مشتلة خاصة لإنتاج النباتات في شاطئ سيدي خليفة بتيزي وزو

السبت, 01 أكتوبر 2016

لحمايته من التعرية والترمل
مشتلة خاصة لإنتاج النباتات في شاطئ سيدي خليفة بتيزي وزو

يجري حاليا بشاطئ سيدي خليفة بدائرة أزفون في ولاية تيزي وزو تهيئة مشتلة نموذجية لإنتاج نباتات شاطئية موجهة لتثبيت منطقة الساحل وفق ما علم لدى مسؤولة الفرع المحلي للمحافظة الوطنية للساحل كاملة حليش.

ويهدف المشروع الذي يعتبر الأول من نوعه وطنيا إلى إنتاج نباتات ستشكل الشريط الكثباني الباطني لشاطئ البحر من أجل حماية هذا الوسط الطبيعي من التعرية من جهة و من الترمل من جهة أخرى وفق ما أوضحته المتحدثة و كانت ممثلة المحافظة الوطنية للساحل عبرت مؤخرا خلال زيارة استكشافية إلى شاطئ سيدي خليفة لفائدة تلامذة إكمالية نفس المنطقة الساحلية عن أسفها إزاء الاختفاء شبه الكامل للشرائط الكثبانية عبر شواطئ ولاية تيزي وزو موازاة مع ملاحظتها لتدهور مجمل النباتات المشكلة لهذا السد الطبيعي الذي يفصل الشاطئ عن الوسط الطبيعي المجاور له سيما فيما يتعلق بالأراضي الفلاحية والغابات.
واسترسلت تقول إن المحافظة المعنية و سعيا منها للحفاظ على هذا النوع من النباتات وإعادة إحيائها ستشرع قريبا في تهيئة مشتلة نموذجية لإنتاج النباتات الكثبانية (أو الشاطئية) على مستوى موقع بمساحة 20 هكتارا بمحاذاة الشريط الكثباني لسيدي خليفة الذي يعتبر الشريط الوحيد من نوعه المتبقي بساحل تيزي وزو حسبما أضافته ذات المسؤولة.
وأكدت أن الموقع المعني سيحظى بأشغال تهيئة لغرض تشجيره بالنباتات وإنجاز مسارات على مستواه لفائدة المصطافين الغرض منها تجنب المساس بالنباتات مع مرافقة المشروع بعمل تحسيسي مكثف عن الأهمية الإيكولوجية لهذا الموقع.
ويتمثل أول نوع من النباتات مقرر زرعه بالموقع في القصب الشاطئي المصنف كأول نبتة على الإطلاق في مجال تثبيت الكثبان وفق الآنسة حليش التي أشارت إلى توفر بذور هذه النبتة على مستوى ولايات عين تموشنت وهران و بومرداس ما سيساهم في التقليل من تكلفة هذا المشروع المقدرة بـ9ر3 مليون دج ومن المقرر أن تبلغ نسبة إنتاج هذه المشتلة النموذجية الموجهة لإعادة الاعتبار للشرائط الطبيعية الفاصلة ما بين الشواطئ والأراضي الداخلية معدل 3000 شتلة سنويا من كل أنواع النباتات المقررة.
وتمت خلال هذه الفسحة بشاطئ سيدي خليفة ملاحظة بقايا لشريط طبيعي يعد الأخير من نوعه بولاية تيزي وزو الذي أبقت عليه غياهب الطبيعة والإنسان حيث سمحت الجولة المنتظمة بعين المكان رفقة 3 ممثلين للمحافظة الوطنية للساحل ومديرة البيئة لتيزي وزو وتلامذة الإكمالية المذكورة وأساتذتهم معاينة مدى فضاعة الوضع.
وأبرزت الآنسة حليش للحاضرين بكم كبير من التوضيحات والتفاصيل عن تاريخ الشريط المعني الذي كان في البدء مقسوما إلى ثلاث مناطق متباينة قبل أن يصيبه التدهور وتأتي عليه السنين. حيث لم يتبق من هذا الحاجز الطبيعي الذي حافظ لقرون عدة على التوازن الطبيعي ما بين البحر وما جاوره  سوى ما يسمى بالكثبان الرمادي مغطي ببعض النباتات على غرار القصب الشاطئي ونبتة شائكة أخرى من عائلة اغينجيوزم ماريتينيوم (باللغة اللاتينية) في حين عاين زوار الموقع نبتة ثالثة سامة كانت قد باشرت دورة عودتها إلى الحياة بعد رحيل المصطافين عن المكان.
يعتبر التلوث وتخريب وإتلاف النباتات من طرف المصطافين خلال العطل موازاة مع ظواهر الرعي ونهب الرمال من أكثر العوامل المتسببة في تدهور الشرائط الكثبانية ما يساهم في زحف مياه البحر إلى الشواطئ و ترملها و ما يرافق ذلك من ملوحة الأراضي الزراعية المجاورة وفق ما لاحظته الآنسة حليش.
حيث أكدت المتحدثة أن اختفاء الشريط الكثباني سبب رئيسي في تقلص مساحة الشواطئ الناتج عن زحف مياه البحر مفيدة أن الأمر وراء بروز ظاهرة الترمل وزيادة ملوحة الأراضي الزراعية المجاورة للشاطئ ما يستدعي منا إعادة إحياء هذه الشرائط وحمايتها من الاعتداءات المختلفة على حد تعبيرها.