وكالة الانباء الجزائرية رفقة عائلته الصغيرة بالقرب من تبكجدة. وقال انه في انتظار انقشاع الضباب من اجل التقدم إلى المرتفعات معربا عن أمله أن يكون كل شيء على ما يرام .
وبالرغم من ذلك فضلت العديد من العائلات الأخرى الرجوع من حيث أتت بسبب الثلوج والضباب الكثيف الذي جعل الرؤية شبه منعدمة.
جدير بالذكر أن الثلوج تساقطت في كل الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية للولاية حيث تساقطت كميات معتبرة منها بمناطق المجانة وديرة والمعمورة وسور الغزلان.


مخطط لاستقبال زوار الشريعة
اتخذت بلدية الشريعة الجبلية بالبليدة مختلف التدابير التي من شأنها تنظيم استقبال زوار هذه المنطقة السياحية المرتقب توافدهم عقب التساقط المعتبر للثلوج التي ألبستها حلتها البيضاء حسب ما علم من رئيس ذات البلدية.
وأوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي سمير سماعيلية لوكالة الانباء الجزائرية أن مرتفعات الشريعة السياحية ومنذ حلول فصل الشتاء ارتدت لأول مرة حلتها البيضاء عقب التساقط المعتبر للثلوج مما دفع المصالح المعنية إلى تسطير مخطط خاص بتنظيم استقبال زوار المنطقة المرتقب توافدهم من مختلف ولايات الوطن.
ومن بين أهم النقاط التي أولى لها القائمون على إعداد هذا المخطط على غرار الأجهزة الأمنية ومديريتي الأشغال العمومية والحماية المدنية أهمية كبيرة تنظيم سير المركبات ومكان توقفها لتفادي غلق الطرق المؤدية لمرتفعات الشريعة وضمان السيولة المرورية.
و في هذا الصدد سيتم توجيه القاطنين أو القادمين إلى مرتفعات الشريعة من المنطقة الشرقية نحو الطريق الولائي رقم 49 الرابط بين تاباينات والشريعة لتخفيف الضغط على الطريق الوطني رقم 37 الرابط بين البليدة والشريعة الذي غالبا ما تتوقف به حركة السير بسبب التوافد الكبير للمركبات وتوقفها على حوافه وسيتم فتح المسلك الرابط بين منطقة بن علي ومنطقة سيدي الكبير أمام سكان مدينة البليدة الراغبين في تفادي الاختناق المروري الذي غالبا ما يشهده الطريق الوطني رقم 37 خاصة عند تساقط الثلوج وتزامنها مع عطلة نهاية الأسبوع وفقا للسيد سماعيلية.
كما أشار ذات المسؤول إلى أن المصعد الهوائي الرابط بين الشريعة والبليدة متوقف عن العمل منذ مساء الأربعاء الفارط لأسباب تتعلق بسلامة الركاب لافتا إلى إمكانية استئناف نشاطه 
في حالة استقرار الوضعية المناخية وتوقف تساقط الثلوج وهبوب الرياح خاصة مؤكدا حرص مصالحه على ضمان جاهزية مختلف المرافق الضرورية التي يحتاجها زوار هذه المنطقة السياحية من مطاعم وفنادق.
من جهته قال مدير الأشغال العمومية سلايمية عبد الكريم أن مصالحه اتخذت كافة التدابير لفتح الطرق المؤدية للشريعة عقب التساقط المعتبر للثلوج وجندت مختلف الإمكانيات البشرية والمادية المتمثلة في أربعة كاسحات ثلوج بالإضافة إلى تجنيد المؤسسات العمومية والخاصة في حالة الضرورة.
كما قام أفراد الفرقة الاقليمية للدرك الوطني بالشريعة بدورهم بتنظيم المرور أثناء فتح الطريق الوطني رقم 37 بسبب التساقط المعتبر للثلوج وتوعية مستعمليه حول تفادي التصرفات التي تؤدي إلى إعاقة السير وحفاظا على سلامتهم حسب ما علم من هذا الجهاز الأمني وفي ذات السياق ذكر مدير مصلحة الاحصائيات والتوثيق بالمديرية المحلية للحماية المدنية النقيب محمد ناش أن مرتفعات الشريعة شهدت منذ صبيحة الخميس توافدا معتبرا للزوار الذين تم منعهم من التوجه إليها من طرف المصالح الأمنية حفاظا على سلامتهم من خطر الانزلاق بسبب تواصل تساقط الثلوج .
و لضمان التغطية الصحية تم وضع الوحدة الصحية للشريعة التي دخلت حيز الخدمة شهر جوان المنصرم في حالة تأهب وجاهزية قصد ضمان التدخل السريع في حالة وقوع أية حوادث حسب النقيب ناش الذي دعا إلى تفادي الصعود إلى المناطق الجبلية بمركبات غير مزودة بالسلاسل وعدم استعمال الطرقات المغلقة أو المسالك الصعبة بسبب خطورة الإنزلاقات المترتبة عن تساقط الثلوج إلى جانب تجنب التجوال بصفة منفردة في المناطق الجبلية والمسالك الوعرة.