إنزال على الأسواق والمتاجر عشية رمضان

  • PDF

نار الأسعار لم تكبح نهم التبضّع لدى الجزائريين 
إنزال على الأسواق والمتاجر عشية رمضان

شهدت الأسواق والمتاجر الكبرى إقبالاً منقطع النظير من طرف الجزائريين عشية رمضان بحيث يحضر المواطنون لرمضان في ظروف مميزة وحسّاسة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي غلب عليهما ارتفاع الأسعار والغلاء الذي مسّ كل شيء ناهيك عن ندرة بعض المواد الأساسية التي يعد حضورها ضروريا في رمضان على غرار الزيت والسميد لكن رغم كل الظروف تستعد الأسر لاستقبال أعظم الشهور باقتناء الأساسيات من السلع والمواد ما يعكسه الإنزال البشري الذي تشهده المحلات والأسواق والفضاءات التجارية الكبرى.
نسيمة خباجة 

طافت أخبار اليوم ببعض الأسواق والمتاجر لرصد أجواء التحضير للشهر الفضيل في هذه السنة أمام الشكاوى المتتالية من الغلاء وندرة بعض المواد واستعصاء خطوة الاستعداد لرمضان من حيث توفير السلع والمواد الغذائية التي يحتاج إليها كل بيت جزائري.
وقفنا على خلق الجزائريين للأجواء المعتادة رغم فرضية الغلاء الذي صار تحصيلا حاصلا في مختلف المواسم والمناسبات بل وفي سائر الأيام. 

بين الغلاء وإلزامية الشراء.. حيرة 
التحضير للشهر الفضيل والاستعداد له من جميع النواحي هي عادة لا نقاش فيها لدى الجزائريين وإلى جانب الاستعداد الروحي للصيام تتطلب طبيعة الشهر اقتناء بعض المستلزمات والمواد التي تحتاجها ربات البيوت لتحضير وجبة إفطار الصائمين وإكرامهم فالمائدة الرمضانية تختلف عن المائدة المعتادة في باقي الشهور بحكم أداء فريضة الصيام كأعظم فريضة ينتظرها المسلمون بكل شغف وحب واهتمام.
تعيش الأسواق والمتاجر الكبرى أجواء مميزة طبعها التحضير لشهر رمضان واقتناء مستلزماته المعتادة على غرار الفواكه الجافة واللحوم والدجاج والتوابل والأجبان وغيرها من المستلزمات الأخرى لكن لم تختف ملامح الحيرة والذهول عن وجوه المواطنين من نار الغلاء الذي كوى الجيوب امام فرضية التحضير للشهر الكريم.
اقتربنا من بعض المواطنين لرصد انطباعاتهم حول الأسعار عشية رمضان فأجمعوا ان الغلاء أحبط معنوياتهم قبيل رمضان الذي يتطلب نفقات وميزانية خاصة عبر الأسر.
يقول السيد اسماعيل إن الأسعار جنونية ويغتنم كثير من التجار كالعادة المواسم الدينية لإلهاب الجيوب فالأسعار نار ومست كل شيء الفواكه الجافة مثلا لم تعد متاحة لجميع الطبقات بسبب أسعارها الملتهبة وتراوحت مختلف الأنواع البسيطة على غرار الزبيب والبرقوق الجاف والمشمش ما بين 1300 إلى 2200 دينار اما الفواكه الجافة الاخرى كالكيوي والاناناس فحدث ولا حرج وهي بعيدة عن الطبقة المحدودة الدخل.
تقول السيدة مريم إنها تعبت كثيرا خلال التحضيرات للشهر الفضيل وما زاد من تذمرها الأسعار المرتفعة فكل شيء نار سواء اللحوم أو الدواجن ومختلف المواد الاخرى وقالت إنها والى غاية التحدث معنا صرفت أزيد من مليون سنتيم ولازالت لم تنته من التحضيرات بعد.
سيدة أخرى التقيناها بالسوق الشعبي للدواجن ببراقي بضواحي الجزائر العاصمة قالت إن الأسعار لا تخدم الطبقة البسيطة فدجاجة متوسطة الحجم عرضت بـ1000 دينار وهو مبلغ مرتفع اما اللحوم فهي بعيدة المنال عن الطبقة البسيطة خلال رمضان وبالكاد نستطيع اقتناء الدجاج- تقول- وهو على أسعاره الملتهبة التي زادت ارتفاعا قبيل رمضان.
ما لاحظناه ان اغلبية المواطنين فروا إلى الأسواق الشعبية لاقتناء مستلزماتهم والتي بسط عبرها البائعون طاولات لبيع المستلزمات الرمضاتية على غرار الفواكه الجافة والتي كانت اثمانها منخفضة قليلا عن الأسعار التي اعلنتها المحلات والتي يظهر من خلالها جشع التجار واغتنام فرصة التحضيرات للشهر الفضيل من اجل الهاب الجيوب. 

تخفيضات ومنافسة بين المتاجر
فتحت التخفيضات باب المنافسة بين المتاجر لاسيما في الفضاءات التجارية المعروفة بحيث تم التشهير لتخفيضات مغرية للسلع عبر الفضاءات الالكترونية مما ادى إلى انزال على مستوى تلك المتاجر خلال العطلة الاسبوعية الاخيرة وهو ما لاحظناه على مستوى المتاجر الكبرى.
بحيث يبتغي الكثير من المواطنين التبضع واقتناء كل المستلزمات الرمضانية مرة واحدة وهو ما وقفنا عليه على مستوى سوبيرات ببراقي التي شهدت زحمة كبرى بسبب التخفيضات التي اعلنتها عبر صفحتها الالكترونية بحيث مست التخفيضات الفواكه الجافة واالاجبان والبقوليات والمشروبات والعصائر إلى جانب مستلزمات المطبخ على غرار المناديل الورقية وغيرها وشهدت اقبالا منقطع النظير من طرف المواطنين ما عكسته الطوابير امام آلة الدفع.
قالت السيدة وهيبة إنها أتت إلى هناك للاستفادة من التخفيضات بحيث اقتنت تقريبا كل مستلزماتها الرمضانية وفرت من الالتهاب المسجل عبر المحلات ونواح أخرى. 
كانت هي أجواء التحضير للشهر الفضيل فنار الأسعار لم تلغ عادة التبضع لدى الجزائريين وفرحتهم وابتهاجهم باستقبال أعظم الشهور.