معرض يؤرّخ تقنية السِّيلفي

الأربعاء, 19 أبريل 2017


أربع سنوات مرت على تسجيل كلمة سيلفي في معجم أوكسفورد باللغة الإنكليزية للإشارة إلى تلك التقنية التي اجتاحت حياتنا اليومية وغيَّرت من المعطيات الفنية على اختلاف أنواعها. فالفنانون اليوم يحاولون تأريخ أصول صورة السيلفي في معرض فني يُعتبَر المعرض الأول من نوعه في العالم. افتتح المعرضُ منذ أيام في العاصمة البريطانية لندن في قاعة ساتشي أول معرض في العالم لـ(السيلفي) تحت عنوان من السيلفي إلى التعبير الذاتي.
جمعَ المعرضُ لوحات فنانين قدماء من مدارس فنية مختلفة وتشترك هذه اللوحات بصفة مشتركة واحدة وهي أنها جميعها بورتريهات ذاتية للفنانين فالبداية كانت من بورتريه يعود عمره للقرن السابع عشر للفنان الهولندي رامبرانت ولوحات بورتريه لاحقة للفنان الهولندي فان غوخ والفنان الإسباني بابلو بيكاسو والفنانة المكسيكية فريدا كاهلو. كما أن المعرض يضم مئات الصور التي تم التقاطها بتقنية السيلفي أو من خلال استخدام كاميرا ومرآة منفصلتين.
وعرضت تلك اللوحات بشكل تكنولوجي معاصر عن طريق شاشات تأخذ شكل الهواتف الذكية ويمكن التفاعل مع المحتوى المعروض فيها بنفس الطريقة التي نتفاعل فيها مع الصور على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الضغط على زر (أعجبني). وبذلك يعكس المعرض وجهة نظر جديدة تمثّل وعياً جديداً لتطور التصوير الذاتي عبر العصور. إذ إنَّ الفنانين في الماضي استخدموا المرآة لتصوير أنفسهم بلوحات تشكيلية مختلفة وذلك بالتزامن مع اختراع المرآة الزجاجية سهلة التصنيع والتي انتشرت في كل منزل أي في القرن السابع عشر. وهنا يبدو لنا أن كاميرا السيلفي ليست مجرد مرحلة من مراحل التطور التقني في مجال التصوير بل هي أيضاً مرحلة من مراحل التطور التقني في تاريخ المرآة ولذلك نسبت تلك الأعمال لفئة الـ(سيلفي) قبل اختراع التقنية.