موجة زكام حادّة تضرب الأسر..

  • PDF

إقبال عشوائي على مضادات الأنفلونزا والأطباء يُحذّرون
موجة زكام حادّة تضرب الأسر..

يشتكي العديد من الأفراد عبر الأسر من موجة زكام حادة ميزتها أعراض السعال الحاد والحمى وصعوبة التنفس وسيلان الأنف وغيرها من الأعراض القوية التي طال أمدها لدى البعض وفاقت مدة استمرارها الأسبوعين مما جعلهم يهرعون إلى الصيدليات لاقتناء مختلف أنواع الأدوية المضادة للزكام إلى جانب بعض الفيتامينات المقوية كفيتامين سي وفيتامين د.
نسيمة خباجة 
شهدت الصيدليات إقبالا كبيرا للمواطنين الذين احتموا بالأقنعة الواقية بحيث أعادت إليهم موجة الزكام الحادّة التي تضرب الأسر رعب وسوسبانس كورونا ومنهم من أقبل عشوائيا على بعض المهدئات ومضادات الأنفلونزا كما كان الطلب كبيرا على مسكنات آلام الرأس والفيتامينات على غرار فيتامين سي وفيتامين د والمغنيزيوم قصد مقاومة أعراض التعب والإعياء المصاحبة للزكام.

موجة زكام حادة 
زارت خلال هذه الأيام أعراض الأنفلونزا الحادة اغلب الأسر ميزها السعال الحاد وانسداد الأنف وصعوبة التنفس مما اعاد رعب كورونا إلى الاذهان ومن الأسر من اختارت الاستطباب الشعبي بالتوجه إلى العطارين لاقتناء انواع من الأعشاب المفيدة لمقاومة الزكام على غرار الزعتر والتيزانة والكاليتوس والقرنفل وهو ما لاحظناه عبر محلات العطارة التي اصطف عبرها الزبائن لاقتناء مختلف أنواع الأعشاب التي عُرفت منذ زمان للتخفيف من أعراض الزكام.
تقول الحاجة عائشة إنها اقتنت أنواعا من الأعشاب على رأسها الكاليتوس بحيث قامت بتبخير كل البيت لأن أعراض الأنفلونزا الموسمية أصابت جميع أبنائها وكانت حادة على غرار السعال وصعوبة التنفس والإعياء مما جعلهم طريحي الفراش فاستنجدت بأنواع من الأعشاب على غرار الزعتر والتيزانة والقرنفل لتحضير مشروبات ساخنة تمزج معها الليمون لمقاومة الفيروس.
لا ينفي أحد منا منافع الاستطباب بالأعشاب على مختلف أنواعها إلا أن الفحص الطبي ضروري لعدم تطور أعراض الأنفلونزا الموسمية إلى ما لا يحمد عقباه وتكون المشروبات الساخنة تكملة للمعالجة الطبية كما ينصح به الأطباء. 


إقبال عشوائي على الأدوية
يختار الكثيرون مقاومة الزكام بالإقبال العشوائي على أنواع من الأدوية التي قد تصلح لحالة المريض أو لا تصلح بعد ان تحول اقتناء الأدوية إلى شبه قضيان يومي يجمعه الصيدلي في كيس ويمنحه إلى المريض حتى أن بعض الصيادلة لا ينحازون عن المسؤولية ويكون غرضهم تجاري محض بعيدا عن صحة المريض ويعطون نصائح طبية يمكن القول إنها في غير محلها وخارج اختصاصهم دون دراية للحالة الحقيقية التي يعاني منها المريض فيمنحون الأدوية خبط عشواء مما يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه بل حتى أن المريض هو المسؤول الأول عن صحته.
تقول السيدة نسيبة إنها كانت تعاني من سعال استمر معها لأزيد من أسبوعين وبسبب انعدام الوقت فضلت المرور بعد انتهاء ساعات عملها إلى صيدلية الحي لمنحها شراب مخصص للسعال للتخفيف من سعالها الحاد الذي حرمها من النوم في اول الامر اقتنت شراب الكاليتوس ونصحتها الصيدلية بأنّه ملائم لحالتها الا انها لم ترتاح وعاودت الذهاب إلى ذات الصيدلية فمنحتها شرابا آخرا وكان الوضع أسوأ بحيث أن الشراب هو مخصص للسعال الجاف وانتابتها أعراض ربو مما جعلها تركض إلى الطبيب الذي دون لها وصفة كاملة بالأدوية التي تحتاجها كما امرها بالتوقف الفوري عن شرب ذلك المحلول المخصص للسعال الجاف ووصف لها شراب مخصص لحالتها كون ان سعالها حسب الأعراض التي سردتها للطبيب هو سعال رطب مصاحب لآلام في الحنجرة ولا يتوافق ابدا مع محلول السعال الجاف الذي فاقم أعراضها وأضافت أنها أحست بتحسن كبير منذ اليوم الاول لبداية العلاج بالأدوية التي وصفها لها الطبيب والمتمثلة في حقن وحبوب وشراب مخصص لحالتها المرضية. 
لم يسلم حتى الأطفال من اقتناء الأدوية عشوائيا بعد ان انتابتهم أعراض الزكام بحيث سارع أوليائهم إلى اقتناء بعض المضادات الحيوية لتخفيف أعراضهم حسبهم على رأسها محاليل السعال وأدوية الحمى مراهنين بصحة أطفالهم ما يؤكد ان بعض المرضى ان لم نقل اغلبهم باتوا يطرقون أبواب الصيدليات بدل العيادات للاستطباب. 


الأطباء يحذرون 
يحذر معظم الأطباء من الاقبال العشوائي على الأدوية لأن وصف الدواء للمرضى يدخل في اطار اختصاصهم والصيدلي غير مخول له بوصف الدواء إلى المريض بل مهمته تتمثل في شرح كيفية شرب الدواء المدون على الوصفة.
الدكتور بونقطة عبد الرحيم المختص في الغدد الصماء والسكري قال ان موجة الزكام الحادة في هذه الايام تستدعي المراقبة الطبية لدى الطبيب ويمنع منعا باتا الاقتناء العشوائي للأدوية التي قد تضاغف أعراض الزكام بدل مداواتها فالطبيب هو المخول بوصف الدواء للمريض بعد استفساره عن أعراضه كما ان المراقبة الطبية هي ضرورية لعدم تطور أعراض الزكام إلى ربو وامراض صدرية وتنفسية خطيرة لاسيما وان موجة الزكام في هذه المرة هي طويلة الامد ولابد من خضوع المريض إلى الكشف في أوانه. 
ظاهرة الاقبال العشوائي على مختلف انواع الأدوية والمسكنات تحمل عواقب صحية خطيرة مهما كانت أعراض المريض فمن الضروري طرق باب العيادات اولا لاجراء الكشف لدى الطبيب المختص بعدها تكون المحطة الموالية امام الصيدلية لاقتناء الدواء بوصفة طبية قصد تحقيق غاية الشفاء وعدم المغامرة بالصحة.