بوشوكة ينتشر بين تلاميذ المدارس

  • PDF

مرض سريع العدوى يثير قلق الأولياء
بوشوكة ينتشر بين تلاميذ المدارس

تم في الفترة الأخيرة تسجيل حالات لمرض جدري الماء المعروف بـ بوشوكة وهو ما أثار رعب الأولياء والأطفال لاسيما أنّ المدارس هي بؤرة لانتشار العدوى بحيث خلت مقاعد العديد من الأقسام في الطور الابتدائي من التلاميذ بعد إصابتهم بفيروس جدري الماء الذي تتمثل أعراضه في الحمى والفشل والإعياء العام وظهور حبيبات في كامل أنحاء الجسم مما يستدعي المكوث في المنزل لتجنب انتشار العدوى.
نسيمة خباجة
أثار انتشار مرض جدري الماء بين الأطفال لاسيما المتمدرسين قلق الأولياء خوفا من حمل أطفالهم للعدوى لاسيما أنّه مرض سريع العدوى والانتشار بحيث تم تسجيل الكثير من الحالات عبر المدارس مما فرض انقطاع التلاميذ المصابين عن الدراسة وسجلت العديد من الغيابات تفاديا للعدوى.
تقول احدى الامهات بحي موسى شرسالي ببابا حسن في الجزائر العاصمة إن ابنها أصيب في ثالث يوم من العيد ببوشوكة مما استلزم مكوثه بالمنزل لتفادي انتقال العدوى إلى تلاميذ آخرين وأضافت أنه تم تسجيل العديد من الحالات بين ابناء الحي ومدرسة الحي هي البؤرة لحمل العدوى وكان على كل طفل اصيب بالمرض ان تبقيه عائلته في البيت لتفادي الانتشار السريع للعدوى بين الأطفال تقول.

ما هو جدري الماء؟
بوشوكة (La varicelle) ويسمى جدري الماء من أكثر أمراض الطفولة المعدية شيوعا هو عبارة عن طفح جلدي يظهر على شكل بقع حمراء اللون تنتشر في كل مكان من جسد الطفل الصغير وتملأه من رأسه حتى قدميه تكون في البداية على شكل حبيبات صغيرة جداً مليئة بسائل شفاف ثم بعد ذلك تنفجر وتجف وتكوّن قشرة جافة. ويصاحب ذلك حكة شديدة.
هذا يعني أن الطفل أصيب بأحد أمراض الطفولة المعدية وهو مرض جدري الماء الذي يثير الرعب والخوف عند الأم بالذات خاصة إذا كان طفلها هذا في مرحلة الدراسة وأصيب بالعدوى خلال الأيام الدراسية عموما. 

فيروس شديد العدوى
كيف تنتقل العدوى إلى الطفل رغم حرص والديه الشديد في رعايته؟ وهل يمكنه الذهاب إلى المدرسة؟
لا شك أنها أسئلة محيرة تواجه الوالدين وبالذات كل أم يعاني أحد أبنائها من أي مرض معد عند بداية الدراسة أو حتى أثناءها مرض جدري الماء أو (العنقز) من أكثر الأمراض الفيروسية شيوعاً بين الأطفال تحت سن العاشرة ويتعرض أكثر من 95 منهم للعدوى بهذا المرض في مرحلة الطفولة. ويسبب المرض فيروس شديد العدوى ينتقل من شخص لآخر عن طريق الإفرازات التنفسية أو عن طريق الاتصال المباشر بالحبيبات الجلدية يسمى:فيروس فارسيلا VARICELLA
وعلى كل أم أو مربية أن تلم جيدا بطرق العدوى المرضية عند الأطفال في سن المدرسة  
الطرق الاساسية للعدوى أهمها: الأكل والشرب الملوث مثل النزلات المعوية والتهاب الكبد الوبائي.
- التنفس مثل الإنفلونزا أو العدوى بالفيروسات والبكتيريا العضوية.
- الاحتكاك بجسم المريض مثل جدري الماء والقمل.
- عن طريق التعرض للدم الملوث أو غيره من إفرازات الجسم الملوثة مثل التهاب الكبد الوبائي.

وقاية الأطفال ضرورية 
ولوقاية الأطفال من الأمراض المعدية يجب اولا التأكد من إتمام جميع التطعيمات الأساسية لكل تلميذ قبل دخول المدرسة ثم تطبيق الارشادات التالية:
- غسل اليدين فهو من أهم طرق الوقاية على الإطلاق قبل الأكل وبعد اللعب وعند التعرض لأي تلوث.
١- التأكد من نظافة الطعام والشراب قبل تناوله والتأكد من طرق حفظه وتقديمه.
- تغطية الجروح المفتوحة الملتهبة حتى لا تتعرض للأذى وحتى لا يتعرض الآخرون للعدوى.
- أن يكون لكل طالب وطالبة أدوات الأكل والشرب الخاصة بهما وألا يشترك اي منهما في هذه الأدوات مع بعضهما أو مع الآخرين حرصاً على سلامة الجميع.
- يجب إخطار المدرسة في حالة تعرض الطفل لأي مرض معد حتى تتمكن من إتخاذ الإجراءات اللازمة وإخطار بقية أولياء الأمور.

متى يجب أن يبقى الطفل في المنزل؟
ويبقى هناك سؤال آخر أكثر حيرة عند الوالدين متى يجب أن يبقى الطفل في المنزل؟ ومتى يستطيع العودة إلى المدرسة؟
- العناية المنزلية: هناك حالات معدودة يجب أن يبقى فيها الطفل في منزله ليلقى الرعاية التامة أولا ومن ثم يتماثل للشفاء سريعا وهناك هدف آخر وهو الحرص على عدم إنتقال العدوى للآخرين من الأطفال مثل: السخونة الشديدة وعدم القدرة على الحركة وانعدام النشاط وظهور طفح جلدي مفاجئ مع السخونة حتى يتم عرضه على الطبيب لمعرفة التشخيص وتحديد المرض الذي يعاني منه الطفل تماماً. كذلك ظهور اسهال مصحوب بالدم أو المخاط في البراز والنزلات المعوية مثل التفوئيد وغيرها والتقيؤ المستمر المصحوب بالجفاف.
كما ينبغي منع الأطفال من الذهاب إلى المدرسة عند حدوث التهاب الكبد الوبائي نوع A حتى يتم علاجه والتهابات العيون حتى يتم الفحص والعلاج والتهابات الجلد حتى يتم علاجها.
وبالنسبة إلى جدري الماء يجب منعهم حتى تجف جميع الحبوب الحمراء أو مرور ستة أيام تقريباً من بداية الطفح. وفي حالة الحصبة حتى تمر ستة أيام من بداية الطفح والنكاف حتى تمر تسعة أيام من التهاب الغدة النكافية.
- طريقة المعالجة: فمن حسن الحظ أن مريض جدري الماء يتماثل للشفاء عادة من دون معالجة وإن الانسان يصاب بهذا المرض مرة واحدة في العمر وحيث أنه مرض شديد العدوى فيجب أن يبقى الطفل المصاب في البيت إلى أن تختفي الأعراض.
إن لقاح جدري الماء عامل رئيس في الوقاية ويُعطى عادة بين أعمار 12 إلى 15 شهرا وفي عام 2006 أوصى مكتب مراكز مكافحة ومنع الأمراض (سي دي سي) الاميركي بأتلنتا باعطاء جرعة منشطة من اللقاح عند عمر 4 - 6 سنوات لمزيد من الحماية. كما يوصي (سي دي سي) الذين بلغوا عمر 13 سنة وأكبر سنّا ولم يصابوا بجدري الماء أو لم يسبق أخذهم للقاح جدري الماء أن يتم تطعيمهم بجرعتين من اللقاح يفصل بينهما على الأقل 28 يوما.