الأطباق الشتوية تعتلي عرش الموائد الجزائرية

الأربعاء, 18 يناير 2017


ربات البيوت يجتهدن في تحضيرها
الأطباق الشتوية تعتلي عرش الموائد الجزائرية 


تزامنا مع تساقط الثلوج وموجة الصقيع التي تجتاح مختلف ولايات الوطن في هذه الآونة فضلت أغلب النسوة العودة إلى الأطباق التقليدية التي تفيد الجسم وتعيد له الدفء والحرارة أو كما تعرف بكلاسيكيات الطبخ الجزائري على غرار (التكربابين) و(البركوكس) و(الدوبارة) و(الشخشوخة) و(الكسكسي) فهي الأطباق التي تركّز عليها ربات البيوت في فصل الشتاء بالنظر إلى منافعها الصحية والغذائية فكل من يطرق أي بيت إلا ويقابله اصطفاف تلك الأطباق الغنية والتراثية.


نسيمة خباجة 
يبدو أن الكل طلقوا السندويتشات والأكلات الخفيفة وشرائح البيتزا وباتوا يحنون إلى العودة إلى المنزل من أجل تذوق أطباق أبدعتها أنامل الأمهات أو الزوجات فهي الحل الوحيد الذي ينسيهم قرّ البرد والأمطار خاصة وأن أغلب ربات البيوت يركزن في مثل هده الفترات على الأكلات الثقيلة الملائمة للفصل التي تكون غنية بأنواع من الخضر والمرق وتقدم ساخنة بالنظر إلى منافعها الصحية من دون أن ننسى استعمال البقوليات بكثرة على غرار الحمص والعدس والفول كونها مكونات أساسية تدخل في تحضير المرق كما أنها تحوي فيتامينات متنوعة بنسب عالية على غرار البروتين والحديد. 


التكربابين طبق شهير ببلاد القبائل
يعد (التكربابين) سيد الأطباق الشتوية بدون منازع في بلاد القبائل سواء الصغرى أو الكبرى على غرار ولاية تيزي وزو وبجاية والبويرة بحيث تجتهد النسوة في تحضيره كما أنه غير مكلف ولا يرهق الجيوب ولا يعتمد سوى على أنواع من الخضر وكمية من الدقيق الخشن الذي يُخلط بمجموعة من الأعشاب العطرية على غرار النعناع والقصبر والمعدنوس النافعة للبدن والتي تقوي المناعة وتدفع نزلات البرد بالإضافة إلى الخضر على غرار الكوسة والبطاطا والخرشوف واللفت والجزر فمرقه هو عبارة عن كوكتال من الخضر المتنوعة مما يجعله طبقا صحيا بامتياز لذلك تتمسك النسوة بتحضيره في فصل الشتاء بالنظر إلى ذوقه الرائع كما أنه يجلب البركة مثلما ترى بعض الجدات ويجبرن (كناتهن) على تحضير ذلك الطبق من أجل توريث فنون وتقاليد الطبخ التقليدي التي يهددها الزوال  وللأسف لدى بعض فتيات اليوم اللواتي ينسقن وراء الأكل الخفيف والجاهز.


البركوكس سيد المائدة في ولايات الوسط
البركوكس هو أيضا طبق شهير في الكثير من ولايات الوطن على غرار المدية البليدة العاصمة وغيرها من الولايات الأخرى بحيث تلتزم الكثير من النسوة بتحضيره لاسيما في فترة الشتاء لأنه غني بالعديد من المنافع كما أنه يعتمد على المرق الأحمر الساخن الذي يضمن حرارة البدن وكانت جداتنا في القديم يقمن بتحضير حبيباته في المنزل بفتلها بدويا أما الآن فنجد البركوكس الاصطناعي الذي أنتجته الآلة مصطفا في المحلات وتعتمد عليه نساء اليوم بالنظر إلى جهلهن (فتل) وإعداد  البركوكس التقليدي اليدوي فهن بالكاد يفقهن في تحضيره وذلك أخف الضررين فالبركوكس هو طبق شتوي ممتاز تختاره الكثيرات لإمتاع الأسرة في ليالي الشتاء الباردة وتضاف تلك الحبيبات إلى المرق الذي يتم خلطه بالخضر بعد تقطيعها وتضاف إليه مختلف التوابل إلى جانب الحمص والفول المجفف ويكون طعمه جد رائع يعكس تراث الطبخ التقليدي الجزائري.  


الكسكسي القاسم المشترك بين الولايات 
الكسكسي بالمرق والخضر هو أيضا حاضر بين الأطباق الشتوية بالنظر إلى غناه بمختلف الفوائد الصحية كما أنه موروث شعبي وارث في الطبخ التقليدي الجزائري ويصنف على أنه القاسم المشترك بين مختلف الولايات شرقا وغربا شمالا وجنوبا ورغم تنوع كيفياته وطرق إعداده إلا أنه يبقى رمزا وموروثا عريقا في مختلف الولايات وضيفا لطالما شرّف الجزائر في العديد من المسابقات المحلية والعالمية وهو طبق تعودت عليه النسوة في الأيام الشتوية الباردة خاصة وأنه غير مكلف ولا يستلزم حضور اللحم أو الدجاج ومن الممكن جدا تحضيره بالمرق الأحمر مزودا بأنواع من الخضر أو حتى إضافة بعض البقوليات إلى المرق من أجل إضفاء نكهة جيدة ومنافع غذائية لا تضاهى.
  
الشخشوخة و الدوبارة البسكرية حاضرتان بقوة
من قال الشتاء فهو حتما سيذكر بعض الأطباق البسكرية التقليدية التي تلائم كثيرا قر البرد والثلوج بالنظر إلى غنى المطبخ البسكري بالعديد منها ونكهتها الرائعة والمميزة ومن الأطباق البسكرية التي ذاع صيتها الشخشوخة والدوبارة إلى جانب الزفيطي بحيث يكثر الإقبال على تحضير هذه الأطباق من طرف ربات البيوت كما أن المطاعم الشعبية التي توفرها تكون قبلة المواطنين الباحثين عن تدفئة أبدانهم والانتفاع بأكلات شعبية ساخنة كما أن الشخشوخة هي طبق المناسبات في الجزائر على غرار المولد وعاشوراء وحتى مناسبة يناير التي مرت علينا مؤخرا وهي تعتمد على العجين في تحضير الفطائر التي تقطع إلى شرائح  صغيرة ويحضر المرق بالدجاج أو اللحم مرفوقا بأنواع من الخضر إلى جانب الحمص الواجبة الحضور أما الدوبارة فهي خليط من الحمص والفول والقصبر والبهارات المتنوعة إلى جانب الهريسة والفلفل الحار وزيت الزيتون فهي أيضا أكلة شهيرة ومطلوبة جدا في فصل الشتاء في البيوت وفي المطاعم الشعبية.