بورما تصرخ هل من مسلمين في هذا العالم؟

الأربعاء, 29 يونيو 2016

بقلم: الأستاذ أحمد خليفة قدوري *

عند ما كان قياصرة الروم والفرس في أوج قوتهم وجبروتهم كان المسلمون يتخبطون في الفقر وقلة الزاد والعتاد وضيم القريب قبل البعيد.
ولكن كانت إرادتهم قوية وتمسكهم بعقيدتهم أقوى فبهذه العزيمة الإيمانية استطاعوا قهر الروم والفرس ونشروا كلمة الله في تلك الربوع مع أن ميزان القوى متفاوت ولا يقبل المقارنة إطلاقا.
غير أنه (لله رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه) ولم تغريهم الدنيا وزخارفها بقدر ما كانوا يحبون الموت ويقبلون عليها في سبيل إعلاء كلمة الحق.
شتان بين الأمس واليوم ويقول رسول الله في هذا الأمر::
(يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قائل: يا رسول الله وما الوهن؟؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت).
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ها نحن نعيش ما قاله الحبيب منذ قرون خلت وإلا كيف نفسر هذا الصمت الرهيب من طرف النظم والشعوب والحكومات ونحن نرى ما يجري لإخواننا المسلمين في (بورما) فأين شعوب الربيع العربي؟ التي كانت تصرخ من أجل الحرية والتحرر من الطغاة.
أين الجامعة العربية؟ عفوا جامعة النظم العربية أين المؤتمر الإسلامي؟ أين علماء الإسلام؟ لتحريك الأمة إن هذه المؤسسات ما هي إلا مجرد محطات يتزود منها البعض عند نقص الحساب.
أصبحت هذه الهياكل المشيدة وهذه المؤسسات لاتسمن ولا تغني من الناحية العملية دينيا وسياسيا.
أما من الناحية المادية فهي تسمن وتغني وروادها معروفون من مسئولين وعلماء صامتين عن الحق مقابل الامتيازات الدنيوية وسياسيون راضخون مقابل المنصب.
أيها الناس المسلمون يقتلون ويذبحون كالخراف وتقصع أطرافهم وهم أحياء حتى الموت وتهتك الأعراض ويقتل الأطفال ويعلقون على الجدران أين النخوة؟ أين الرجولة؟ أين الشهامة؟ أين الغيرة عن الإسلام؟ يا مسلمين إن بقي هناك مسلمون.
أين التحالف العربي الخليجي؟ الذي كان يقنبل بالأمس القريب أطفال ونساء اليمن وعاث في الأرض فسادا فهل يتجرأ هذا التحالف أن يتحرك نحو أعداء الله أعداء الإسلام والإنسانية أم أن الإسلام عندهم مجرد قناع يحكمون به رقاب المسلمين.
من ير ما يجري في (بورما) يقول بأن الإسلام رفع فلا إسلام ولا مسلمين فلا الشعوب تستنكر ولا الحكام تندد ولا حتى بأضعف الإيمان.
من يحمي هؤلاء المتشردين هؤلاء المظلومين المقهورين من وطأة التقتيل والتعذيب على مرأى من العالم وفي هذه الحالة يتساءل المرء أين الطوائف التي تتشدق بالإسلام فلا الشيعة ولا السنة وكأنه يؤيدون ذلك مجرد شعارات جوفاء لا تمت بصلة للإسلام فالإسلام براء من هؤلاء المتخاذلين.
نوجه صوتنا إلى أحرار العالم
من شعوب وحكومات بإنقاذ مسلمي (بورما) من بطش هؤلاء المجرمين القتلة.
نطالب الغرب بحماية هؤلاء لا باسم الدين بل باسم الإنسانية باسم حماية الأقلية التي تنص عليها القوانين الدولية نلجأ لكم اليوم لأن حكام المسلمين خذلوهم ونقول للمسلمين من حكومات وشعوب هذه الكلمات:
إذا لم تكن أسدا يزأر فلا تكن كلبا يعوى في سبيل الشيطان.