بلاد العرب كدأب قابيل وهابيل

الأحد, 09 يوليو 2017


بقلم: يونس بلخام*


إن هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه بلاد العرب من حروب مفجعة لا تذر الكبير ولا الصغير إلا وأخذت روحه معها ومن تشرذم شتّت وحدة الشعوب وذرتهم قاعا صفصفا لا ينم إلا على وهن من فوقه وهن ومن تحته وهن. أمّا الأوطان فقد تشتت مذ  وطأتها أقدام الكفار من بلاد الأعاجم و نفثت سمومها فيها على شكل سياسات وخطط ماكرة بعيدة الأمد نحن نتأتى حنظلها السياسي المر في أيامنا هذه ومما تجرعناه ونتجرعه من ويل هذه السموم فُرقةُ أمة جمعتها لا إله إلا الله وفرقتها لا إله إلا الله!
نعم هو الواقع المعاش فالعين رأت والأذن سمعت صار كل شيء واضحا كالشمس في كبد السماء ليس هناك من سبيل للنأي بالحقيقة وراء ستار الأعذار واختلاق الأكاذيب وإقناع ذواتنا بأن الأمة الإسلامية في عزّ وكرامة أين هو العز لمّا نسمع ونرى السعودية وشقيقاتها تمنعنّ الأكل والشراب عن جارتهم قطر البريئة براءة الذئب في حضرة الأسد وعن أي كرامة نتحدث لمّا تُزين الشوارع العربية وتغلق الطرق الوطنية وتدجج بالشرطة لتأمين قدوم رؤساء أوروبيين كان أجدادهم بالأمس يستحيون نساءنا ويذبحون رجالنا والحجة في ذلك واهنة تماما كمن يحاول إقناع الغريق بجمال وزرقة البحر !
أليس العرب وبالتحديد الشرق الأوسط هم من أعرضوا وصدوا  عن الجزائر يوم اتقدّت نار الإرهاب في ربوعها وراحوا يهزؤون ويتناولون الأخبار التي تردهم عن دمائها المسفوكة والمستباحة آنذاك بكل زراية ولا مبالاة وكأنّ الجزائر عالةٌ عليهم أو بالأحرى دار سينما كلما أرادوا أن يشاهدوا فيلم رعب صوبوا أنظارهم إليها ...
اليوم وقد انقلبت الآية وصارت دول كانت بالأمس القريب من بين الدول العربية الأكثر أمنا واستقرار خرابا ونزلا لشتى أنواع الإرهاب فعرفوا وأيقنت نفوسهم أنّ الفتنة لا تؤتمن وأنها تبيت بين ثنايا القوة والتمكن فما إن تشأ الظهور تخر كل الموازين واهية أمامها ...
كلامي ليس شماتة حاشا لله بل هو بيان حال ودعوة لإصلاح النوايا والأفعال لا سبيل للوحدة إلا بصفاء القلوب وتماهي الخصامات وذوبان التوجهات والتيارات في قالب واحد هو  قالبُ الأخوة وتقَبُلُ الغير بلا ضير لم تشهد أمة الإسلام تململا كهذا إلا بعدما تحزبت وانغلقت وتشرنقت على شكل جماعات متعنتة متصلبة لا تقبل أيّ نقد لا بل حتى النصيحة لم يعد لها في قلوبهم مكان يسعها وهذا التحزب يولد لا محالة تطرفا وعصبية مع مرور الوقت وتفشي قناعات مفادها أن الجماعة الفلانية على حق وبيان من أمر ربها أو أن الجماعة الفلانية على ظلال وبُعد من أمر ربها هذا والله لا يُفضي في مرحلة معينة إلا لواقعةِ قابيل وهابيل أخرى غير أن الإختلاف بين الواقعتين مقدار الدم المهدور والفتنة التي تتأتى جراء هذا الفعل ..
لا يُعقل مبدئيا التهاون بمسألة اسمها الوحدة العربية ولكن هل يعقل الاستغاثة بالأعاجم لحفظ هذه الوحدة؟ إن الأمر أشبه بدعوة  القاتل إلى عزاء المقتول وتلقّيهِ بالأحضان ورميه بالزهور والتهليل له ! أهو هوان نفس أم غلبة رجال ؟
ّالأكيد أنّ ليل العرب حالك وشمسهم تأبى الظهور شتاؤهم قارس سيمتد لقرون ودعاؤهم شابته شوائبٌ من كبر وغرور وأحلامهم مالٌ وبنين بدل أن تكون جنان هم فيها خالدون ...
ليت حسن البيان يسد جوع غلام في سوريا ويطفئ نارَ شوق أم في ليبيا ويشفي مريضا في اليمن ويرد أسيرا من سجون مصر إلى أهله غير سالم ولا غانم  ووو والله المستعان !!!