حلواجيات يشتكين تراجع الحرفة

  • PDF

في ظل الارتفاع الجنوني للمستلزمات
حلواجيات يشتكين تراجع الحرفة 

* الكاوكاو بـ500 دينار للكيلوغرام الواحد! 

بعد أن انتعشت حرفة الحلواجيات لسنوات في ظل استقرار الأسعار وقدرتهن على اقتناء مستلزمات الحلويات ها هي الحرفة تتراجع بسبب التهاب مواد صنع الحلويات بمختلف انواعها على غرار المكسرات والزبدة وغيرها من المستلزمات مما جعل أغلبهن يقعن بين غلاء تلك الأخيرة وهروب الزبائن بسبب الأسعار التي يشترطونها عليهم بغية تحقيق مداخيل لائقة توافق تعبهن ومجهوداتهن في تحضير الحلويات التقليدية والعصرية ونفقاتهن على المستلزمات.
نسيمة خباجة 
عرفت حرفة الحلواجية انتعاشا كبيرا في الفترة الأخيرة وأضحت حرفة تمارسها النسوة لاسيما الماكثات بالبيوت لتحقيق عائدات لاسيما مع الاقبال الكبير على انواع الحلويات التي صارت تخطف العيون والاذواق وتنوعت اشكالها وألوانها وتراوحت بين التقليدية والعصرية.  
غلاء فاحش للمستلزمات 
عرفت مستلزمات تحضير الحلويات ارتفاعا فاحشا في الأسعار جعلت صاحبات الحرفة يندبن حظهن على غرار المكسرات من جوز ولوز بالإضافة إلى الزبدة والسمن وغيرها من اللوازم مما اثر سلبا على حرفة الحلواجية بحيث زحف الغلاء إلى مختلف المستلزمات التي تدخل في تحضير الحلويات التقليدية منها والعصرية.
تقول السيدة منال المختصة في صناعة الحلويات إن الحرفة صارت ممارستها صعبة جدا في ظل غلاء المستلزمات وأضافت انها أصبحت ترتعب من القصاصات الملصقة عبر رفوف المحلات المختصة في بيع مستلزمات الحلويات على غرار المكسرات وأدوات التزيين ولحق اللهيب حتى إلى قوالب صنع الحلويات فالحلواجية صارت مهددة بالتوقف عن الحرفة خاصة مع الغلاء. 


الفول السوداني بـ500 دينار للكيلوغرام!
احتار الكل من ارتفاع سعر الفول السوداني المعروف بـ الكاوكاو في الاوساط الشعبية فبعد ان كانت اصناف الحلويات المحضرة به في متناول الزوالية الذين تبعد عنهم الحلويات الراقية المصنوعة من الجوز واللوز والفستق والبندق كأنواع تتراوح أسعارها ما بين 2000 و4000 دينار التحق الفول السوداني بركب المكسرات الراقية بعد الارتفاع الصاروخي بحيث كان متوفرا بـ380 دينار للكيلوغرام تزامنا ومناسبة يناير الا انه ارتفع في لمح البصر إلى 500 دينار للكيلوغرام بالنسبة للكاوكاو بالقشور و520 دينار بالنسبة للكاوكاو بدون قشور المستعمل كثيرا في الحلويات من طرف ربات البيوت أو الحلواجيات كون ان بعض الزبائن من اصحاب الاعراس والولائم ليست لهم القدرة المادية على تحضير حلويات اللوز والجوز والفستق فيستعملون الفول السوداني الا انه شهد ارتفاعا في السعر وسط استغراب الكثيرين بحيث كان في فترات سابقة لا يرتفع عن 300 دينار وكان متاحا وغلاؤه اثر على الكل خاصة وانه من المكسرات التي يقبل عليها البسطاء بالنظر إلى توافقها مع القدرة الشرائية للكثيرين الا انه ركب البرج العاجي وزحف اليه الغلاء ليرتفع إلى 500 وحتى 520 دينار للكيلوغرام. 


تراجع الحرفة وعزوف الزبائن
وقعت الحلواجيات في الفترة الاخيرة بين مطرقة الغلاء وسندان عزوف الزبائن بحيث تضاءل الاقبال عليهن بشكل ملفت للانتباه بسبب اشتراطهن أسعارا يرين انها عادية مع الغلاء الذي تشهده المستلزمات وكمقابل لمجهوداتهن الا ان الزبائن يرفضونها ويرون انها مرتفعة ولا تتوافق مع قدرتهم المادية.
تقول السيدة مريم التي تحترف صناعة الحلويات منذ عشر سنوات إن الحرفة كانت ممارستها سهلة من ذي قبل اين كانت أسعار المستلزمات مستقرة الا انه منذ حوالي سنتين قفزت الأسعار قفزة نوعية اثرت على الحلواجيات وعلى الزبائن معا وأضحى الزبون لا يقبل الأسعار المحددة عند وضع طلبيته على الحلويات مما يضع الحلواجيات في موقف صعب خاصة أن تكاليف الحلويات تقع على كاهلهن بالإضافة إلى الجهد المبذول في صناعة الحلوياتز واضافت انها مثلا في السابق كانت تحدد سعر الحبة الواحدة بـ50 دينار الا ان الغلاء حتم عليها رفع السعر إلى 100 دينار وحتى 120 دينار بالنسبة للانواع التي تتطلب حشوا اضافيا من المكسرات على غرار البقلاوة ومقروط اللوز والدزيريات وطبعا تخضع الأسعار إلى معطيات كثيرة وتختلف في حال ما اذا جلب الزبون اللوز أو الجوز أو كان على كاهل الحلواجية بحيث ينخفض السعر ويرتفع حسب الاتفاق كما ان حلويات الفول السوداني ايضا هي مطلوبة حسب القدرة المادية للزبون ولاحظت ان حتى ذاك الاخير عرف ارتفاعا في السعر صعد إلى 500 دينار وهو سعر مرتفع جدا بالنسبة لمكسرات تقبل عليها العائلات البسيطة في ولائمها.