أزواج يركضون وراء الماديات على حساب الأسرة

الأحد, 15 يناير 2017




شعارهم ...النجاح الوظيفي أولى من النجاح الأسري 
أزواج يركضون وراء الماديات على حساب الأسرة 
 
بعد أن ملأت الأنانية قلوب بعض الأزواج طمحوا إلى تحقيق أحلامهم والنجاح في عملهم على حساب أسرهم وفضلوا الترقية والماديات على حساب الدفء العائلي ومنهم حتى من اختار الطلاق كحل للانطلاق في تحقيق الذات بكل أريحية واستقلالية هي وقائع تعيشها بعض الأسر الجزائرية التي تورطت فيها النسوة في زيجات مع أشخاص طبعتهم الأنانية الزائدة ففضلوا حياتهم الشخصية واستقرارهم المهني بعيدا عن العائلة والأجواء الأسرية الدافئة.  


نسيمة خباجة 
قد تطغى الماديات على العقول والقلوب وتقضي على مشاعر الحنان والمحبة حتى بين الرجل وزوجته وأبعد من ذلك بين الرجل وفلذات كبده هو واقع مر تسرده طابوهات مجتمعنا الجريح الذي انصهرت فيه القيم والأخلاق ولم يعد لها وجود بين البعض وللأسف وزحفت السلبيات حتى إلى داخل الأسرة الواحدة ما يفسره لهث بعض الأزواج وراء تحقيق أحلامهم وكسب الماديات على حساب السعادة الأسرية وهو ما تسرده جدران بعض البيوت ومن الحالات من وصلت إلى الطلاق بعد انسداد كل الحلول.


النجاح الوظيفي أولى من النجاح الأسري
النجاح الوظيفي أولى من النجاح الأسري هو الشعار الذي رفعه بعض الأزواج في سبيل تحقيق آمالهم وضحوا بأسرهم في بعض الحالات بعد الانشغال بالعمل وإهمال الزوجة والأبناء بحيث يمنحون لارتباطاتهم وعملهم كامل الوقت على حساب الأسرة.
ما سردته السيدة (ع) ربة بيت وأم لثلاثة أطفال قالت إن زوجها ضيعهم لأجل العمل الذي يأخذ كامل وقته ليل نهار ولم يعد له وقت للاهتمام بالأسرة ما أدخلهم في نزاعات وصراعات دائمة عادة ما تنتهي بلجوئها إلى بيت أهلها إلا أنه لا تمر فترة حتى يراضيها لكنه يعود إلى نفس العادات بمجرد مرور فترة من الزمن وأضافت أنه رمى عليها كل حمل الأسرة ومسؤولية الأبناء وتحول إلى بنك للسيولة المادية في غياب الحنان والالتفاف الأسري الذي نحن بحاجة إليه _ تقول _ ورأت أن حياته العملية أصبحت قبل الاهتمام بشؤون أسرته ولولا صبرها لتفككت أسرتها خاصة وأن زوجها تحول إلى الأب الحاضر الغائب عن المنزل ولا يدري حتى سنوات تدرّج أبنائه في المدرسة.    


طلاق... وتضحية بالأبناء
وإذا كانت العينة الأولى قد تحلّت بالصبر في انتظار الفرج فإن زيجات أخرى كان مصيرها الطلاق وهو ما سردته إحدى السيدات المغتربات التي تذوقت الأمرين مع زوجها المتسلط ذو الأنانية المفرطة بحيث بعد زواجهما لاحظت أنه حاد الطباع ويمنح كامل اهتماماته للوظيفة التي يشغلها ويطمح دوما إلى الترقية في العمل ودوما يفسر اتصالاتها المستمرة للاطمئنان عليه بالعرقلة والإزعاج صبرت للأمر وبعد أن رزقا بمولود زادت المشاكل والصراعات بينهما خاصة وأنه أصبح صاحب مسؤولية وطلبت منه منح الوقت الكافي لرعايتها هي وابنها لاسيما وأنهما في بلاد الغربة إلا أنه امتنع وصرح لها أن عمله ووظيفته قبلها وقبل المولود الذي رزقا به فعقدت الدهشة لسانها ومن ثمة طلبت الطلاق منه لأنه تجرد من كل معاني الأبوة وحتى معاني الإنسانية وفعلا باشر إجراءات الطلاق وابنه لا يزال في القماط دون رحمة أو شفقة حتى أنه هددها مرارا وتكرارا بعدم التطليق وأنه سوف يعذبها معنويا مما أدى إلى زعزعة مشاعرها وما أدهشها أكثر هو تخليه عن ابنه بكل سهولة وهو الذي ما يزال لحمة في القماط فهو الأمر الذي زعزع مشاعرها وأسقط معنوياتها كثيرا إلا أنها عاهدت الله تعالى أنها سوف تكون لابنها الحصن المنيع ولن تنهزم أمام زوج متجبر غابت الرحمة عن قلبه.     
هو إذن ما تعيشه بعض الأسر وتتجرعه بعض النسوة اللواتي وجدن أنفسهن في ورطة أمام أزواج مهملين فضلوا الكسب واللهث وراء الماديات ومغريات الحياة على حساب الدفء الأسري.