من أسباب دفع العقوبات : شكر النعم

الأحد, 08 أبريل 2018


إن شكر النعمة التي ينعم بها الله سبحانه وتعالى على الأفراد أو على الجماعات والمجتمعات سبب لاستقرارها وثبوتها أما عدم الشكر فإنه يؤدي غالبًا إلى العقوبات الخاصة أو العامة وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه ما عاقب به كل شخص على كفره فيجب علينا أن نشكر الله على نعمه سواء كانت دينية أو دنيوية .
والله سبحانه يحب شكر النعم التي أنعم بها علينا فمن أسمائه الحسنى : (الشكور) أي الذي يعطي الثواب الجزيل على العمل القليل قال تعالى : إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا [الإنسان:22] .
وأخبر سبحانه وتعالى أنه أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة وأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال الله الإعانة على ذكره وشكره بعد كل صلاة فيقول أحدنا : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك [مسند الإمام أحمد 5/244] .
وحيث إن شكر النعم سبب لزيادتها وكفرها سبب للنقص ونزول العذاب فلنذكر في هذا المقام آيات وأحاديث في الشكر :
أولًا : إن شكر النعمة سبب للزيادة قال تعالى : لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ   [إبراهيم:7].
ثانيًا : أمره لرسله والمؤمنين بالشكر والله لا يأمر إلا بالواجب المهم. قال تعالى : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا [المؤمنون:51] .
وكذا أمره لعموم المؤمنين بالشكر قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [البقرة:172] .


ثالثًا : تسميته لأنبيائه ورسله وعباده المؤمنين بالشاكرين قال تعالى عن نوح عليه السلام : إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا [الإسراء:3] .
رابعًا : ثناء الله على إبراهيم عليه السلام بالشكر قال تعالى : إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم [النمل:120 121] 
خامسًا : طلب كثير من رسله وعباده المؤمنين الإعانة على الشكر قال تعالى عن سليمان عليه السلام : رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ [النمل:19] .
سادسًا : أن الشكر مقترن بالأعمال الصالحة ولا يسمى الإنسان شاكرًا إلا بالعمل قال تعالى : اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا [سبأ:13] .
سابعًا : إن الشاكرين هم القلة القليلة من الناس قال تعالى : وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سبأ:13] .
ثامنًا : إن مصلحة الشاكر عائدة إلى نفسه ومجتمعه قال تعالى عن لقمان الحكيم : وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ [لقمان:12]