كلام في الابتلاء

الأحد, 25 نوفمبر 2018




الأب العاقل الحكيم الذي يحب إبنه يؤدبه.
لأنه إذا أدبه قومه وقواه فسار الإبن مؤدبا عاقلا.
إن رأى الأب إبنه يكذب فأدبه.
تكون الثمرة هي إبن صادق.
فالإبن فاز بخلق كريم.
هو الصدق.
فأنت الآن إما في ابتلاء خير أو شر.
فإذا كنت ذا عمل ومال وثياب جميلة فهذا ابتلاء بالخير.
والابتلاء يشبه الإمتحان.
فينظر الله كيف نعمل في هاته النعم إذا رأى منا نجاحا في ابتلاءه زادنا درجات في الابتلاء بهذا الخير.
فالسؤال هو الابتلاء
والجواب هو قولنا وفعلنا
وإذا وجد الله منا فشلا في ابتلاءه نقلنا لابتلاء اخر تحت العناية التامة.
ألا وهو الابتلاء بالشر.
فيضيق الله الرزق فيصبح لا مال ولا عمل ولا ثياب.
فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) سورة الفجر
نشاهد أن المرحلة الأولى ابتلاء بالخير فيظن الإنسان أن ربه أكرمه.
وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) سورة الفجر
ونشاهد أن المرحلة الثانية ابتلاء بالشر فيظن الإنسان أن ربه أهانه.
ثم نجد ربنا يقول لنا:
كَلَّا ?
أي أنت يا من تظن أنني أكرمتك ثم أهنتك. لا لم أفعل
ويبين لنا فيقول:
بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) سورة الفجر
فهنا يبين لنا ربنا أخطائنا في أجوبتنا.
ثم يستعرضها أولا بأول.
وهكذا فإذا ابتلانا بزوج جميل ينظر لما أجبنا.
فإن كان الجواب جواب النجاح ازدادت درجات الابتلاء فزادت نعمة الزوج.
وإذا كان الجواب جواب هبوط هبطنا من ابتلاء الخير إلى ابتلاء الشر.
فكما أننا رأينا الأب العاقل الحكيم أدب إبنه من الكذب للصدق.
هكذا يفعل معنا ربنا:
من كان بخيلا وأراد الله به خيرا أدبه فأصبح بنعمته كريما معطاءا.
يبدل الله من:
السوء إلى الحسن
ومن القبيح إلى الجميل
من الكاذب إلى الصادق
ومن الذليل إلى العزيز
من الفقير إلى الغني
ومن العبد إلى السيد.
ويكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل.
ذلك الله ربنا على كل شيء قدير.
فلا تكره تأديب الرب.
نعم إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا.


ـ عن المنتدى الإسلامي العام