اقتراح تحويل المقر القديم لمدرسة الفنون الجميلة إلى بيت للفنانين بمستغانم

السبت, 14 أكتوبر 2017


معلم تراثي يحتاج الى صيانة وترميم
اقتراح تحويل المقر القديم لمدرسة الفنون الجميلة إلى بيت للفنانين بمستغانم


تم اقتراح تحويل المقر القديم للمدرسة الجهوية للفنون الجميلة بمدينة مستغانم إلى بيت للفنانينو حسب ما علم من المديرية الولائية للثقافة. وأوضح مدير الثقافة عبد العالي قوديد لوكالة الأنباء الجزائرية أن ملف المقر القديم للمدرسة الجهوية للفنون الجميلة هو حاليا في طور الدراسة وفي مرحلة تفكير جد عميق من أجل تحديد ماهية هذه البناية مستقبلا . وأوضح قوديد أن الفكرة الأولى المطروحة حاليا هي تحويل هذا المقر إلى بيت للفنانين وليس كفندق أو نزل بل كفضاء يضم ورشات وأروقة للعرض ومتحف يستضيف الفنانين والحرفيين ومختلف العارضين بشكل دائم أو دوري . 
وستضم هذه المؤسسة الفنية الجديدة رواقا متحفيا يخصص لبعض الفنانين والتشكيلين الجزائريين الرواد كالفنان محمد خدة الذي تمتلك مديرية الثقافة لولاية مستغانم بعضا من أعماله ولوحاته. وأشار المتحدث الى أن هذه الفكرة بدأت بالتبلور كاقتراح لدى السلطات  المحلية مع انفتاح الإدارة لاستقبال مختلف الأفكار والإقتراحات الأخرى بشأن هذه البناية ذات الطابع العمراني المميز الذي يجب إعادة توظيفه في مجال يناسب هندسته وشكله من الداخل والخارج وكموروث ثقافي عربي وعثماني وأندلسي . من جهة أخرى أبرز المصدر أن هذا العقار ليس فارغا أو متروكا بحكم أن عدة نشاطات تقام به دوريا وبينها نشاطات النادي الأدبي والفكري لنساء مستغانم وهو مفتوح للزوار وبإمكان توظيفه لاستقبال أية تظاهرة ثقافية أو فنية بما يناسب  طبيعة البناية لافتا إلى أن هذا المقر بحاجة إلى ترميم وصيانة وهو ما تعمل عليه حاليا الهيئات المحلية والوصاية قصد إيجاد التمويل المالي المناسب لعملية من هذا النوع . 
وكان عدد من الفنانين والأساتذة الجامعيين والمعماريين بولاية مستغانم طالبوا في وقت سابق بضرورة توضيح وضعية هذه البناية العتيقة وحمايتها حيث أكد الفنان  التشكيلي والأستاذ الجامعي سعيد دبلاجي لوكالة الأنباء الجزائرية أهمية تسجيلها كمعلم تاريخي وفني وتحديد وظيفة قارة لها كمركز أو متحف للفنون مع إقامة للفنان . وأبرز الأستاذ دبلاجي بأن هذه البناية هي درس معماري له قيمة فنية وهندسية يجسد النزعة المعمارية التي مزجت بين الأسلوب المعماري المحلي العربي الإسلامي  
والطابع العمراني الأوروبي وهي جوهرة وسط مدينة مستغانم. 
وكشف المتحدث عن تنظيم يوم مفتوح قريبا داخل هذه البناية بمبادرة من أساتذة وفنانين وطلبة المدرسة الجهوية للفنون الجميلة وجامعة مستغانم من أجل التعريف  بأهمية هذا المكان الذي كان مكة الفنانين والتشكيليين الجزائريين حسب وصفه. من جهتها ذكرت المهندسة المعمارية والمختصة في التراث زينب ابن دريس بأن المقر القديم للمدرسة الجهوية للفنون الجميلة يعتبر بـ الشاهد على الفترة الاستعمارية الفرنسية حيث تم إنجازه بين 1906 و1910 وهو شاهد على الطابع المعماري الاستعماري الذي فرضه حاكم الجزائر في ذلك الوقت شارل جونار والذي أصبح يعرف بإسمه فيما بعد بين المعماريين . وحذرت المهندسة المعمارية من إمكانية تساقط بعض الأسقف والأعمدة بعد تسجيل عدد من التسربات المائية مؤكدة أن فصل الشتاء لموسمين قد يكونا كافيين لخسارة هذا المعلم النادر حيث لا يعبر عن هذا النوع من المعمار حاليا سوى البريد المركزي بالعاصمة ومحطة القطار بوهران وهذه البناية الموجودة بمستغانم . للإشارة فإن المقر القديم للمدرسة الجهوية للفنون الجميلة هو عبارة عن إقامة سكنية بنيت في 1906 من طرف عائلة فرنسية ثم تم تحويله إلى عيادة وأصبح مقرا للمدرسة من 1987 إلى غاية 2013 حيث تقرر تحويلها للبناية الجديدة التي تم إنجازها بحي صلامندر مع بقاء المقر القديم شاغلا.
ق.م