مثل المؤمن كالنخلة

الثلاثاء, 22 مايو 2018


 الأمثال في القران
مثل المؤمن كالنخلة
لم تحظ شجرة في الذكر بما حظيت به النخلة فهي مرتبطة في الذهنية العربية قبل الإسلام وبعده وهي حاضرة في القرآن والسنة فذكرت في القرآن أكثر من إحدى وعشرين مرة وأما الأحاديث فقد وردت في أكثر من ثلاثمائة مرة وهذا احتفاء ظاهر بهذه الشجرة لأنها ترمز للعطاء والخير والبركة ومن صور ورودها في السنة ورودها مضرب مثل للمؤمن وبركته واتصال منافعه.
في صحيح البخاري عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله قال: هي النخلة .
وقد روى ابن حبان عن أبي رزين مرفوعا: مثل المؤمن مثل النخلة: لا تأكل إلا طيباً ولا تضع إلا طيباً .
من وجوه الشبه بين النخلة والمسلم في: 
كثرة خيرها ودوام ظلها وطيب ثمارها ووجوده على الدوام فانه من حين يطلع ثمارها لا يزال يؤكل منه حتى ييبس ويتخذ منه منافع كثيرة ومن خشبها وورقها وأغصانها فتستعمل جذوعا وحطبا وعصيا ومخاصر وحصرا وحبالا وأواني وغير ذلك ثم آخر شيء منها نواها فينتفع به علفا للابل ثم جمال نباتها وحسن هيئة ثمرها فهي منافع كلها وخير وجمال كما أن المؤمن خير كله من كثرة طاعاته ومكارم أخلاقه فيواظب على صلاته وصيامه وقراءته وذكره وصدقة والصلة وسائر الطاعات وغير ذلك وهو دائم كما تدوم أوراق النخلة فيها فهذا هو الصحيح في وجه التشبيه.
وعند البخاري عن بن عمر قال بينا نحن عند النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ أُتِيَ بجُمَّار فقال: إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم .
ومن وجوه الشبه بين بركة النخلة وبركة المؤمن:
أن بركة النخلة موجودة في جميع أجزائها مستمرة في جميع أحوالها فمن حين تطلع إلى أن تيبس تؤكل أنواعا ثم بعد ذلك ينتفع بجميع أجزائها حتى النوى في علف الدواب والليف في الحبال وغير ذلك مما لا يخفى وكذلك بركة المسلم عامة في جميع الأحوال ونفعه مستمر له ولغيره حتى بعد موته.